رأي ومقالات

صلاح حبيب : قطار الانتخابات دوّر!!


[JUSTIFY]الفنان الشاب “أحمد الصادق” يقول في أغنيته التي وجدت حظاً كبيراً عند المتلقي (القطار دور حديدو مني شال زولي البريدو.. شوقي ولع فيني نار).
بالأمس بدأت المفوضية القومية للانتخابات تدوير العملية الانتخابية بفتح السجل الانتخابي، وهي واحدة من المراحل المهمة في العملية وبها يتأكد كل ناخب أن اسمه موجود لدى مراكز التسجيل التي بلغ عددها بالمركز والولايات (7,133) إضافة إلى تسجيل الناخبين الجدد الذين بلغوا سن الثامنة عشرة ويحق لهم بعد بلوغهم هذه السن أن يسجلوا بالمراكز ليحفظوا حقهم عند التصويت، لأن الشخص الذي لا يسجل اسمه سيفقد حقه إذا أراد أن ينتخب رئيس الجمهورية أو المرشحين الآخرين.
المفوضية وفي كل ولايات السودان فتحت السجل، وبدأ رئيس المفوضية الدكتور “مختار الأصم” تدشين تلك المرحلة بمؤتمر صحفي عقده بمباني المفوضية بالطائف.. “الأصم” قال: (لأول مرة يكون هناك سجل دائم للناخبين عكس ما كان في السابق.. كان السجل يفتح عند بدء العملية الانتخابية في انتخابات 1953 أو 1965 أو 1968م).
السجل الآن يضم أحد عشر مليوناً وستمائة ألف مواطن، وربما يرتفع عدد المسجلين إلى أكثر من ذلك بعد فتحه للذين لم يسجلوا من قبل، أو الذين لم يكونوا موجودين سواء نزحوا من منطقة من مناطق السودان المختلفة أو كانوا خارج البلاد.
بعد المؤتمر الصحفي الذي طرحت خلاله العديد من الأسئلة المتعقلة بالتسجيل، سواء أكان للمغتربين أو أبنائهم أو العائدين من مناطق الجنوب بسبب الحرب أو النزوح من منطقة إلى أخرى مثل المهجرين من سد مروي، أو بعد تعلية خزان الروصيرص، أو الرحل الذين يغادرون مناطقهم بسبب الماء والمرعى.. كل هؤلاء وضعت المفوضية حلاً لمشاكلهم.
بعد المؤتمر طاف رئيس المفوضية ونائبه والأمين العام وبعض الخبراء على ثلاثة مراكز في كل من الخرطوم بحري المدرسة التركية بكافوري، وفي الخرطوم مدرسة أركويت شرق وبأم درمان، أطمأنوا على عملية التسجيل رغم أن العدد الذي ذهب إلى للتسجيل كان ضعيفاً، وهذا ما نبه إليه الدكتور “الأصم” بأن عدم وجود زحام بالمراكز لا يؤثر، لأن الرقم (6006) يسهل مهمة المواطن في معرفة إن كان اسمه مسجلاً من قبل أم لا، خاصة الذين شاركوا في انتخابات 2010م، فالمواطن يمكن أن يستخدم هذا الرقم من شركات الاتصال، فإذا كان الشخص يحمل شريحة (زين) أو (MTN) أو (سوداني) من خلالها يمكن معرفة اسمه رباعي.
العملية الانتخابية دخلت مراحلها الأخيرة، وكما ذكرنا في أغنية “أحمد الصادق” فالقطار (دوّر)، ومن الأفضل للأحزاب والقوى السياسية المختلفة أن تلحق بهذا القطار، لأن مصلحة الوطن تتطلب أن تشارك كل القوى في هذه الانتخابات وإلا فإن المؤتمر الوطني سيخوضها مع الأحزاب التي تشاركه في السلطة أو الأحزاب الأخرى التي تطمع في الحكم.. والفترة القادمة إذا لم تقم الانتخابات ستصبح الحكومة فاقدة لشرعية البرلمان ومجلس الوزراء وحتى رئيس الجمهورية، لذلك فلن يترك المؤتمر الوطني الانتخابات دون خوضها، سيخوضها على الأقل لتكون الحكومة شرعية دون حجج أخرى من الأحزاب أو القوى السياسية التي تقف بالمرصاد لأي خطأ يمكن أن تقع فيه الحكومة.. فالانتخابات هي المخرج.. وإذا فشلت الأحزاب الكبيرة في إزاحة المؤتمر الوطني الآن، فيمكنها أن تعد نفسها تماماً للمرحلة القادمة إذا كانت فعلاً جادة في حكم البلاد وإلا…!!

المجهر السياسي
خ.ي[/JUSTIFY]