تحقيقات وتقارير

السرقة عند الأطفال .. غريزة أم سلوك مكتسب؟

[JUSTIFY]يظل الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة عجينة سهلة التكوين والتشكل وهذه المرحلة هي مرحلة تعلم للطفل وغرس للقيم الطيبة فيه بواسطة الاسرة والتى ينشأ عليها فيما بعد. ويتفق معظم الاختصاصيين الاجتماعيين على أن معتادي الإجرام في السرقات بدأت معهم هذه الظاهرة منذ مرحلة الطفولة، فالطفل في هذه الفترة يكون لديه حب التملك ولا يفرق بين السرقة والملكية الخاصة، وهنا يأتي دور الأسرة في التربية المتوازنة والتوجيه وبالتالي يتبلور هذا المفهوم لديه، ولكن هناك العديد من الأسباب التي تجعل الطفل يسرق.. «الملف الاجتماعي» طرح هذا الموضوع على طاولة المواطنين والمهتمين لمعرفة الأسباب والحلول لهذه الظاهرة وخرج بالحصيلة الآتية:

هيثم الريح «إعلامي» ابتدر حديثه وقال إن الطفل بطبعه يحب أن يمتلك بعض الأشياء وهو في رحلة بحث واستكشاف دائم عن كل ما هو جديد، ونجده سعيدًا كل ما اقتنى شيئًا جديدًا، هذا الطلب المستمر للأشياء كالألعاب وغيرها يجعله دائم الطلب للمال، وهنا تكمن حصافة الأسرة في التربية والتوجيه السليم للطفل، وأضاف الريح لأنه إذا لم يتم تنفيذ رغباته ومتطلباته سيعمد إلى تنفيذها خلسة بعيدًا عن الأنظار كأن يسرق مالاً أو غيره، وهنا يكمن الخطر، لذلك يجب على الأسرة مراقبة وتوجيه الطفل لبناء شخصية قوية له.

سارة خليفة «ربة منزل» بدأت حديثها وقالت: على الأسرة أن تعوِّد الطفل على التمييز بين ممتلكاته وممتلكات الآخرين وتعليمه ذلك، وحكت لنا قصة طفلتها الصغيرة التي قامت بإحضار لعبة صغيرة معها من الروضة إلى المنزل فقامت الأم بإرجاعها إلى الروضة ووضَّحت لطفلتي أن هذا السلوك خاطئ ولا يجب أن تقوم بتكراره.

منى عمر «معلمة» قالت إن الحاجة أحيانًا وعدم الاهتمام بالطفل واحدة من الأسباب التي تجعل الطفل يلجأ إلى السرقة وأيضًا تهميش الطفل في المنزل والتفرقة في التعامل بين الإخوان مما يولد الغيرة والانتقام لدى الطفل، وتضيف منى أن بعض الأطفال تكون السرقة ملازمة لهم حتى الوصول لمراحل عمرية متقدمة بسبب إهمال الأسرة لهم والاستصغار بالموضوع.

أنس إبراهيم «معاشي» أكد أن التربية الصحيحة التي تعتمد على المراقبة والتوجيه تجنب الطفل سلوك السرقة وأن توفر له بعض احتياجاته وتوضح الأسرة للطفل ما ليس بمقدورها إحضاره إليه وأضاف: «من شبَّ على شيء شاب عليه».

التهميش سبب ذلك
ولمعرفة رأي علم الاجتماع في السرقة عند الأطفال ودوافعها وكيفية معالجتها هاتفنا الاختصاصية الاجتماعية الأستاذة سلافة بسطاوي لتفيدنا برأيها حول الموضوع:

ابتدرت حديثها وقالت إن مفهوم السرقة عند الأطفال يختلف عن الكبار، لأن الطفل عندما يسرق تكون السرقة عنده بمفهوم الامتلاك، فمثلاً الطفل في الروضة تتوفر له ألعاب لا تتوافر في المنزل وبالتالي يقوم بإحضارها معه إلى المنزل، وهنا يجب على الأسرة أن تقوم بتوجيهه والانتباه إليه، ومن أسباب السرقة أيضًا التهميش من الأسرة فهو يحاول أن يثبت ذاته بالسرقة كلفت انتباه للأسرة، أيضًا إذا أحس بتمييز بينه وبين أحد إخوانه في المنزل وكذلك في المدرسة إذا كان هناك تمييز من المعلم بين التلاميذ فيحاول الطفل سرقة ممتلكات أحد الطلاب المميزين، وفي الختام وجهت الأستاذة سلافة بعض النصائح إلى الأسر وقالت أولاً إن التربية القائمة على الحوار الواضح الخلاق بين الأسرة والطفل وعدم إطلاق بعض المصطلحات عليه «مثل أنت سارق»، والحوار له نتيجة على الطفل وحتى إذا لم يعبِّر الطفل بالكلام يكون عن طريق الأحاسيس وعدم احتقاره وتوبيخه عندما يصدر عنه هذا السلوك، وثانيًا على الأسرة أن تهتم باللعب بالنسبة للطفل لأنه هو المعمل الحقيقي الذي يكتشف فيه الطفل، ومن خلاله يمكن أن يتقبل النصائح والتوجيهات، ثالثًا يجب الاهتمام باحتياجات الطفل إذا كان بمقدور الأسرة توفيرها له، وعند اصطحاب الطفل للتسوق يجب أن توليه الأسرة الأهمية قبلها وحتى لو بالقليل إذا كان ليس بمقدورها ذلك.

صحيفة الانتباهة
أفراح تاج الختم
ت.إ[/JUSTIFY]