رأي ومقالات
إسحق أحمد فضل الله : شكوى الكاتب الحزين إلى الله رب العالمين أو «البحث عن سفاهة القوة.. وقوة السفاهة»
> والقصة فاتنة لأنها ترسم النفوس.
> ونرجع.. للبلاد والناس.. ونعجز عن معرفة الحدود.. حدود الأشياء.
> ونعود إلى قصة تولستوي.
قال
: رجل يدخل قرية وسط مزارع مذهلة.. ممتدة.. ممتدة.. ويسأل عن ثمن الأرض.. قالوا
: لا شيء.. كل ما هناك هو أنك تملك من الارض ما تطأ أقدامك.. تنطلق من الصباح وتعود في المغيب.. وشيوخ القرية يشهدون لك.
> الرجل انطلق في المزارع الرائعة.. وكلما أراد أن يرجع رأى مزرعة هي أجمل.. وينطلق إليها..
> وابتعد.. وابتعد.
> عند المغيب كان شيوخ القرية ينظرون إليه وهو يعود ركضاً يسابق المغيب.
> والرجل الذي ظل يجري النهار كله يسقط تحت أقدامهم.
> نظروا إليه وقالوا
: لقد أحرزت أرضاً جيدة.
> أحرز شبر القبر.
«2»
> ننظر إلى الطموح القاتل.. طموح ما نريده للبلاد ونتذكر صاحب تولستوي هذا.
> وننظر إلى الخمول القاتل.. وتورجنيف قصته يقول بطلها:
> لما كنت شاباً وجدت يوماً جوهرة فخمة على الأرض من يومها وأنا أمشي وعيوني على الأرض.
> حتى الآن ما حصلت عليه هو .. ساعة.. وعشرون قطعة نقود وظهر منحنٍ ونظر قصير وتعاسة تامة.
«3»
> ونبحث عن المعالجات.
> ونستعيد حكاية حقيقية.
> وفيها طبيب ظل يعالج الناس من داء معين بدواء محدد..
> والطبيب يصاب بالمرض ذاته.
> وطبيب آخر يكشف له أن العلاج الذي ظل يستخدمه لا جدوى منه..
> والرجل ينظر للطبيب الذي يكشف له عدم جدوى العقار الذي يستخدمه وينصحه بتغيير العلاج ويقول
: أنا منذ عشرين سنة أصف للناس العقار هذا وأنا أفضل أن أموت على أن أوقن أنني كنت عمري كله أعيش على خطأ دائم.
«4»
> وأظافرنا تنبش ما يجري في البلاد نبحث عن العلاج.
> وبين الركام نجد أن:
السودان به أعظم مشروع لمضاعفة الثروة الحيوانية ثلاث مرات.
> والمشروع يقدمه صاحبه للأستاذ علي عثمان محمد طه والرجل يتصل بمدير الجهة المختصة..
> وبعد عام كامل.. الأستاذ علي عثمان يعيد الاتصال بالرجل يسأله عن
: أين وصل مشروع مضاعفة الماشية؟
> ليكتشف أن الرجل أضاع البحث.. وأضاع صاحب البحث.
> وأنه.. نسي الموضوع.
> وننبش الركام لنجد الرجل هذا يرشح الآن لوظيفة ضخمة جداً.
> وننبش الركام لنجد أن.
> ونجد أن .. ونجد أن.
> وننبش الركام نبحث عما يجعل هذا يحدث.
> ونجد أن صراع الكبار بعض بعيض من السبب.
> حتى المحادثات ننبش ركامها ونجد أن دكتور غندور يطلق دفاعاً رائعاً يثبت به «نقاء» السودان من كل تهمة.
> والدفاع هذا يجعلنا نستعيد حكاية الجنود الصرب مع نساء البوسنة المسلمات.
> الجنود الصرب يقومون باغتصاب نساء البوسنة.. بالذات.
> والنساء عندما يسألن الجنود هؤلاء في دهشة
: لماذا.. نحن؟؟
يقول هؤلاء
: لأن النساء المسلمات نظيفات.
> الإجابة توجز منطق العصر كله.
> وغندور لا يعرف.
> وننبش الركام.. وقدر رحيم يجعلنا نقع على أبيات قالها الناس منذ خمسين سنة.
تصف المنطق الذي يقود العالم اليوم
قالت الأبيات وكأنها تجيب غندور
:«فصاحة اليدين أعجزت فصاحة اللسان
وأنت لا تزال يا سحبان
مجلجلاً برائع البيان».
> لو أن إحدى«ولايا» غندور كانت هناك في البوسنة لكان قد فهم منطق العالم اليوم ولاحترق فؤاده حزناً وغيظاً وحرقة.
> لا نريد نقاء ولا حجة.
> ما نريده هو أن نكون أكثر العالمين سفاهة وعدواناً..
> فهذا يعني.. القوة.
> والقوة وحدها هي ما يبقى الناس ببقائها عندهم أو يذهبون بذهابها عنهم.. اليوم.
> وبعض حالنا ما يكشفه هو.. ظهر أمس.. الأمن يكشف شحنة ضخمة من الأسلحة «كلاش وقرنوف» تعبر جسر المتمة.
> ومعتقلين هناك.
> لكن.. هل يبقى المعتقلون هؤلاء أم؟.. أم ..؟؟ أم؟؟
إسحق أحمد فضل الله
صحيفة الإنتباهة
ت.أ
و كأن الامر اشبة بخطة و خلطة سرية لا يعلمها الا الخاصة تقضي بمضاعفة الثروة الحيوانية بالبلاد الى ثلاثة اضعاف في السر ليصبح الشعب السوداني و قد اصبح محاطا” بالانعام من كل صوب ولا يستطيع الحركة !! .
السودان مشكلته لا تكمن في اعداد ثروته الحيوانية ولكن في الاستفادة من تلك الثروة الحيوانية لينعم بها كل الشعب , هل تعلم ان هناك من يملك الالاف من الابقار و المواشي و يموت بالملاريا و امراض سؤ التغذية ؟ و هل تعلم ان ابقارنا لا تحمل الا بعد تبلغ عدة سنين و ذلك لان نموها يتأخر لسؤ التغذية و جهدها يضيع في الرعي في مدي الاف الكيلومترات بحثا” عن الكلاء و الماء و انه اذا تم توفير البيئة المناسبة فأن ادرارها من الالبان و انتاجها من اللحوم و النسل سيتضاعف و يعم الخير الجميع , اي طالب بيطرة يعلم ذلك .
اما نساء البوسنة و شعبها فقد تجاوزوا محنتهم و انبعث شعب جديد من تحت الركام يسير بخطى حثيثة نحو الامام و انت لا زلت تبكي و تستدر الصدقات و العطف بمأساتهم .
[SIZE=5]مضاعفت الثروه الحيوانية يعتي = ثور فحل و وعدد من الابقار وليس هنالك سر ياعم اسحق [/SIZE]