رأي ومقالات

يوسف عبد المنان : رسائل ورسائل

[JUSTIFY] إلى زعيم النهضة التونسية “راشد الغنوشي”: الفلسفة والحكمة ورجاحة العقل والتدبر والتفكر عصمت التجربة التونسية من مؤامرات صغيرة وكبيرة.. وكلها دبروا لوقيعة أثبتت النهضة عمق فكرها.. وتواضع قادتها حفظ الله تونس وشعبها وجعلكم زخراً لتيار إسلامي عريض مستنير بالفكر والتجربة والعطاء.
{ إلى هيئة علماء السودان: هل اطلعت الهيئة على كتاب (صناعة النبوءة محمد صلى الله عليه وسلم نموذجاً) لمفكر سوداني من مدينة كسلا يقيم في لندن اسمه د.”أحمد محمود”، وهل الهيئة مهتمة بمثل هذه الإصدارات التي تدخل البلاد من نوافذ غير مفتوحة.. أم أن الهيئة أصبح دورها فقط فيما ينزل عليها من أهل السلطة لتصبغ المشروعية على ما تريده الحكومة؟؟ ولماذا لا تصبح الهيئة مرجعية متفقاً عليها بدلاً من أن تصبح واجهة حكومية تفصل الفتاوى على مقاس السلطان.
{ إلى الأستاذ “علي عثمان محمد طه”: متى تتحدث؟؟ ومتى تقول شهادتك في مفاوضات نيفاشا.. رحل “جون قرنق” قبل أن يكتب مذكراته.. وقال الجنرال “سيمبويا” شهادته في أطول مفاوضات شهدتها القارة الأفريقية وأفصحت “هيلدا جونسون” عن رؤيتها ومشاهداتها والاستراحة التي تعيشها حالياً حتى تعود للسلطة، وأعباء التكليف تمثل سانحة لتكتب مذكرات عن مفاوضات نيفاشا شهادة للتاريخ وعبرة للأجيال القادمة وإثراءً لساحة الحوار الوطني.. فأنت أهل لهذه المهمة ولكن متى تكتب ومتى تفصح عن المسكوت عنه، فالتاريخ أمانة والحقائق التي تكتمها حق للأجيال القادمة، فلماذا تحرمهم من الاستفادة من دروس تجربة من حقهم الاطلاع على خفاياها وأسرارها.. وكتابة المذكرات لا تعني التقاعد والإحالة للمعاش!!
{ إلى الأستاذ “كمال شداد” رئيس الاتحاد الرياضي السابق: هتاف الجماهير يوم مباراة الهلال والمريخ الأخيرة مطالبين بعودتك مثل هتاف الشعب السوداني بعد فشل أكتوبر ومطالبتهم بعودة “إبراهيم عبود”.. الماضي لا يعود.. والسنون مضت وما بقي في العمر شيء ولكن إخفاقات تلاميذك جعلت القاعدة الهلالية تهتف لك رغم المرارة التي تذوقها الهلال إبان رئاستك للاتحاد الرياضي، ولكن فشل الموسم المنصرم جعل الهلالاب يهتفون لـ”شداد”.
{ إلى “عثمان كبر” والي شمال دارفور: لقد بات التغيير حقيقة شاخصة والأيام معدودة في فاشر السلطان.. والسلطة إلى زوال والمجد إلى تلاشي ولكن شهادة لله لقد كانت تجربتك في الفاشر مثيرة وناجحة ولولا إخلاصك وتفانيك وخطابك السياسي لسيطر التمرد على دارفور وهدد السلطة في الخرطوم، ولكن كل أول له آخر والأيام بين الناس دول من سره زمن ساءته أزمان.
{ إلى اللواء “عصام ميرغني” (أبو غسان): كتابك قصة حرب أهلية وثيقة لا غنى عنها للباحثين في الشأن السياسي والعسكري والقابضين على جمر السلطة والراكبين سرج الحركات المسلحة، إنها تجربة ضابط خاض غمار المعارك مع السلطة وضدها.. فاوض وحارب وصالح وشارك وكتب شهادته للتاريخ في بحث عميق جداً ولكن من يقرأ في عصر الواتساب والمواقع الإلكترونية؟؟
{ إلى “مشاعر الدولب” وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي: اختيار مفوض العون الإنساني الجديد أثبت عمق نظرتك وتقديرك لجهد المخلصين وكفاءة القادرين.. فللرجل تجربة في إدارة المنظمات.. وقد تهافتت عليه الدول الشقيقة وسارعت للاستفادة من قدراته المنظمات الدولية بعد مغادرته لوزارة الشؤون الإنسانية، شكراً “الدولب” للاختيار الصائب.
{ إلى المهندس “طارق حمزة”: نجاح (سوداني) في الانتشار أفقياً لا يغني عن تطوير خدماتها وتحديثها.. ورعايتكم للدوري الممتاز رغم تعقيدات البث والخسائر الفادحة التي لحقت بالشركة، يجب أن يكون دافعاً لكم لمزيد من العطاء والتمسك برعاية الدوري الممتاز.
{ إلى المعتمد “عبد اللطيف فضيلي”: لماذا لا تصبح أم بدة هي محلية التراث في ولاية الخرطوم بتطوير مضمار سباق الهجن ودعم اتحاد المصارعة والنهوض بمسرح أم بدة.. وإقامة الليالي الثقافية، فالمحلية زاخرة بالتعدد الاثني والثقافي وتمثل السودان الكبير.
{ إلى “أشرف الكاردينال” رئيس نادي الهلال: مبروك كأس الدوري الممتاز ولكن الجيل الحالي من لاعبي الهلال لن يحقق بطولة خارجية.. وقد جفت منابع المواهب وبات الهلال دون ملامح إبداعية وفقد الكثير من مميزاته كنادي للمهارة والإبداع.

المجهر السياسي
خ.ي[/JUSTIFY]