منوعات
صنع الإناتيك وصينية الجرتق من أوراق الصحف
خطوط غضة
لم يكن “علي” مثل أقرانه في مرحلة الطفولة.. عندما كان الصغار يلعبون دون أدنى تفكير وقتها ولا يلقون بالاً لتصاوير الكون المفعمة بالجمال وكان يراقب شقيقته الكبرى “هند” بدقة متناهية وهي لا تقل مهارة عن نساء مبدعات برعن في مجال الحياكة والأناتيك، فقد كان لها الفضل الأكبر في أن يجد “علي” البالغ من العمر (17) عاماً طريقاً مفروشاً بالإبداع، و”علي” منذ صباه كان ذا طباع مختلفة تبدو عليه صفات أكبر من عمره وحديثه مصحوب بنوع من الحكمة إلى أن لقب بـ(جدو)، لم تشغله هواياته وخطوطه الملونة عن مساره التعليمي، فكان التفوق حليفه ابتداء مدرسة (عبد الله ابن رواحة) والثانوي بـ(مدرسة شبشة)، فكانت جميع مراحل عمره مشتولة بالموهبة الفطرية، فقد تعلم منذ الصغر (غرس الشتول) و(الرسم بالألوان) في وقت كان الاهمال حليفاً لحصة الرسم في المدارس الابتدائية.. موهبة “علي” جعلته أشبه بناسك في صومعته، فعند عودته من المدرسة يلجأ لعشته التي صنعها بنفسه وأنبت فيها شجرة صغيرة صنع فروعها من القوارير الفارغة ساقها من (لفة المشمع) وبدأ رويداً رويداً يلفت الأنظار إليه خصوصاً بعد أن وضع مصنوعاته كـ(تحف منزلية).
أوراق صينية الجرتق
مضى بتشجيع ذويه إلى أن جاء بشيء استطاع أن يتحصل عبره على لقب (الفتى الخارق)، فقد مزج بين (الصمغ)، (الجبص)، (ورق الكراريس) و(الجرائد) ووضعهم تحت الماء لمدة يوم كامل ليشكل من هذا الخليط تحفاً غاية الروعة من ضمنها (صينية الجرتق) و(أناتيك) و(لوحات قرآنية).
انتهى مشوار “علي” مع الموهبة الفطرية ليبدأ مشواره الجديد في بداية هذا العام بـ(جامعة أم درمان الأهلية) قسم التصميم الداخلي.
المجهر السياسي
خ.ي