تحقيقات وتقارير
قيادات الشورى والمكتب القيادي.. الموازنات الجهوية هل تصدّرت المشهد من جديد؟؟
مقترح الاستكمال للشورى الذي تقدم به رئيس البرلمان دكتور “الفاتح عز الدين”، أمس، تضمن (20) عضواً بما يعادل نسبة (5%) بدلاً عن (10%) التي كانت تستكمل في السابق، وفتح فرصة لتضمين بعض الشخصيات، كان من بينها” كبشور” نفسه و”محمد الطاهر أبو كلابيش” و”الأمين دفع الله” إلى جانب آخرين، كما تم الدفع بأسماء نسائية جديدة لموازنات محددة.. و”عبد الحميد كاشا” يعدّ من القيادات التي وقفت فترة على الرصيف بعد الصراعات التي نشبت في ولاية شرق دارفور في آخر محطاته الرسمية عندما كان والياً عليها، وحسب اعتقاد الحزب فإن الرجل له تأثير على مجموعة من أبناء دارفور خاصة قبيلة (الرزيقات)، وبدا مهتماً بطرح مبادرات رتق النسيج الاجتماعي وفض النزاعات وقيادة مجالس الصلح عبر مركزه الجديد الذي أسسه بالخرطوم ليكون نواة لإصلاح ذات البين داخل أطراف النزاع.
تأتي أهمية مجلس الشورى في أنه يقف على كثير من القرارات الحزبية المهمة، وتسند له مهمة اختيار المكتب القيادي للحزب، ولهذا السبب درجت العادة في السابق أن يتم اختيار رئيس مجلس شورى المؤتمر الوطني من شيوخ الحركة القدامى الذين ساهموا في مرحلة البناء والتأسيس، فأول رئيس للشورى بعد المفاصلة كان بروفيسور “عبد الرحيم علي” ومن ثم تم اختيار “أبو علي مجذوب”، فيما تم أمس اختيار “كبشور كوكو” رئيساً لمجلس الشورى.. وتقول سيرته إنه ولد بجبال النوبة منطقة دلامي- ودرس الأولية بعبري والأميرية الوسطى بمدرسة الدلنج والثانوية بكادوقلي، ثم التحق بكلية التربية جامعة الخرطوم.. كان من المتفوقين في المرحلة الجامعية ونال جائزة ثالث أفضل طالب بكلية التربية.. ومنها ذهب في بعثة دراسية إلى فرنسا، وفيها حصل على درجة (الليسانس) و(الماجستير) و(الدكتوراه) في علم النفس التربوي، وعلى دبلوم في اللغة الفرنسية.. أول منصب وزاري تقلده “كبشور” كان وزير دولة بوزارة التخطيط الاجتماعي، ووقتها كان يشغل منصب وزير الوزارة الأستاذ “علي عثمان”.
ومن بعد انتقل إلى وزارة الاتصالات والسياحة، قضى فيها أقل من عام ليعين وزيراً للتربية والتعليم، وشغل المنصب لأربعة أعوام وأُعفي في مارس 1999م.
التحاق “كبشور” بهياكل الحركة الإسلامية كان حديثاً، وسبق أن قال في حوار أجرته معه (المجهر): (لم أكن عضواً في هياكل الحركة الإسلامية، ولكن بحكم النشأة الريفية كنا أقرب إلى طلاب الاتجاه الإسلامي بالجامعة).
على صعيد اختيار أعضاء المكتب القيادي الجديد، قيل إنه قد صوت أعضاء الشورى البالغ عددهم (400) لاختيار (30) عضواً من القيادات من بين (107) مرشحين، وحاول بعض القيادات الانسحاب من الترشح للمكتب القيادي.. بعض المتابعين عدّ خطوة محاولة الانسحاب بمثابة زهد من هذه القيادات، فيما عدّها آخرون خطوة للخروج من هذه المواقع بسبب عدم التوافق الذي بدأ يظهر بين بعض القيادات وما يتم في هذه الأجهزة، وسبق أن قال قبل ذلك بروفيسور “غندور” إن التغيير على مستوى القيادات سيتم بنسبة كبيرة.. وبدوره كان قد كشف “أمين حسن عمر” لـ(المجهر) عن عدم رغبة عدد مقدر من القيادات في الاستمرار.. لكن يبدو أن حساسية المرحلة التي يمر بها الحزب دعته إلى إبقاء معظم قيادات الحرس القديم في المكتب القيادي وتم التغيير بشكل نسبي.
كل الانتخابات التي أجريت ابتداءً من اختيار رئيس المؤتمر الوطني “عمر البشير” مروراً بأعضاء مجلس الشورى، الذي بدوره اختار المكتب القيادي، يبدو أنها تمت بترتيب محكم من الحزب تماشياً مع المرحلة الجديدة وما يعيشه من تباينات في الآراء.
المجهر السياسي
خ.ي