رأي ومقالات

صلاح الدين عووضة: صحفي اقتحمت مكتبه مراهقة جامعية لـ(تفرض!) عليه قبلة باسم الإعجاب


*وها هي واحدة ثانية – أو ربما خامسة – تُقبل مغنياً يسمى (مين الصادق)..

*وقبل فترة واحد – من الشباب – قبّل مغنية اسمها (مين كده !)…

*ومفردة (مين) هنا ليست من قبيل الاستخفاف ولكني (بالجد) لا أعرف مطربي هذه الأيام ..

*فهم قد تكاثروا علينا تكاثر الهم والغم والحزن و(الوزراء!) في حياتنا ..

*المهم أن فتاة اقتحمت خشبة المسرح لتطبع على خد (اسمو مين ده) قبلة ..

*فقد وصلنا (الدرك) هذا في ظل نظام كان يمنع – إلى وقت قريب – بث أغنية (القبلة السكرى)..

* أما الآن فالقبلات صارت (تهسهس) على إيقاع الطبيعة- وليس الأوركسترا وحسب – كحال التي تغنى بها عثمان حسين ..

*ولأن القبلة بالقبلة تُذكر – لا مؤاخذه – فقد انداحت الظاهرة لتصل أعتاب بلاط صاحبة الجلالة..

*فزميلٌ لنا – ندعه مستوراً – اقتحمت مكتبه مراهقة جامعية لـ(تفرض!) عليه قبلة باسم الإعجاب..

*وبعد أن صدها بلطف – وغادرت كسيفة – قال له أحدهم مداعباً (ياخي دي اسمها القبلة الحيرى على وزن السكرى)..

*وكذلك يبدو أنها (حيرى) كل القبلات التي تتطاير في فضاءات عاصمتنا الآن مزاحمةً لشعارات (التأصيل!)..

*وليت (مغنواتية) زماننا هذا كانوا يستحقون هذه القبلات التي لم يحظ بمثلها وردي ولا عثمان حسين ولا أحمد المصطفى ..

*فهم (يستاهلون) الصفع على الخدود عوضاً عن (البوس!) ..

*وليس معنى هذا أن كبار مطربينا كانوا سيرضون بالقبل هذه إن حظوا بها من تلقاء مراهقات بلادي ..

*فمحمد وردي أزاح من أمامه معجبة من دولة مجاورة حين اندفعت نحوه بهدف تقبيله..

*وكذلك كان سيفعل الشيء ذاته زملاؤه من عمالقة الطرب لأن الفن – بالنسبة لهم – رسالة وليس محض ابتذال بشارع (الحمراء !)..

*ومن بيروت هذه – تحديداً – جاءتنا (تقليعات) لغوية وثقافية وإذاعية لتجد عندنا تربة خصبة تنمو فيها (عشوائياً!)..

*لتجد عندنا ذلك – في زماننا هذا – رغم شعارات الدين والتأصيل وإعادة صياغة الإنسان السوداني ..

*(أهو اتصاغ كويس) يا حارس بوابة الدولة الإسلامية – إسحاق فضل الله – وتفشت فينا (اللبننة!!)..

*ففي إذاعاتنا – المرئية والمسموعة – تجد الجيم المعطشة، وفي صحافتنا تجد بدعة (هكذا أمر)، وفي صالاتنا الغنائية تجد (البوس!)..

*أما عبارات (الو مرحبا) و(صباح الخير عليك) و(حابه) و(حابي) اللبنانية فقد كرهت تلفزيوناتنا بسببها..

*ولكن أن يصل داء الاستلاب الثقافي حد (البوس) فهذا ما لا يمكن السكوت عليه..

*وربما نسمع عما قريب من أحد شعراء (نجر) المنحط من غنائنا مجاراة لأغنية (بوس الواوا أح !)..

*والغريب أن دولة لبنان هذه الذي يقتدي بثقافتها بعض شبابنا سبق أن اعترضت على ضم بلادنا للجامعة العربية..

*وإن كان كلامي هذا لا يحرك ساكناً في مشاعرنا السودانوية فلنستعد لقادمٍ هو (كتير مليح!)..

*ومن (المليح) هذا استبدال اسم شارع النيل الذي تطل عليه مسارحنا وإذاعاتنا وفضائياتنا باسم (شارع الحمرا!)..

*ثم (يحار) النيل والليل والقمر من قبلاته (الحيرى!!!).

صلاح الدين عووضة- الصيحة


تعليق واحد

  1. (فهم قد تكاثروا علينا تكاثر الهم والغم والحزن و(الوزراء!) في حياتنا)
    1-وليه نسيت تكاثر الصحفيين ؟؟؟
    2- هسع البت دي لو الجهات المعنية حققت معاها إنت أول واحد حتدافع عنهاوتفلقونا بإنتهاك الحريات

  2. ماذا تبقى لنا من قيم ونحن نسمع دولة الاسلام والمشروع الحضاري والشريعة الاسلامية وجلد النساء ما موقع هذه القبل من الفتيات والفنانين اشباه الرجال ومادور الرقيب عندنا هل المسالة صارت حلالا القبل والاحضان في الشارع اين انت يا بشير فلا اريد ان اكتب عمرا لمكانة ابن الخطاب في نفوسنا

  3. نريدك أن تتعلم وان تعرف الفرق بين الاسماء والصفات والكنية يا من ترد بغير علم
    من دلائل علو قدر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعدد أسمائه التي تدل على كثرة خيره، وعلو مكانته وتعدد شمائله، فإن كثرة الأسماء مع حُسْنِها تدل على كثرة الصفات والمحامد التي يقوم بها المُسمَّى بتلك الأسماء، ولما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد بلغ الغاية في الكمال الإنساني فقد اختصه الله – سبحانه وتعالى – بتعدد أسمائه وصفاته، والتي تُظْهِر بجلاء شمائله وخصائصه التي تفضّل الله بها عليه في الدنيا والآخرة، ولا يُعرف من الكتاب والسنة نبيٌّ من الأنبياء له من الأسماء ما لنبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

    محمد ، أحمد :

    سمَّي الله ـ عز وجل ـ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في القرآن الكريم بـ : ” محمد “، و ” أحمد “، وذكر اسم محمد في عدة مواضع، منها قوله تعالى: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ }(آل عمران:144) .
    ومُحَّمد هو كثير الخصال التي يُحمد عليها، قال حسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ :

    وشقَّ له من اسمه ليُجِلّه فذو العرش محمود وهذا مُحَمّد

    أما اسم ” أحمد ” فقد ذُكِرَ في القرآن الكريم مرة واحدة في قول الله تعالى: { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ }(الصف: 6) .
    قال ابن حجر : ” ومما وقع من أسمائه في القرآن بالاتفاق الشاهد، المبشر، النذير المبين، الداعي إلى الله السراج المنير، وفيه أيضا المذكر، والرحمة، والنعمة، والهادي، والشهيد، والأمين، والمزمل، والمدثر ” .

    الماحي، الحاشر، العاقب :

    ثبت في أحاديث صحيحة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما ظاهره تحديد عدد أسمائه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كحديث جبير بن مطعم ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( لي خمسة أسماء: أنا محمّد، وأحمد، وأنا الماحي الّذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الّذي يحشر النّاس على قدمي، وأنا العاقب ) رواه البخاري .
    قال الحافظ ابن حجر: ” والذي يظهر أنه أراد أن لي خمسة أسماء أختص بها لم يُسَمَّ بها أحد قبلي، أو مُعَّظمة، أو مشهورة في الأمم الماضية، لا أنه أراد الحصر فيها ” .
    وفي رواية مسلم: أنّ النّبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشَر الناسُ على قدَمَيَّ، وأنا العاقِب ـ والعاقِبُ: الذي ليس بعده نبيٌّ ـ، وقد سماه الله رَؤوفاً رحيماً ) رواه مسلم .

    المتوكل:

    عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال: ( قرأت في التوراة صفة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: محمد رسول الله، عبدي ورسولي، سميته المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ) رواه البخاري .

    المُقَفِّي، نبي التوبة، نبي المرحمة، نبي الملحمة :

    عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسمي لنا نفسه أسماء فقال: ( أنا محمد، وأحمد، والمُقَفِّي ، ونبي التوبة، ونبي المرحمة ) رواه مسلم، وفي رواية أخرى: ( ونبي الملحمة ) .

    المختار، المصطفى، الشفيع المشفع، الصادق المصدوق :

    قال ابن حجر: ” من أسمائه المشهورة: المختار، والمصطفى، والشفيع المشفع، والصادق المصدوق “.