رأي ومقالات
صديق البشير : سعاد الصباح …قراءات تأملية .. في محطات ابداعية .. لنجمة أدبية …!!
فالتوقيع يحبط حيلتي
ويردني خجلي وقد سقط النصيف
أنا لم أرد اسقاطه
لكن كفّي عاندتني
فهي في الأغلال ترفل
والرفاق بلا كفوف
أمّا البنان فما تخضّب
منذ أن طالعت في الأخبار
أن حاتم الطائي أطفأ ناره
ونفي الغلام
لأن بعض دخان موقده
تسبب في المجيء
ليست الأديبة والاعلامية السودانية روضة الحاج (أميرة الشعر العربي ) وحدها التي تتكيء على ابداع عربي كبير، لكنها تضاف وتضيف الى مسيرة ثقافية خالدة لأخريات في المحيطين الاقليمي والدولي وأسسن لمشروع زاخر يساهم بفعالية في المشهد الأدبي العربي كنازك الملائكة وفدوي طوقان وحياة الفهد وسهير القلماوي ومني واصف وكوكب الشرق وفيروز ونوال السعداوي كل في مجالها ومن هؤلاء أطلت أخرى تحمل سمات العروبة والأصالة والمعاصرة أدبا وثقافة وعلما وتجربة ثرة وثرية بمنتوجها العذب والذي غطي مجالات المعرفة الانسانية تأطيرا وتطبيقا وممارسة عملية ، هي ذاتها التي تتقطر شهدا شعريا بمفردات خضراء
ها أنت ترجع مثل سيف متعب
لتنام في قلب الكويت أخيرا
يا أيها النسر المضرّج بالأسى
كم كنت في الزمن الرديء صبورا
كسرتك أنباء الكويت ومن رأى
جبلا بكل شموخه مقهورا
ما كان يمكن أن تعيش لكى ترى
باب العرين مخلعا مكسورا
هكذا كانت تعلم الآخرين حب الأوطان وحمايتها بالمهج والأموال والآداب والأنفس والممتلكات عبرحلقات قلمية اسمتها ( أوراق في قضايا الكويت ) هي التي أبصرت نور الدنيا في العام 1942م ، ولدت سعاد محمد الصباح الدكتورة سعاد لاحقا ، فهي بنت الكويت وسليلة أسرة الصباح ببلدها الكويت والتي اتكأت بعد ذلك على تجربة أكاديمية ومعرفية اكتسبتها بسعى حثيث نحو النهل المتواصل من معين المعارف المختلفة في صنوف المعرفة الكونية ، دراسة نظرية وتطبيقية ، حيث حصلت على بكلاريوس الاقتصاد في جامعة القاهرة ودكتوراة من جامعة ساري جلفورد في ثمانينيات القرن الماضي الي أصبحت نجمة ابداعية خالدة هى ( امرأة بلاسواحل) لتهدي الآخرين وروردا أدبية ملونة من بساتينها المتعددة الميول والاتجاهات والأحلام والطموحات
جنتي كوخ وبستان وورد
وحبيب هو لي رب وعبد
وصباح شاعري حالم
أتغنى فيه بالحب وأشدو
واصلت سعاد الصباح مشروعها الثقافي والأكاديمي الكبيرسويا مع اهتماماتها الاجتماعية والوطنية والخيرية والانسانية ، تؤسس أسرتها على بنيان التفاهم بالمحبة الصادقة والعواطف النبيلة والتجارب المتبادلة ، لتنطلق في رحاب الحياة الفسيحة تؤسس دارها للطباعة والنشر وجائزها باسمها تنشر العناوين العديدة في المناحي الثقافية المختلفة والمؤتلفة كالتخطيط والتنمية في الاقتصاد والفكر العربي والسلام والصحافة والاعلام وحقوق الانسان والأدب والنقد ، هي ذاتها الأديبة الكبيرة التي تصدرفي ثمانينيات القرن الماضي ديوانها الموسوم ( فتافيت امرأة ) ، لتلتقي مجددا مع الموسيقاراللبناني البارع عبدو منذرومواطنته المغنية الباذخة ماجدة الرومي في عمل غنائي مكتمل الأضلاع نصا ولحنا وموسيقي وتوزيعا هو ( كن صديقي )كن صديقي
كن صديقي
كم جميل لوبقينا أصدقاء
ان كل امرأة تحتاج أحيانا الى كف صديق
وكلام طيب تسمعه
فلماذا ياصديقي؟
لست تهتم بأشيائي الصغيرة
ولماذا … لست تهتم بما يرضي النساء
كن صديقي
كن صديقي
انني أحتاج أحيانا لأن أمشي على العشب معك
وأنا أحتاج أحيانا لأن أقرأ ديوانا من الشعر معك
وأنا -كامراة- يسعدني أن أسمعك
فلماذا-أيها الشرقي- تهتم بشكلي؟
ولماذا تبصر الكحل بعيني
ولاتبصر عقلي؟
انني أحتاج كالأرض الى ماء الحوار،
فلماذا لا ترى في معصمي الا السوار؟
ولماذا فيك شىء من بقايا شهريار
سعاد الصباح تنقلت بين معارف عديدة واهتمامات متعددة ، حيث ألقت أضواء باهرة ومبهرة وقوية الأثر والتأثير على الاقتصاد الكويتي وكتاب توثيقي عن ( صقر الخليج ) عبدالله المبارك الصباح ، اضافة الى منجزاتها الأخرى مثل ( دور المرأة ) وجوائزها للابداع الأدبي وعضويتها لهيئات طوعية وجمعيات حقوقية وتنظيمات انسانية ومتديات أدبية وعلمية واجتماعية ، وطوعت العلم والمال والعلاقات لخدمة المجتمعات داخل وخارج وطنها العزيز على كل العرب هي مشروع علمي وانساني وادبي يمشي بين الناس هكذا تتغزل في الأرض التي نبتت منها الى العالم
انني بنت الكويت
بنت هذا الشاطئ النائم فوق الرمل
كالظبي الجميل
في عيوني تتلاقى
أنجم الليل ، وأشجار النخيل
من هنا .. أبحر أجدادي جميعا
ثم عادوا .. يحملون المستحيل
انني بنت الكويت
هل من الممكن أن يصبح قلبي
يابسا .. مثل حصان من خشب؟
باردا..
مثل حصان من خشب؟
هل من الممكن الغاء انتمائي للعرب
ان جسمي نخلة تشرب من بحر العرب
وعلى صفحة نفسي ارتسمت
كل أخطاء، وأحزان ، وآمال العرب
سوف أبقى دائما..
أنتظر المهدي يأتينا
وفي عينيه عصفور يغني ..
وقمر..
وتباشير مطر..
سوف أبقى دائما..
أبحث عن صفصافة .. عن نجمة ..
عن جنة خلف السراب ..
سوف أبقى دائما ..
أنتظر الورد الذي
يطلع من تحت التراب ..
سعاد الصباح تضيف للمكتبة العربية ولقراء لغة الضاد باقة منتقاة من منتوجها الغزير الذي يصعب حصره في هذه المساحة فهي تحتاج لدراسات متعمقة ومتواصلة تسبر أغوار مشروعها الكوني الكبير، والذي بدأته بحب الوطن عبر مجموعة مقالات رفيعة ( شكلا ومضمونا ) والتي اسمتها (تسمحون لي أن احب وطني ) و ( برقيات عاجلة الي وطني ) ثم اعادتها لطباعة مجلدات مجلة ( الرسالة ) المصرية وتضيف عناوين أخرى مثل ( المرأة الخليجية ومشاركتها في القوى العاملة ) و( أزمة الموارد في الوطن العربي ) و( أوبك بين تجارب الماضي وملامح المستقبل ) ( أمنية ) و( اليك ياولدي ) و( فتافيت امرأة ) و( آخر السيوف) و(حوار الورد والبنادق ) و( في البدء كانت الأنثى ) وامرأة بلا سواحل ) و( خذني الى حدود الشمس ) ، ماتزال الدكتورة سعاد الصباح تهدي محبي الثقافة والأدب مجتزءات من أعمالها الأدبية ( نثرا ونظما ) صافيا صفاء النيل وشامخا شموخ النخيل وصامدا صمود أسرتها وبلادها في وجوه الطغاة والغزاة ، فتأمل عزيزي المتلقي الحصيف وهي ترسم بريشة ماهرة لوحة رومانسية الحروف والألوان
يا أحبابي :
كان بودي أن أسمعكم
هذي الليلة ، شيئا من أشعار الحب
فالمرأة في كل الأعمار ،
ومن كل الأجناس ،
ومن كل الألوان
تدوخ أمام كلام الحب
كان بودي أن أسرقكم بضع ثوان
تواصلت سعاد الصباح من عدد من الجمعيات الانسانية ذات الأبعاد الاجتماعية والاكاديمية والطوعية كما أسلفت مثل منتدى الفكر العربي واللجنة التنفيذية لحقوق الانسان واللجنة العليا لتحرير الكويت ابان الغزو العراقي الغاشم للكويت ، هذا غير عضويتها في المجلس الاستشاري للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة والمؤسسة الثقافية العربية وجمعية اوليفر بادن الدولية للمرشدات والمجلس العربي للطفولة والتنمية المجلس الدولي حول التعليم لأغراض التدريس بالولايات المتحدة الأمريكية ، هي سيرة حافلة بالانجازات الاقليمية والدولية مثل جمعية الصحفيين الكويتية ورابطقة الصداقة الكويتية الأمريكية واللجنة التنفيذية للمنظمة العالمية للنساء المسلمات لجنوب شرق اسيا ومؤسسة التعاون بجنيف ، هذا غير مساهمتها الأدبية المعروفة للجميع ( القصيدة أنثى والأنثى قصيدة ) و( الورد حين يعرف الغضب ) و( ومضات باكرة ) و( لحظات من عمري ) و( من عمري ) و ( في البدء كانت الأنثى ) و ( قصائد حب ) … أنظر اليها حين تتحدث شعرا عذبا آخر من دررها الخالدة في سفر الآداب العربية تنظيرا شفاهيا وممارسة عملية ، وبنشاط متواصل على كل الأصعدةلا هذا عصر الشعر ، ولا عصر الشعراء
هل ينبت قمح من جسد الفقراء ؟
هل ينبت ورد من مشنقة ؟
أم هل تطلع من أحداق الموتى أزهار حمراء ؟
هل تطلع من تاريخ القتل قصيدة شعر
أم هل تخرج من ذاكرة المعدن يوما قطرة ماء
تتشابه كالرز الصيني .. تقاطيع القتلة
مقتول يبكي مقتولا
جمجمة ترثي جمجمة
وحذاء يدفن قرب حذاء
لا أحد يعرف شيئا عن قبر الحلاج
فنصف القتلى في تاريخ الفكر،
بلا أسماء …
( ٍاكتب عن سعاد الصباح … سأسجل شهادة على زمن شهيد ننتمي اليه معا ، وسأعلن ، منذ البداية ، انحيازي لمحض الشعر فيه وأقاوم رغبة في الكلام ، أعرف أنها ستتحقق أخيرا ) هكذا كانت الشاعرة والكاتبة والصحفية الكويتية سعدية مفرح تضئ عتمة أخرى من جوانب مخفية من حياة سعاد الصباح وذلك ضمن ملف مجلة ( العربي ) الكويتية الخاص عن سعاد الصباح ( يوليو 2012م ) وتقول الأديبة سعدية عن مواطنتها سعاد 🙁 وماذا بعد ….. هل قلنا عن سعاد الصباح كل مأردنا قوله ؟ بالتأكيد لا … ولكننا نستطيع أن نقول أيضا ان سعاد الصباح تنجو ، عبر مدى متسع من الشعر في معناه الذي يتجاوز حدود التعريفات النقدية الى آفاق لا حدود لها ، بالقصيدة وتنجو القصيدة بها .. وبين نجاتين متناوبتين تذهب الى طرف الدهشة الأخيرة لتكون الشاعرة … الشاعرة ! ) ، وبين سعدية مفرح وسعاد الصباح وأخريات عربيات قدر لهن التعاطي مع عوالم الشعر والكتابة والسعادة اسما وفعلا وأدبا وابداعا حين تقول المحتفى بها …
يقولون ان الكتابة اثم عظيم …
فلا تكتبي
وان الصلاة أمام الحروف … حرام
فلا تقربي
وان مداد القصائد سم …
فاياك أن تشربي
وهأنذا
قد شربت كثيرا
فلم أتسمم بحبر الدواة على مكتبي
وهأنذا…
قد كتبت كثيرا
وأضرمت في كل نجم حريقا كبيرا
فما غضب الله يوما على
ولا استاء مني النبي
في الخامس عشر من سبتمبر من العام ألف تسعمائة وستين تزوجت من الشيخ عبدالله المبارك الصباح حيث رزقهما الله سبحانه وتعالى ببنين وبنات الشيوخ محمد ، مبارك ، أمنية ، شيماء ، هي ذاتها سعاد التي أفلحت في أسرة ناجحة ومشروع ابداعي ومعرفي كبير بلغات عربية وانجليزية وفرنسية و أفادت به العرب جميعا من محيطهم الى خليجهم ، لهذا كرمت في مجموعة من الدول العربية والآسيوية وذلك نتيجة لمساهماتها التي لا تخطئها العين ، حيث نالت درع جميعة الاقتصاديين الكويتية وجائزة الدولة التقديرية للآداب والفنون من الكويت ودروع أخرى من جامعة القاهرة ووسام الاستحقاق اللبناني المذهب من الرئيس اللبناني والدرع التكريمي من مؤسة التعاون الفلسطينية وميدالية من معهد العالم العربي بباريس وزمالة من اوكسفورد ووسام الجمهورية ، الصنف الأكبر من تونس ورئاسات شرفية لجمعيات ثقافية وأكاديمية وفي العام 2012م منحت سعاد الصباح جائزة مانهي في الآداب وهي تعد أرفع جائزة في كوريا الجنوبية ، وذلك تقديرا لتجربتها الثرة في المجال الثقافي في مستوياته المختلفة داخل وخارج الكويت ، هي ذاتها سعاد الصباح التي تسخر علاقاتها وفكرها ومالها وابداعها لخدمة الثقافة والفكروالمعرفة الانسانية . تلك كانت مجرد قراءات تأملية .. في محطات ابداعية .. لنجمة أدبية تدعي سعاد الصباح صاحبة ( رسائل من الزمن الجميل ) زمن الثقافة والفن والمعرفة والأدب ، أدب أنتجت منه كلمات تفيض رقة وحنين ، نختم بها تأملاتنا
أعرف رجلا
يعرف ما في رحم الوردة من أزرار
يعرف الآف الأسرار
يعرف تاريخ الأنهار
ويعرف أسماء الأزهار
ألقاه بكل محطات (المترو)
وأراه بساحة كل قطار
أعرف رجلا .. حيث ذهبت
يلاحقني مثل الأقدار
أعرف بين رجال العالم رجلا
مر بعمري كالاسراء
قد علمني لغة العشب
ولغة الحب
ولغة الماء
كسر الزمن اليابس حولي
غير ترتيب الأشياء
صديق السيد البشير*
[email]abumaha76@gmail.com[/email][/JUSTIFY]