د. ناهد قرناص: (حبيبي الخدرة موزونة ..وحبيبي حواجبه مقرونة ..تتذكر أيامنا ديك في بحري شارع المعونة)
حيث الراحة والدعة ..(بدور النورو بالغماز ..بدور البيته كلو قزاز ..بدور الشغله بالبوتوجاز)..في ذلك الوقت ..كان عالم النساء صغيرا …كانت أقصى الامنيات ان يخرجن من مجتمع القرية الصغير والفرار من دائرة الزواج بابن العم والخال (امي قالت لي دققي وختي لمان ابوك يجي ..قلت ليها لا ..ابويا ما برجا …زوجوني بلا ..لو بي لبن بقرة )..هي تعلم يقينا ان أباها سيفرض عليها ابن اخيه …ولن تستطيع قول ..لا.. علانية ..فمرحبا بالغناء الرافض.
تطور الغناء مع دخول المدرسة وتفتح الذهن وارتفع سقف الطموحات قليلا ..(يا الماشي لي باريس ..جيب لي معاك عريس ..شرطا يكون لبيس ..من هيئة التدريس)..في ذلك الوقت كانت للاستاذ الجامعي هيبته ولم يكن يطرق أبواب السفارات ولا يترك مذلولا امام مداخل الوكالات ..كانت تحلم بمن ياخذها خارج محيطها الضيق ..تسافر وتعود الى قريتها الوادعة او مدينتها الصغيرة ..
غنت للدكتور (دكتور لؤي كشف علي )..والمهندس (هندسة هندسة أصلو شغله كدا) ..ونال الضباط نصيب الأسد في تلك الفترة ..سحر الزي العسكري وهيبة السلطة.. غنت له (طيري يا عصفورة ..وركي في النافورة شوفي لي قدورة في كتفو كم دبورة )..وتنقل قدورة في حاميات السودان من (جياشة والجيش نقلوا فتاشة) ..الى (ما تنقل الاخبار.. الرائد قام لي جبيت ) ..
في تلك الأزمان كانت الفتاة تنتقل حيث ما يتواجد الحبيب ولم تكن الخرطوم حلما للكثيرين ولم تأخذ بزمام الامور بعد…كانت الخرطوم تبلغ بشق الانفس وركوب الصعب من اللواري فالسفر كان للشديد القوي ..(شالنه اللواري يا ناس ..عدن بي الكباري يا ناس ..والخرطوم طوالي)..متى بدأ النزوح؟؟؟عندما أصبحت الخرطوم مطلبا من بعد ما عزت الحياة في الأرياف .. .. والطريق الى العاصمة اصبح ممهدا وسهلا فالطرق امتدت والبصات تكاثرت ووو( الظلط ..الظلط اذانا… وشال الشباب خلانا)..
شارع الأسفلت اعطى شباب الفريق تذكرة ذهاب بلا عودة الا في الأعياد والماتم والمناسبات الرسمية ..الاسفلت اخذ حتى الفتيات ..الجامعة والدراسة ..حتى اصبح طريق العودة الى تلك المدينة الصغيرة قاسيا ترهقه الذكريات في العاصمة وتنهكه المقارنة بجفاف الحياة في القرية..(حبيبي الخدرة موزونة ..وحبيبي حواجبه مقرونة ..تتذكر أيامنا ديك في بحري شارع المعونة)..
نسي يا صديقتي شارع المعونة فقد أصبح يعيش في شارع المكرونة والتحلية…. ووو(المغتربين ازيكم لعلكم طيبين في حيكم )..وتسيد المغترب فترة طويلة .. وصار الغناء للاغتراب يشغل حيزا كبيرا في مساحات غناء البنات ربما لا يتسع له المقال و(الفي الكويت انا زولي ما جاء)…
ثم تداخلت عوامل كثيرة ادت الى تغيرات مجتمعية ابرزها زيادة نسبة غير المتزوجات وارتفاع سن الزواج عموما …ولكن الفتاة المحاصرة طبيعيا بقوانين المجتمع ..اشتكت وهي تغني .. ( بالضرا يا اب شرا ..ان شا الله راجل مرا )…راجل المرا الذي اخذ الراية ورفض تسلميها حتى كتابة هذه السطور ……
سؤالي هو متى حدثت هذه الهزة الغريبة في نوعية غنا البنات ..الذي كانت كلماته بسيطة ومعناها قوي ومباشر ..متى تدنت لغة غناء البنات وصارت غثا لا يسمن ولا يغني من جوع؟؟..ماذا يعني ان تغني احداهن (الشحم دا واللحم دا؟)…ماذا يعني (قلبا بي العربية؟؟)..متى صار غنا البنات .. مجرد كلمات متراصة يهتز لها من لا يطرب لجميل الكلام ولا يفقه عميق المعاني؟؟..دار كل هذا الكلام في ذهني عندما سمعت أغنية تدعى (بردلب أقع )…..وووصباحكم خير
د. ناهد قرناص
[SIZE=6]صدقتي ي دكتورة اختلط الحابل بالنابل ..أصبح بعض الشباب يتغنون بأغاني أقرب لأغاني البنات (جناي البريدو ) وغيرها من أغنيات لاتليق برجل أن يغنيها[/SIZE]
يا سلااااام.أنا من اللآّتي تغنين ب أنا ما بَدْوُر المُزارعيّه.. بِِجِيب الخدره بردمها ليّا وانا ما بدور المزارعيّه …بدور البيتو كلّو قزاز …بدو النورو بالقمّاز…بدور الدِّش يركّبوا ليّ …وبدور الشغله بالبوتجاز…وبدور البيبسي بالعربيّه وبدورالباسطه بالصينيّه من خلال الأغنيّه..بدور سويسرا لي سنويّه وبدور…وبدور الهيلتون في العصريّه…انا ما بدور المزارعيّه بجيب الباميه بردمها ليّ.الأغنيّه كانت أحلام وأماني ولما لا قد تُصيب وقد تخطئ .بس أحلاها الباسطه بالصينيّه والبيبسي بالعربيّه.بعض أغنيات الدَلّوكه معناها غير واضع وكلماتها غريبه لكن رُبّما حملت مضموناً ومعانً للمغنيّه لا ندري.كل السودانيات يعرفنَّ هذه الغنيّه وليست بالضروره بنات القري أو المدن الصغيره