تحقيقات وتقارير

السودان: مهرجان النخيل والتمور … احتفاء بعطاء الباساقات ذات الطلع النضيد

النخلة هى العطاء ارتبطت فى الثقافة والغذاء والمعاش لأهل السودان ، وأصبحت تشكل جزءاً من تراثه وتقاليده ، وارتباط وجداني يؤكد الانتماء للأرض والخير، اذ يقول الراحل الطيب صالح في رائعته ” موسم الهجرة إلي الشمال” أُحس أنني لست ريشة في مهب الريح ..ولكنني مثل تلك النخلة مخلوق له أصل؛ له جذور؛ له هدف ، إضافة الى جملة من المعاني والدلالات الاصيلة التي تؤكد علي عظمة شجرة النخيل في الموروث الإسلامي باعتبارها شجرة مباركة ، وقد ورد ذكرها فى أكثر من موضع فى القرآن الكريم .
وقد شهد السودان اهتماما واسعا بزراعته وإنتاجا وفيرا فى أيام حصاده خاصة أن البلاد بها أنواع تعد الأجود بين كثير من الدول المنتجة للتمور ، وهو ما أتاح فرصًا ضخمة لعمليات التسويق والعمل على المنافسة العالمية في إنتاج التمور، إضافة الى أن إنتاج النخيل يستصحب معه الكثير من المصنوعات اليدوية مثل الأثاثات والأشياء المختلفة والفلكلور التي يُستفاد منها من شجرة النخيل، لزيادة دخل الفرد والمساهمة في دفع اقتصاد الدولة ، وعزز من كل ذلك المناخ الملائم لزراعته.
ووفقا لـد . نصرالدين شلقامى أمين عام جمعية فلاحة ورعاية النخيل السودانية فان زراعة النخيل ليست مقصورة على ولايتي الشمالية ونهر النيل بل التجارب المعملية اثبت أن معظم ولايات السودان صالحة لزراعة وإنتاج النخيل .
وتنطلق بالخرطوم خلال الأيام القادمة فعاليات مهرجان النخيل والتمور فى نسخته السابعة والذى تنظمه جمعية فلاحة ورعاية النخيل السودانية حيث درجت الجمعية على إقامته سنويا و تهدف الجمعية من خلاله على إشاعة ثقافة زراعة النخيل وسط المجتمع السوداني ، والنهوض والارتقاء بعمليات الإنتاج وفتح آفاق التسويق فضلاً عن الاتجاه نحو توطين الأصناف الجيدة ذات الإنتاجية العالية .
ويقول الأستاذ هاشم هارون رئيس مجلس أمناء الجمعية بالإنابة أن الجمعية تعمل على رعاية وإدخال أصناف جديدة من النخيل ، مشيرا الى أن الدراسات أثبتت انه يمكن زراعتها على نطاق واسع فى ولايات السودان المختلفة ، مبينا انه تم إدخال أصناف جديدة نسيجية تم استجلابها من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية لما لها من ميزة رطبة وذات إنتاجية عالية ، مبينا ان الجمعية استقطبت عددا من الباحثين فى الإرشاد والتبصير بزراعتها ، وإيجاد أصناف جديدة وتطوير أصناف محلية ، مشيرا الى مشاركة عدد من المنتجين فى المهرجان والذى يقام سنويا ، كما سيتم من خلال المعرض عرض العديد من الأصناف .
ويؤكد عدد من المهتمين بزراعة النخيل اهمية التعريف بهذه الثروة القومية والعمل علي الاستفادة منها واستغلالها الاستغلال الأمثل لدعم الاقتصاد ، ومؤكدين أن النخيل من المحاصيل التي يجب الإكثار والتمدد في زراعتها لجهة ازدياد الطلب العالمي والمحلي عليها.
ويذكر ان الولاية الشمالية شرعت فى اتخاذ الخطوات التنفيذية لإنشاء بورصة للتمور ومنتجات الولاية الشمالية البستانية في مساحة تقدر بمليون متر مربع بمحلية الدبة ، تعود بفائده على الانتاج وتسهم فى تقليل الفاقد وتركيز الأسعار .
وتهتم جمعية فلاحة ورعاية النخيل السودانية بالتعريف بثقافة زراعة النخيل وسط المجتمع السوداني وتشجيع المواطن على زراعة النخيل خاصة استجلاب عينات محسنة وزيادة رقعة الإنتاج وقد استطاعت الجمعية من زراعة حوالى 600 الف نخلة بولاية الخرطوم وذلك فى المساجد والشوارع والمدارس ، ويعد المهرجان فرصة لتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور وفي مجال تطوير الأصناف المحلية التي تجد إقبالاً كبيراً في المعارض الخارجية،وفقا لمعايير التسويق والمعلومات المتجددة لاحتياجات سوق التمر العالمية ، كما أن الاهتمام من المنتجين بمثل هذه الملتقيات والمبادرات يصب في ازدياد الإنتاجية وتجويد نوعها ورعايتها من الآفات الزراعية المختلفة.
وكانت جمعية فلاحة ورعاية النخيل السودانية قد قامت بتوقيع اتفاقية مع جمعية اصدقاء النخيل بالامارات مؤخرا وذلك فى مجال التعاون في زراعة النخيل وادخال اصناف جديدة كما ان الجمعية شاركت في مسابقة خليفة الدولية للنخيل واحرزت المرتبة الثانية في المسابقة ، و ستشارك في مهرجان النخيل المقام بالامارات في 23 من نوفمبر الجاري .
وتشهد فعاليات المهرجان معرض يوضح القيمة الغذائية للتمور واستخداماته في صناعة العسل والخبائز المختلفة وليالي ثقافية ومهرجان للطنبور، وندوة عن النخيل فى التراث ، فى اطار الاحتفاء بهذه الثمرة المباركة.

تقرير / محمد بدرى
الخرطوم 13-11-2014م(سونا)