الصادق الرزيقي

أول لــقــــاء مـــع بكــــــري..

[JUSTIFY]
أول لــقــــاء مـــع بكــــــري..

تحولت جلسة مباركة وتحية ومجاملة بالقصر بالجمهوري جمعت الفريق أول بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية ورؤساء تحرير الصحف وقيادات الأجهزة الإعلامية، كان مقررًا لها وقت وجيز حسب مقتضيات ظرف زمانها ومكانها، إلى جلسة نقاش وتفاكر وحوار حول مجمل أحداث الراهن السياسي، وتم استكناه توجهات الدولة الجديدة، وهي تقف على أعتاب مرحلة مختلفة ومتغيرة بوجوهها وسياساتها..
ولأول مرة يشهد قيادات الصحافة والعمل الإعلامي الفريق أول بكري، يخرج عن صمته المشتهر عنه، ليتحدث بوضوح وصراحة وتفكير دقيق ويعطي إجابات وإشارات حول الأسئلة الحائرة في أذهان الناس، ويميط اللثام عن بعض توجهات الدولة ومساراتها بعد التغيير الذي حدث في مستويات الحكم وما سيتبعه في القريب العاجل..
أثار المتحدثون من حضور الجلسة الإعلاميين بعد توطئة جامعة من وزير الدولة بالإعلام الأستاذ ياسر يوسف إبراهيم، قضايا متعددة وشائكة حول دواعي التغيير ودلالاته وأبعاده، وما ينطوي عليه تفكير الدولة وسياساتها للمرحلة المقبلة وكيفية ترتيبها لأولوياتها ومنطلقات توجهاتها نحو الإصلاح السياسي والاقتصادي وتحقيق السلام ووقف الحرب وتضميد جراح الوطن والاستعداد للانتخابات المقبلة بكامل استحقاقاتها..
لم يكن الفريق بكري يبحث عن إجابات فهو على دراية كاملة ومحيط بكل تفاصيل الأجوبة، فقد ظل داخل المطبخ السياسي للإنقاذ من يومها الأول، ولذلك جاءت إجاباته مصوبة لموضوعات الأسئلة، بلغة خطاب واضحة ومحددة يتخللها لطف شخصيته التي عُرفت عنه..
عن التغيير الذي حدث، أفصح بقوة أن ذلك من دواعي البقاء وتجديد الدماء وتسليم الراية لجيل جديد يتحمل المسؤولية بعد أن قدم الجيل الأسبق والقيادات التي ترجلت كل ما عندها، وقال إن العدد القليل من القيادات القديمة سيذهب هو أيضاً بعد أن يتأكد أن الراية قد سُلِّمت للقيادات الشابة وتم نقل التجربة والخبرة التي توفرت لهم من سلفهم، في إشارة إلى أنهم سيغادرون أيضاً بعد حين!
وقال إن الهدف من كل هذا التغيير الذي تم باتفاق وطواعية ورضى، هو مواصلة الإنقاذ مسيرتها لتحقيق أهدافها وتهيئة جيل جديد من القيادات للتصدي للمسؤولية الوطنية، وحفز كل الحركة السياسية لانتهاج هذا الطريق الذي يضم حيوية العمل السياسي والتنفيذي.. وقال إن العلاقات الخارجية للسودان ستكون في المرحلة القادمة بنّاءة وفاعلة مع الكل ويجب العمل على تحسينها..
ولما كانت قضية الحرب والسلام هي محور نقاشات طويلة في أوساط المجتمع وأجهزة الدولة وتقف وراءها رغبة ملحة في درء مخاطر الصدامات والمواجهات المسلحة بين الأطراف الوطنية، فإن النائب الأول للرئيس جدد وبصورة قاطعة حرص الدولة على ضرورة تحقيق السلام وبذل كل الجهود من أجل وقف نزيف الدم وكبح جماح الحرب والقتال في جنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق، وقال بالحرف الواحد: نحن سنذهب للسلام مهما كان الثمن ومهما طالت الحرب سيكون في النهاية هناك سلام، في أي مكان وسنعمل على إنجاح المفاوضات وجمع الصف وتأسيس رؤية شاملة لسلام نهائي تستعيد به البلاد عافيتها وسلامتها وتنطلق نحو البناء والنهضة والتنمية وتعويض المواطنين تلك السنوات التي عاشوها في محن الحرب وأهوالها..
ولم يغفل النائب الأول حديث الصحافيين والإعلاميين الصريح معه حول الحريات الصحفية وحرية التعبير وإطلاق مبادرات تؤكد حرص الدولة على صيانة الحريات العامة وتهيئة المناخ الموائم للتعاطي الجيد بين الحكم ووسائط الإعلام حتى يؤدي الأخير دوره، وكانت إجاباته مطمئنة إلى حد ما ومعقول، فقد أشار بوضوح إلى أن قيادة الدولة مع كفالة الحريات الصحفية، لكن بعد تحديد الإطار الذي يتعايش فيه الجميع ويتواضعوا عليه دون أن يتجاوز أي طرف حدوده وواجباته، وأفاض في أن الدولة ترغب في إزالة كل معوقات العمل الصحفي والإعلامي وفقًا لمفهوم محدد يضمن اقتناع الجميع بواجباته الوطنية التي تصون الأمن القومي والسلم الاجتماعي ومن دون تأثير ضار بالمجتمع..
تخللت اللقاء قفشات وأحاديث مرحة أضفت عليها شخصية النائب الأول مزيدًا من الحميمية مما أشاع جوًا من الاحترام والتفاهم والتقارب في وجهات النظر..
[/JUSTIFY]

أما قبل – الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة