تحقيقات وتقارير

الملل .. عندما يصيب الركود عش الزوجية

[JUSTIFY]يعتبر الملل من اكثر الاشياء التي تعكر صفو الاشخاص وخاصة الحياه الزوجية، وقد تكون نتائجه وخيمة ومرة المذاق وقد تهدم عش الزوجية ان لم تدرك باقصى سرعة، فمهما كانت العلاقة طيبة بين الازواج وتتمتع الحياة بينهم بالاستقرار الاسري فإنه يدب الملل في اركان المنزل وفي بعض الايام، فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة. واجرت «الإنتباهة» استطلاعاً حول هذا الموضوع وخرجت بالافادات الآتية:

الترفيه مهم
حيث يقول احمد محمود «موظف»: الإنسان بطبعه يحب التغير عموماً، ومن البديهي والاسلم لكي لا يسري الملل بين الازواج فلا بد ان يكسروا الروتين اليومي المعتاد، وعليه على سبيل المثال السفر للترويح عن النفس والنزهة، وذلك إن وجدت الامكانات المادية، وان لم تكن موجودة يمكن التغيير بدون تكلفة مادية، مثل الخروج الى المتنزهات والحدائق العامة وزيارة الاصدقاء والمعارف ولو مرة في الاسبوع، وبذاك يمكن ان يطرد الملل.
ومن ناحية اخرى تقول «ص. م» ربة منزل «فضلت حجب اسمها»: لولا قتلي للملل الذي سكن في منزلي لكان الطلاق هو الحل، وقد تسرب الملل الى حياتنا وامست المشكلات مثل الاكل والشرب على الدوام، واضافت قائلة: الحمد لله رجعنا الى صوابنا بكسر الملل، وذلك بسفرنا الى خارج السودان للترفيه، ورجعت المياه الى مجاريها ورجع الوئام بيننا.

وايضاً تقول أميمة احمد: يؤثر الملل بصورة سلبية على الحياة الزوجية ويقود الى نهايتها، وفي رأيي قبل ان تأتي يجب إسعافها بصورة عاجلة، كما يجب معرفة اسباب الملل الذي طرأ على حياة الزوجين، ويجب ان يتعاونا على وجود طريقة للخروج منه، وذلك بوضع خطة لتغيير نمط حياتهما لقتل الروتين. وطالبت بأن يشارك الزوج زوجته بأخذ رأيها وان لم يكن مقتنعاً به، وكذلك يجب على الزوج ان يلفت انتباه زوجته بأن يشجعها على الابتكار والتغيير، مثل ان يشكر لها تغيير الديكور ويثني على اختيار الوانه، وايضاً تغيير الأثاث وطريقة عرضه، بمعنى ان يبدي ملاحظته دون الاستهزاء .
فيما يضيف عمر عبد العظيم قائلاً: ان الملل امر طبيعي في حياة الناس سواء كان الملل في حياة المتزوجين او غيرهم، ولهذا نجد ان قول النبي صلى الله عليه وسلم في ما معناه «روحوا عن القلوب ساعة وساعة فإن القلوب اذا كلت عميت»، ولهذا لا بد للانسان ان يروح عن نفسه بالزيارات الهادفة والتنزهات العائلية، وتقديم الهدية للطرف الآخر، ويرى ان العلاقات الاجتماعية لها دور مهم في البعد عن الملل وتغيير نمط الحياة اليومي بمختلف صوره واشكاله كالتجديد والتغيير.

السبب كثرة الطلبات
وترى إخلاص آدم «موظفة» ان الزوجة سبب وصول الزوجين الى الفتور والملل بطلباتها الكثيرة، والمرأة دائمة التباهي امام صديقاتها وجارتها، فتقوم بشراء مستلزمات تحتاجها واخرى لا تحتاجها، مما يذهب بتفكير الزوج إلى انه يمثل البنك بالنسبة لها وليس زوجاً مما ينتج عنه نقاش يؤدي الى عدم القدرة على التحكم في التصرفات، مما يؤدي الى الانفصال.
واضافت ان عدم وضوح الزوج ايضاً يدخل الزوجة في شكوك متواصل مما يجعل الطريق ممهداً لدخول الملل.

رأي علم الاجتماع
وتقول الاستاذة نجوى ابراهيم استاذة علم الاجتماع: اذا ساد الملل والصمت في الحياة الزوجية فهو مؤشر خطير لتوتر العلاقة الزوجية.
والطريق الوحيد هو الطلاق، وخاصة في ظل وجود طرفين يشتركان في كل تفاصيل الحياة الزوجية، وله اسبابه المتعددة في كل مرحلة من مراحل الحياة، علي سبيل المثال في بداية الزواج لا يوجد ملل، ولكن بعد أن تمر اكثر من خمس الى سبع سنوات فإن الملل يكون مبعثه عدم التوافق بين الزوجين والروتين حياتهم اليومية وعدم التجديد والتغيير والأعباء النفسية والهموم والضغوطات الحياتية، فيدب الملل في اواصر الزوجين..
اما في المرحلة الاخيرة من العمر وبعد التحرر من مسؤولية الابناء هنا تكون الحاجة إلى التجديد، وخاصة بعد مرور سنوات طويلة على الزواج، حتي لا يكون الإحساس بالملل مضاعفاً، مما يجعل بعض الرجال يفكرون في الاقتران بصغيرات السن.

كتبت:عائشة الزاكي
صحيفة الإنتباهة
ت.أ[/JUSTIFY]