تهاني عوض: تعالوا نتعلم كراهية الأوطان!!
وبما أن حب الوطن من الأمور (الفطرية) التي جُبل الإنسان عليها، فليس غريبًا أبدًا أن يُحب الإنسان وطنه الذي نشأ على أرضه، وشبَّ على ثراه، وترعرع بين جنباته. كما أنه ليس غريبًا أن يشعر الإنسان بالحنين الصادق لوطنه عندما يُغادره إلى مكانٍ آخر، فما ذلك إلا دليلٌ على قوة الارتباط وصدق الانتماء .
وإذا كانت محبة الوطن غريزية فإن كراهية الوطن مخالفة للغريزة والفطرة .. ولا (يكره) شخص وطنه إلا لانتكاسة في (عقله) وفطرته،
ولهذا من الخطأ أن نقول لا بد من (غرس) حب الوطن في الناشئة، لكون حب الوطن مغروس في الفطر السليمة، والذي ينبغي أن يقال لا بد من نشر التعليم الذي يرفع من مستوى التفكير الإيجابي وينمي العقل، فإذا فعل ذلك سقينا بذرة حب الوطن، وحب الوفاء في الفطرة. وهذه في نظري ملاحظة مهمة لا ينبغي أن تجاهلها..
هناك ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية او امنية قد تجعل العيش في (الوطن) صعباً ومستحيلاً لكن ذلك لا يعني ان الوطن سيئ بل يعني ان ظروفه سيئة .. وذلك لا يعني ان تبادله الكراهية لانه لم يعطيك ما تتمنى.. وللاسف هناك الالاف من الشباب يكرهون (الوطن) ويلعنونه صباحاً ومساءً ، فما ذنب الوطن ؟! هل الوطن هو الذي ظلمك وأضاع مستقبلك ؟ أم السياسات الحكومية ؟! هنالك فرق بين الحكومة أو النظام السياسي (الحاكم) وبين الوطن.. فالوطن لا يعني الحكومة .. والحكومة لا تعني الوطن.. الحكومة تأتي وتذهب وتتغير وتسقط وأتي حكومات أخرى جديدة لكن الوطن لا يتغير ولا يموت ..الحكومة زائلة والوطن باقٍ ..
مؤسف أن نجد من لا يفرق بين (الوطن) وبين (الحكومة) .. ومؤسف أن نعبر عن سخطنا عن النظام وكأنه هو الوطن ..وشتان ما بين النظام الحاكم والوطن ..!
ومؤسف أن نجد بعض الشباب يتفاخرون ويتباهون بنشر صور ومقاطع ثقافات وحضارات ومعالم دول الهجرة او الاغتراب كشكل من أشكال (الفشخرة ) والقشرات ..ولا يهتمون بنشر صور ملامح وجماليات الوطن .
(الارض -النيل-الصحراء- النخيل-الجبال-التلال- عظمة الانسان-التراث-الاغاني- الفنون- السياحة -الطبيعة ) .. فلنتعلم كيف نكره أوطاننا ونعرف الفرق بين كراهية النظام وكراهية الوطن .
بلادي و إن جارت عليّ عزيزةٌ…… ….وأهلي وان ضنوا عليّ كرامُ
تهاني عوض