الطيب مصطفى: بين عين الرضا وعين السخط!.
نظروا بعين عداوة لو أنها عين الرضا لاستحسنوا المستقبحا
عين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساوئا
أقول هذا بين يدي الهجمة (المسعورة) على بروف مأمون حميدة.. لست أدري هل أقحمت كلمة (المسعورة) انحيازاً للرجل الذي ربما كان مصدر أحكامي عليه عين رضا ظللتُ أنظر بها إلى الرجل الذي تأثرت ببعض مواقف مبدئية شدَّتني إليه، وظلت تذود عنه كلما دهمته حملة جائرة خلال مسيرة حياته المليئة بالمعارك الضارية؟
يكفي أنه جاء مُكرهاً للوزارة التي يتعارك الناس ويهرولون ويستذلون في طلبها، كما يكفي موقفه وهو يرفض إخضاع جامعة الخرطوم حين كان يديرها.. يرفض إخضاعها لما يخرب ثوابتها حين أُمر بإنفاذ سياسات التعليم ويقدم استقالته مهراً لذلك الموقف.
قبل أن تنجلي معركة (الضفادع) ها هو مأمون حميدة يجد نفسه في غمار معركة الرسوم الدولارية المفروضة على تلاميذ جامعته المرموقة التي أبى الناس بسبب شخصيته الفذة إلا أن يسموها باسمه.
لا أريد أن أخوض بعمق في مستنقع المشكلة لكني أود فقط أن أوجِّه سؤالاً لمن يعترضون على الرسوم الدولارية: هل هي أمر مأذون به من الحكومة؟ إن كان ذلك كذلك لماذا تُلام جامعة مأمون حميدة بمنطق (عينو للفيل يطعن في ضلو) ولا تُلام الحكومة التي أباحت ذلك الصنيع؟!الطيب مصطفى
ثانياً: هل أجبر مأمون وأخوه د. حافظ حميدة أولياء الأمور على الالتحاق بجامعتهما أم إن هناك مئات الجامعات داخل وخارج السودان متاحة لهم لتلقي التعليم؟!
ثالثاً: إدارة الجامعة قالت إنها تحتاج إلى العملة الحرة حتى تحافظ على تميُّزها الأكاديمي في ظروف استثنائية يعيشها السودان تُضيِّق الخناق على الدولار الذي عجزت الدولة عن توفيره حتى للمستثمرين الذين يحق لهم بموجب عقود موقَّعة مع الدولة تحويل أموالهم إلى الخارج، فهل كذبت أم صدقت في إدعائها هذا؟!
إدارة الجامعة قالت إنها تتعامل مع طلاب معظمهم من أبناء المغتربين الذين تحاسبهم الدولة ممثلة في جهاز السودانيين العاملين في بالخارج بالدولار والعملات الحرة وليس بالعملة السودانية!
ربما كان مأمون حميدة لا يستخدم المُخدِّر والمُسكِّن أو البنج في تنزيل قناعاته وقراراته رغم أنه أستاذ الطب الشهير الأمر الذي يشعل عليه المعارك، لكن الرجل الواثق مما يفعل لا يبالي بما تجرّه عليه جرأته طالما أنه يؤمن بصحة ما يفعله في سبيل إنفاذ إستراتيجيته لإصلاح الشأن الصحي في الولاية الكبيرة، ولذلك اختار المواجهة بدلاً من السير بجانب الحائط تجنباً للقيل والقال كما يفعل الكثيرون من الصامتين والعاجزين.
أخيراً ليت بروف مأمون حميدة رغم كل ذلك يعيد النظر في حالة طلابه الذين يقيم ذووهم داخل السودان خاصة ممن تحدث متغيرات على ظروفهم المعيشية خلال أعوام دراسة الطب الطويلة وأظن أن الرجل الكريم الذي أقام مستشفى خيرياً للفقراء على نفقته لن يبخل بذلك.
عبد المحمود الوداعة
نموذج من الاتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا رغم عطائهم الثر وعلمهم الغزير في مضمار عظيم وهل أعظم من لغة القرآن الكريم وهل أعظم من حماتها والمنافحين عنها؟
عبد المحمود عالم العربية الحاصل على ماجستير في دقائقها وغريبها افتقدته (الصيحة) التي كان كبير مصححيها وقد توفي رحمه الله خلال فترة توقفها الإجبارية.
حق لعبد المحمود أن تبكيه البواكي لكننا في بلاد لا تحترم العلماء فلكم سُوِّدت صفحات الصحف بمن لا يستحقون معشار ما يستحقه عبد المحمود الوداعة من تعظيم وتكريم.
أسأل الله له الرحمة ولذريته وأسرته حسن العزاء.
الطيب مصطفى- الصيحة
استاذ الطيب مصطفي مساء او صباح الخير عليك .ان تكتب مقال بهذا الطول دفاعا او اعجابا بشخص فهذا لا يتناسب مع وضعك باعتبارك قاءد الجبهه الوطنيه او القوميه so wake up