رأي ومقالات
صلاح حبيب : القضاء على مراكز القوى..!!
هذا حديث طيب ولكن هل مراكز القوى داخل الحزب والذين سيطروا على مفاصله طوال تلك الفترة، هل بإمكانهم التنازل عن الأعمال التي كانوا يقومون بها ليتراجعوا إلى الصفوف الخلفية. في كل الأحزاب هناك مراكز قوى وهؤلاء أحياناً يلعبون أدواراً قذرة حتى يكونوا في الواجهة، وقد اشتكى من مراكز القوى الرئيس المصري الأسبق “أنور السادات”، وقد قامت قيامته بسبب مراكز القوى وهذه قوة تهزم دائماً الحكام والحكومات. وقد شهدت فترة “السادات” أقوى مراكز قوى في المنطقة ومراكز القوى ليس من الطفيليين، ولكن أحياناً بالنسب أو المصاهرة أو حتى الأبناء أحياناً يشكلون مراكز قوى، وهؤلاء من الصعب القضاء عليهم، فهم كتل وأصحاب مصالح.
إن المرحلة القادمة للرئيس المشير “عمر البشير” تتطلب منه اتخاذ مواقف أكثر قوة وصرامة في مواجهة الذين يعتقدون أنهم يشكلون قوة ضاربة داخل الحزب، أو هم مراكز القوى التي بيدها كل شيء. لا بد أن تكون هنالك مساحة ما بين الحاكم والمحكومين، لا بد أن يؤدي كل شخص دوره المطلوب منه قبل أن تتشكل تلك القوى المتكتلة لتصبح مراكز قوى ونفوذ ويصبح بيدها كل شيء.. فهي الآمرة والناهية، وهي التي تأتي بزيد أو عبيد، هي القوى التي تطيح بهذا وتأتي بذلك.. وتنمو وتتمدد تلك القوى حتى تشكل خطراً أحياناً على الحاكم نفسه بسرقة اسمه في التعاملات وأحياناً إخافة المواطنين باعتبارهم القوى المقربة من السلطة وهي الآمرة الناهية. ومراكز القوى ليست خطراً على السلطة ولكنها خطر على الوطن والمواطن، وهناك مراكز قوى ليس في الحزب ولكن في الوزارة وفي الولاية وهؤلاء يفعلون ما يشاءون باعتبارهم مهندسي كل الشغل للوزير أو الوالي، وأحياناً يشكلون خطورة في الأسواق وفي توزيع الأراضي السكنية والزراعية والحيازات والدكاكين، فهؤلاء جميعاً مراكز قوى ولا يدري المسؤول خطورة هؤلاء، لأن لسانهم حلو ينسجون خيوطاً من الحرير للمسؤول ويقدمون له كل ما لذ وطاب، ويأتون له بآخر النكات وما يدور في المجتمع.
ومراكز القوى التي تحدث عنها رئيس الجمهورية بالتأكيد يعرفها جيداً وهو لم يأتِ من كوكب آخر فهو سوداني ابن المؤسسة العسكرية التي لا يفوت عليها شيء، وابن كوبر وكل من أتى من منطقة شعبية يدرك ما يدور حوله تماماً، فلن يخدعه أحد، ويكشف ألاعيب كل شخص، ويعرف من هو الصادق ومن هو الكذاب، يعلم أصحاب المصالح والمنفعة ويعرف المخادعين والمتعففين، أصحاب السلطة وأصحاب الدنيا.. وأصحاب الآخرة، جميعهم يعرفهم تماماً، فقط عليه أن يمسك بالقلم الأحمر والقلم الأخضر للفصل بين هذا وذاك.
المجهر السياسي
خ.ي