عثمان ميرغني

في انتظار.. التغيير


[JUSTIFY]
في انتظار.. التغيير

تسريبات صحفية.. نشرتها بعض الصحف عدة مرات خلال الأسبوع الماضي.. حول (الوثيقة التاريخية) التي يُوشك أن يعلن عنها حزب المؤتمر الوطني.. إذا صحت المؤشرات التي وردت في الوثيقة.. فإن أقرب فرصة للمعارضة لتنافس حزب المؤتمر الوطني ستصبح انتخابات 2025..
ودون إسهاب في التفاصيل.. فإن التغييرات الكبيرة في الطاقم القيادي للحزب خلال الأيام الماضية كان يهزمها الإحساس العام بأن السياسات ستظل كما هي.. وأول من يراهن على ذلك بل ويرجو أن يكون ذلك صحيحاً- هو المعارضة.. لأن بقاء سياسات حزب المؤتمر الوطني هي أضمن وسيلة لإسقاطه.. فحزب المؤتمر الوطني هو أقوى معارضة لنفسه.. أكثر قوة من المعارضة المسلحة على تدمير نفسه بنفسه.. فإذا تغيرت السياسات.. فسيكون محبطاً جداً لشعارات المعارضة.. حيث لن يكون متاحاً رفع أي راية تحمل مضموناً جاذباً للنقمة الشعبية ضد المؤتمر الوطني..
الوثيقة التي ربما سُربت عمداً- تحوي ملامح تغيير في سياسات القبضة الحديدية التي كانت تكبل حرية الضمير وحريات العمل السياسي.. ورغم علمي أن المؤتمر الوطني يجد صعوبة بالغة في دحر (شح النفس الحزبية).. ليسمح للهواء الطلق أن يملأ صدر ورئة السودان.. إلا أنني أدرك أن الطريق إلى الحرية لم يعد من نافلة الدرب.. بل هو رمز البقاء في مواجهة الفناء (Survival approach) إن استمر الحزب في سياساته القديمة.
حزب المؤتمر الوطني جرب حتى الثمالة- سياسات التحكم والاحتكار.. وظل يرفع شعار (لا صوت إلا صوتي) طوال عقدين ونصف من الزمان فما أفضى ذلك إلا لمزيد من الانهيار السياسي الذي أنجب انهياراً اقتصادياً..
لم يعد في الإمكان الاستمرار بمثل هذا المسلك.. ولو فعل المؤتمر الوطني ما يجب أن يفعله قبل سنوات طويلة لأراح السودان من عذابات كبيرة لا تزال تجوس خلال الديار.
النتائج ماثلة لا يمكن لأحد أن يجادل فيها.. التشتت والتمزق الوطني.. الحرب التي تأكل أجزاء كبيرة من البلاد فتعطل التنمية وتنمي العطالة.. وتشرد الأسر وتحرق الآصرة الاجتماعية بين مكونات المجتمع السوداني..
على كل حال.. حسب التسريبات الصحفية التي نشرتها الصحف، يفترض أن يعلن حزب المؤتمر الوطني عن حزمة (التغيير).. التي وصفها بأنها (تاريخية).. خلال أسبوع.. أي قبل نهاية العام.. وإن غداً لناظره لقريب..
وحتى لا تغضب المعارضة من مقدمة هذا العمود.. فإن الاستفزاز مقصود به أن تدرك المعارضة أن (التغيير) الذي وعد به حزب المؤتمر الوطني إذا صدق.. فإن المطلوب هو التعويل على العمل الإيجابي الجاذب لروح التنافس نحو الأحسن بدلاً من تسقط أخطاء الآخر وانتظار جثة المؤتمر الوطني على ضفة النهر.. منتحراً بيده لا بيد عمرو

حديث المدينة: صحيفة اليوم التالي [/JUSTIFY]