رأي ومقالات
عبدالباقي الظافر: مولانا يتزوج!!
حياة السيدة سهير كلّها تدور حول ابنها الوحيد.. حتى عندما سافر إلى لندن للتخصص أصرّت على السفر معه.. كل احتياجاته تشتريها بنفسها.. حتى دراسته للطب اختارتها له.. حياة الابن كتاب مفتوح للسيدة والدته.. رغم هذا فوجئت بخبر نيته الزواج.. جاءها إحساس أن شخص ما يريد أن يخطف فلذة كبدها.. الآن ستضطر إلى أن تطرق على الباب قبل أن تقدم له كوب العصير الطازج في الصباح الباكر.. ربما تجبرها سيدة البيت الجديدة على أن تركب في المقعد الخلفي في السيارة.
وضعت العجوز التي دخلت منتصف العقد السادس الصورة التذكارية على قلبها.. أغمضت عينيها، وبدأت تقلب (أولبوم) الذكريات.. سهير كانت الابنة الوحيدة وسط ثلاث ذكور.. والدها شغل منصب مدير سجون مديرية الخرطوم.. أمها معلمة من أسرة أرستقراطية.. انضباط والدها وميراث أمها (اندلق) على شخصية سهير.. درست القانون وكانت الأنثى الوحيدة بين عدد من الرجال.. بعد التخرج أصرّت أن تقدم إلى القضائية.. منذ ذلك التاريخ لصق بها لقب مولانا الذي لا يقبل التأنيث.
بدأت تمارس دورها قاضية وقورة.. تلتهم (ساندوتش) الأفطار في مكتبها.. تنزل من السيارة، وروب القضاء يغطي ثوبها الأبيض.. علاقاتها مع الناس محدودة جداً.. عشر سنوات لم يطرق بابها فارس الأحلام.. المرحومة والدتها طلبت منها بعض التنازلات.. ابتسامة ورفق في وجه شقائق النساء.. مكياج خفيف في غير ساعات العمل الرسمية.. مولانا كانت ترفض النزول إلى معادلة العرض والطلب.
في اليوم المحدد لم تأتِ زائرتها الشهرية.. هرعت إلى (المرايا).. فكت الخمار الذي يغطي رأسها.. اكتشفت أن المشيب بدأ يزحف.. لم تكن تصدق أن الكهولة تبدأ في منتصف الثلاثينات.. لم تنم تلك الليلة.. في الصبح وضعت لأول مرة بعض الكحل، وقليلاً من الأصباغ.. مضت إلى المحكمة بثوب مشجر.. حاجب المحمكة جبريل استقبلها بابتسامة.. دواخله تقول في شنو؟.. بدأت مولانا سيدة جذابة.. جلست على المقعد السامي.. أحضر الحاجب الأوراق.. لم تهتم بالمعروضات، وبدأت تحدق في وجه الرجل الأربعيني.. يبدو مفعماً بالرجولة.. في شفتيه غلظة رائعة.. ابتسمت عندما اكتشفت أنها وجبريل يمكن أن يكملا بعضهما.. هي سيدة ناجحة وثرية.. هو رجل وسيم وفقير.. الزمن يهدد كلاهما.
طلبت منه أن يحكم إغلاق الباب.. نفذ الصول جبريل التعليمات باستغراب.. عندما دنا منها وجدها تبكي.. الدنيا تدور.. تتحول مولانا إلى إنسانة رقيقة.. الحاجب الذي كان رهين التعليمات يتحول إلى قائد.. بيده الخشنة يمسح الدموع، ويزيح مولانا من مقعد القاضي إلى آخر مخصص للجمهور.. تنتهي الجلسة المغلقة بتوافق على الزواج على كتاب الله وسنة رسوله.. الثمرة كانت طبيباً ناجحاً.
رأت الحاجة سهير طيف زوجها الراحل.. كأنما الصول جبريل يؤنبها على موقفها مستشفعاً بالذكريات.. مضت الحاجة سهير إلى الهاتف وقالت لابنها: مبارك
عبدالباقي الظافر- التيار
خارم بارم و قال قصة .
بس العجبني في القصة الخرافية دي
” .. خذلتها الحسبة التي تقول إن الدكتور اقترب من العقد الثالث. ”
يعني دكتور و عمل التخصص في عمر أقل من 20 سنة و خصوصا انه اقترب من العقد الثالث ..
لو ما بتعرف العقد الثالث من كم لكم ما تحرج نفسك ساي
العقد هو 10 سنوات ولهذا فان العقد الثالث يبعني الفترة بين العسرين والثلاثبن من العمر يعني زولك ده عمرة في العشرينات وهذا غير صحيح حسب حكايتك . هذا خطا شائع والاصح ان نقول انه في العقد الرابع
.