صلاح الدين عووضة: شعارات (القوي الأمين!) ولا (ما لدنيا قد عملنا!) ولا (هي لله، لا للسلطة ولا للجاه!)
* لا مسؤول مايوي (يزوِّغها!) السوق، ولا جهة عليا مسؤولة عن التعليم (تخمش خمشة!) منها، ولا أساتذتنا (يجنِّبون!) بعضاً منها لأنفسهم..
* نقف في طابور الصباح ليأتي إلينا المدير والمدرسون محمّلين بما يخص مدرستنا من سمن ولبن وتونة وساردين وجبن رومي ثم تُقسَّم علينا بالتساوي..
* فقد كانت الضمائر (حيّة!) والجيوب (نظيفة!) والرقابة- رغم عدم الحاجة لها- مُفعلة..
* وكذلك كان الأمر خلال العهود السياسية كافة…
* من لدن حكومة الأزهري (الديمقراطية) الأولى وإلى حكومة جعفر نميري (العسكريّة)..
* لم يسجل التاريخ حالةً واحدةً (بالغلط) لتوجّس من تلقاء الدول الداعمة- في المجالات الإنسانية- من إمكان حدوث (دغمسة!) في الذي تجود به على بلادنا..
* ولكن الآن- وفي ظل زمان (القوي الأمين!)- أضحى مألوفاً جداً أن نسمع عن مثل الذي نسمعه هذه الأيام عن (صندوق إعمار الشرق)..
* وصار أكثر من (عادي) أن نقرأ عن تخوّف من جانب الدولة المانحة من الوفاء بما وعدت به- كما يحدث عقب اتفاقيات السلام الآن- على خلفية تجارب لا تدعو إلى (الاطمئنان!)..
* وبات من غير المثير للدهشة أن (تجهر) دوائر غربية بشكوك إزاء (صدقية!) بعض جهاتنا الداخلية الموكول لها مهمة تلقّي وتوزيع المنح والمعونات والتبرعات..
* فقد كان (فوق الشبهات!) كل من الأزهري ووزرائه، وعبود ورجاله، ونميري وطاقمه، والمهدي ورموز حكوماته..
* لم يتهامس الناس- أبداً- عن واحد من هؤلاء (أثرى على حساب الشعب!)، أو (اغتنى من بعد فقر!)، أو (امتلك السرايات والشركات والفارهات!) من بعد استوزار..
* بل إن ما يتحدث به الناس عن هؤلاء أن منهم من مات وبيته لم يكتمل مثل عبود، أو مات وهو مديون مثل الأزهري، أو مات وهو (من غير بيت خالص!) مثل النميري..
* وما يُقال عن الرؤساء هؤلاء ينسحب- كذلك- على وزرائهم ورجالاتهم ومتنفذيهم وكل من هو محسوب عليهم من أصحاب المناصب الحساسة..
* والصادق المهدي- رغم كل الذي يقال فيه- سجل له التاريخ بأحرف من (وطنية!) رفضه للدار الحكومية، وللفارهة الحكومية، ولكوتات الوقود الحكومية، ولتعويضات آل المهدي (القانونية!)..
* وأستاذنا إدريس حسن- كشاهد على العصر- حكى لكاتب هذه السطور كيف أن وزير مالية النظام الحزبي الثاني، الشريف حسين الهندي، فرض على كل وزير سيارة واحدة ماركة (همبر!) مراعاة لظروف البلاد الاقتصادية رغم أن جنيهنا كان يساوي حينها نحو (3) دولارات..
* والعهود ذات الصدقية والأمانة والنزاهة هذه كلها لم تكن تُرفع فيها شعارات (القوي الأمين!) ولا (ما لدنيا قد عملنا!) ولا (هي لله، لا للسلطة ولا للجاه!)..
* ولعل أبناء جيلي كانوا محظوظين أن لم يكن ما يصل إليهم من غذاءات يمر عبر مسؤولين يعلقون وراء كراسيهم الوثيرة لوحات مكتوب عليها (إن خير من استأجرت القوي الأمين) مع افراغ الآية هذه من مضامينها..
* وأحد الساخرين من أبناء جيلي هؤلاء يحمد الله دوماً على الذي كان يصلنا ذاك ويقول ضاحكاً (ده اللي شايلنا لحد دلوقت)..
*ثم (يشيل) يده – وهو يدندن برائعة أحمد المصطفى (أيام زمان)- ليضعها في صحن (البوش!)..
*ونغمغم نحن معه : ( كانت أيام !!!).
صلاح الدين عووضة–الصيحة
لاتعليق
الحكاية وما فيها ياعزيزي عووضه تكمن في القائد.
اذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة اهل الدار الرقص. خليك اذا كان هو بفعل شيمة اهل الدار.
ولا تنهى عن خلق وتاتي بمثله .
الله يكون في عون باقي ايامنا.
رائع- ليت قوي امين او احد ابواقه يرد او يسكتو للابد