تحقيقات وتقارير

أيهما يسبق الآخر.. «سلفا» أم «مشار» ? جنوب السودان.. «300» يوم من الحرب

[JUSTIFY]«300» يوم من الحرب بدولة جنوب السودان بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه السابق د.رياك مشار، دقت الأعناق وسفكت الدماء حول كرسي السلطة أو مسببات أخرى يراها الطرفان مبرراً جيداً لنصب مدافع القتال وشد سلاسل الدبابات نحو الميدان لإطلاق قذائف الموت ناحية البقاء في جوبا أو الذهاب إليها حاكماً، الايام تمضي ولا حل يظهر على طريق الخلافات بين الفرقاء الجنوبيين، تارة يرتحلون لجوبا وتارة اخرى الى اديس ابابا وأخيراً الى «أروشا»، للتوقيع على اتفاق نهائي يحقق السلام للدولة المنفصلة بإرادة شعبها وايعازات زعمائها بالابتعاد عن السودان واقامة دولة خاصة، وتظهر الاتفاقيات الموقعة منذ يناير بين سلفاكير ومشار باديس مروراً بعدد اللقاءات والمقابلات بين الطرفين على طاولة المفاوضات ومؤخراً اتفاق اروشا، تظهر ان الازمة الجنوبية «قرصة عقرب» تحتاج لعلاج قوي وسريع وفعال ربما يراه البعض بالاصعب على تاريخ الجنوبيين، وهو اقتلاع الرئيس سلفاكير، بينما يُعتقد ان الرمز السيادي الجنوبي يمثل افضل الخيارات لحكم الجنوب في هذه المرحلة التي وصفت بالمفصلية عقب الانفصال، بيد ان تلك المرحلة لم تشهد ملامح المفصلية بل تحولت الى مرحلة تخطيطية للظفر بالحكم في ظل غياب المجتمع الدولي الذي نصب ناصية النوم العميق عقب افلاحه في فصل جنوب السودان. جنوب السودان «الدولة الوليدة» ما زال يراوح مكانه ويغلي خلال الـ«300» يوم الماضية بالحرب:

ملكال
شهدت المدينة الأم في اعالي النيل الاسبوع الماضي، معارك ضارية بين القوات الحكومية وقوات المعارضة اتهمت فيها الاخيرة القوات الحكومية باستخدام اسلحة كيميائية في القتال، وهذا ما نفته الحكومة في جوبا بشدة. المعارك التي اوقعت عدداً من القتلى لم تحقق للطرفين نصراً او تأميناً لمواقع سابقة.
حيث ظلت قوات الحكومة داخل المدينة تمتلك نصفها فيما تسيطر قوات المعارضة على النصف الاخر، اللافت ان قائد جبهة اعالي النيل الفريق قبريال تانج كشف عن مصرع الف ويزيد من قوات الحكومة بانفجار شريط من الالغام قامت الحكومة نفسها بزراعته، بحسب ما ذكر تانج في تصريحات صحفية.
الرنك
رغم محاولات المعارضة الجنوبية السيطرة على المدينة التي تعتبر المعبر الاهم بالولاية، استطاعت قوات الحكومة السيطرة على الاوضاع والتصدي لعملية قصف عنيف وحصار وضغوط مارستها المعارضة الجنوبية على المدينة طلية النصف الاول من اكتوبر، ورغم التقدم الضئيل للمعارضة ببعض جبهات الرنك الا أن القوات الحكومية افلحت في تلافي سقوطها بيد المعارضة وامتلكت زمام الامور.
الناصر
عادت قوات مشار من جديد وسيطرت على المدينة عقب استلامها من قبل القوات الحكومية في الفترة الماضية، وتعتبر المدينة من أهم المدن لمشار ويهتم للغاية بالسيطرة عليها، بل هناك أحاديث غير مؤكدة بأنه شارك بنفسه في عملية استعادتها.
مدن النفط
ظل الحقل الأكبر في أعالي النيل مستمر في انتاج النفط وتراوح الانتاج بين الوصول للحد الاقصى والتراجع وفق مؤشر العلميات الحربية بين الفرقاء الجنوبيين.
وظلت المعارضة تحاول بكل طاقتها الوصول للحقل وايقاف ضخ النفط في محاولة لخنق النظام في جوبا الذي يعتمد بصورة كاملة على عائدات النفط، خاصة وان حقول النفط بولاية الوحدة متوقفة الا قليلاً بحسب مواطنين بالولاية.

بانتيو
لا تختلف الوضعية الخاصة بمدينة بانتيو عن مدينة ملكال كثيراً، الا ان السيطرة الكاملة عليها تقترب من المعارضة الجنوبية التي تسيطر على «90%» من الولاية وفق ما ذكره الفريق بيتر قديت سابقاً، ويقود قوات المعارضة بالولاية قائد الفرقة الرابعة السابق بالجيش الشعبي، وتعد الولاية الاغنى بالنفط من اهم الولايات التي تسيطر عليها المعارضة الجنوبية.
ربكونا
على ضفاف النهر وبين المدينة وبانتيو، شهدت ربكونا معارك استطاعت المعارضة الجنوبية السيطرة عليها وتعتبر مدينة ربكونا من اهم المناطق الاستراتيجية للقوات المختلفة في عملية التسليح والتزود بالوقود وغيرها، وعلى حين غرة هاجمت قوات المعارضة المدينة وتمكنت من السيطرة عليها لتفقد جوبا اهم حلفائها الموجودين بالمدينة.
ميوم
تتضارب التصريحات بين الطرفين بشأن المنطقة الاستراتيجية وهي مدينة ميوم، حيث يعتبر الجيش الشعبي ان قواته تسيطر عليها بيد ان القوات المعارضة تؤكد انها تخضع لسيطرتها منذ منتصف العام الجاري، وشهدت ميوم بولاية الوحدة اكثر من «10» عمليات عسكرية منذ بدء الحرب بين طرفي النزاع في جنوب السودان منتصف ديسمبر الماضي.
بور
تمكنت القوات الحكومية من استعادة السيطرة على مدينة بور العاصمة لولاية جونقلي، بعد معركة تعتبر الاضخم في تاريخ الصراع بين طرفي النزاع في جنوب السودان في النصف الاول من العام الجاري.
وعقب سيطرة المعارضة عليها في عملية شغلت كافة وسائل الاعلام والرأي العام استطاعت القوات الحكومية السيطرة عليها من جديد بمساعدة القوات اليوغندية الخاصة، كأول تدخل تقوم به القوات اليوغندية في جنوب السودان عقب اندلاع الصراع بين سلفاكير ومشار، فيما تسيطر المعارضة على تخوم المدينة وعلى الجانب الاخر من النهر ايضاً.

البيبور
المدينة الفيدرالية او مدينة ياوياو او مدينة قوات الكوبرا، المجموعة المسلحة التي وقعت مؤخراً اتفاقاً مع الحكومة بالعاصمة الاثيوبية و التي بموجبها منحت كاقليم بحكم ذاتي، ورغم اعتراضات الطرفين خاصة طرف ياوياو من عدم تنفيذ الاتفاق الاخير مع جوبا الا ان كثيراً من المراقبين تخوفوا في بداية الصراع من انضمام ابناء البيبور بقيادة ياوياو لاحد طرفي النزاع، بالمقابل وقع ياوياو في امتحان عسير اختتمه بنيل العلامة الكاملة، برفضه الانضام لاي من الطرفين وازاح بطريقة ذكية منطقته من النزاع لينتزع لها حكماً ذاتياً مؤخراً.
شمال بحر الغزال
بتمرد اللواء داو أتور جونق خرجت الأمور الحربية عن السيطرة تماماً بشمال بحر الغزال حالياً. وتشبه قصة تمرد داو تمرداً عنيفاً قاده الفريق أطور الملقب بـ«الثعلب» في ولاية جونقلي.
ويكشف مراقبون أن داو اللواء المتمرد والذي أعلن تمرده وانضم لمشار بالفعل وكان من ضمن وفده الزائر للعاصمة الكينية سابقاً، تحت امرته حوالي «30» ألف جندي منهم حوالي «5» آلاف جندي تلقوا تدريبات عالية للغاية في المدفعية.
وبحسابات الميدان تبدو الفرصة هنا سانحة لمشار لخلق جبهة قتالية جديدة بولاية شمال بحر الغزال وخاصة مناطق أويل وغيرها من المناطق الإستراتيجية التي تضم وحدات خاصة للجيش الشعبي.

أروشا
جلب اتفاق أروشا بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه السابق د. رياك مشار وآخرين من قيادات الحركة الشعبية، مشاهد انقسامات حادة داخل صفوف القوات العسكرية للمعارضة الجنوبية.
وبينما لاحت على الافق عملية رفض واسعة للاتفاق من عدة قيادات ميدانية بصفوف المعارضة، نقل لواءان بأعالي النيل رسالة شديدة اللهجة لمشار أبانا فيها أنهما «لا نقاتل من أجلك».
أربكت الرسالة رئيس المعارضة ووضعته في موقف لا يحسد عليه في الوقت الذي فضّل فيه الفريق بيتر قديت التعليق على الاتفاقية امس، فيما أوضحت القيادات في رسالتها لمشار بان اتفاقية أروشا مسرحية هزلية لاستيعاب من وصفتهم بالمجرمين والفاسدين والعابثين بدماء الجنوبيين.
واضافت ان الاتفاقية ملَّكت ما لا ملك له بعد الثورة، فرص الحياة السياسية من جديد، وأبدت القيادات في رسالتها مواصلة القتال دون مشار و «مقاتلته أيضاً حالما انخرط في نظام يرأسه سلفاكير».

هيثم عثمان
صحيفة الإنتباهة
ت.أ[/JUSTIFY]