تحقيقات وتقارير

طفل بخيل عبارة تزعج الابوين

[JUSTIFY]يشكل مشكلة
وقالت سعيدة: إن كل طفل في البداية يكون لديه نوع من الأنانية، ولكن بعد فترة تزول، وهو ما يحدث مع معظم الأطفال، ومررت بتجربة مع واحدة من بناتي في صغرها حيث ترعرعت كبقية أخواتها، ولكن عندما وصلت سن السابعة أصبحت تظهر عليها بعض الصفات، فقد أصبحت لا تحب أن تأكل مع بقية أخواتها وتطالب بأن يتم فرزها دون أخوتها، وكذلك أصبحت تريد أن تستأثر بنصيب الأسد ولا ترضي بالتساوي مع أخواتها، وحاولت قدر الإمكان تحسين تصرفاتها، ولكن كانت تزداد يوماً بعد يوم، حتى بدأنا نستخدم معها العنف، ولكن لم تفلح كل محاولتنا، وهي حتى الآن تعيش في بيت زوجها مع تلك الصفات.

وتحدثت مريم عن طفلها ذي الأعوام الستة، وقالت: منذ وقت مبكر بدأ ابني في حب امتلاك كل شيء خاصة ألعاب إخوانه الأكبر، ومع تقدمه في السن أصبح معروفاً بين إخوته بأنه يحب أن يأخذ ولكن لا يعطي أحداً، وكنا نظن أنه سوف يكبر ويترك تلك التصرفات، ولكن ذلك زاد عند دخوله الروضة، فكثرت مشكلاته من الأنانية الكبيرة، حتى أن مشرفة الروضة شكت منه عدة مرات، فطلبت منا أن نعالج تلك المشكلة حتى لا يتعود عليها، فمازال هناك وقت لتقويم سلوكه.. وبالفعل بدأنا أكثر حزماً معه، ورغم القساوة الشديدة التي يتبعها معه والده، ولكنه بدأ أخيراً في الاستجابة.
وقالت «س» وهي تعمل في رياض الأطفال، إنها من خلال عملها مرت بنماذج كثيرة، وقبل فترة قريبة كان هناك طفل في قمة الانانية، فهو لا يتعامل مع أي أقرانه، ولم يتواصل معهم بطريقة اعتيادية، فكل طفل يتواصل مع زميل له ويتخذه صديقاً يتبادل معه الطعام والعصير والحلوى، ولكن ذلك الطفل كان يفضل أن يرمي طعامه في السلة على أن يعطيه لآخر، فأبلغنا والديه بذلك، ولكن لم يقوما برد فعل تجاه سلوك طفلهما، وحتى تخرج كان لا يتجاوب مع زملائه.

سوء التربية
قال فارس قسم الله: تعليم الأطفال منذ سن مبكرة على البخل وعدم المشاركة مع زملائهم هو بداية في عالم البخل، نعم بعضهم قد لا يستمع لنصائح أبويه ويقوم بالأمر سرياً، وبعضهم عندما يكبر قليلاً يدرك أن تلك الصفة ذميمة وقد تقوده للبخل، ولكنها بالرغم من ذلك تترك أثراً واضحاً عليه خاصة في بعض المواقف التي تتطلب نوعاً من التضحية، خاصة في ما يتعلق بالمال، فتجد القليل من يضحون بما يملكون من أجل الآخرين حتى ولو كانوا والديهم.
قالت هند عبد الله: «الفسالة طبع» أو صفة يتسم بها البعض، وتتأصل لديهم منذ الطفولة من خلال نشأتهم وتربية الأسرة لهم وتعاملاتها معهم، فالأسرة هي التي بيدها تنمية تلك الصفة السيئة لدى أبنائها أو القضاء عليها، والأسرة عليها أن تدفع طفلها إلى نبذ البخل والتخلي عن الأنانية وذلك عن طريق تعليمه المشاركة مع غيره من الأطفال، فلا يستأثر بألعابه وطعامه لنفسه، ويسمح لأصدقائه وأقربائه وجيرانه بمشاركته في اللعب أو في تناول الطعام.

ويعد ضعف المستوى الثقافي والتوعوي لدى الأبوين بطرق التربية السليمة سبباً مهماً من الأسباب التي تؤدى للكثير من الأخطاء التربوية وتتسبب في سوء تربية الطفل، وهذا الأمر هو الذي يجعله عرضة للإفساد والإصابة بالصفات السيئة كالبخل والأنانية.
الأستاذ النعمان قال: البخل واحد من عيوب الشخصية التي قد يتصف بها البعض، نتيجة لسببين، أحدهما موروث والآخر مكتسب خلال السنوات السبع الأولى من عمر الإنسان التي يتعلم فيها الطفل وتتشكل شخصيته، ويرجع البخل إلى حب الاستحواذ على الأشياء المادية وتملكها والحرص الشديد على الماديات.
المربية وداد محمد قالت: تعد الأخطاء التربوية والقدوة السيئة من الأمور التي تؤثر بالسلب على الطفل، وقد تجعل منه إنساناً بخيلاً، فالآباء والأمهات أحياناً ينمون في أبنائهم خصالاً سيئة كالبخل بدون أن يشعروا، ظناً منهم أن ذلك يصب في مصلحتهم، مما يزرع بداخلهم بعض الصفات الدميمة كالبخل والأنانية والجبن.

رأي الاختصاصيين
فسرت مفيدة زروق المعالجة النفسية لبخل بعض الأطفال في المراحل السنية الصغيرة والذي يتسبب في مشكلات عديدة بين التلاميذ قد يصل صداها إلى المنزل، قائلة: إن الطفل البخيل غالباً ما ينشأ في بيئة أسرية غير متفاهمة، بل تميل إلى الأخذ من الآخرين دون تقديم أي نوع من أنواع المساعدة، حتى أن الأم لا تلوم الطفل إذا أخذ شيئاً بالغصب من أصدقائه، فينشأ وكأنه حق مكتسب أو معتقِداً أن الشطارة في أن يأخذ ما في يد الآخر.
وأضافت الأستاذة مفيدة أن الطفل البخيل تجد أن أبويه لم يعظما فيه معنى التعاون ومساعدة الغير ويخشيان من عرض المساعدة على الآخرين بأي شكل من الأشكال، فينشأ على أن الأم ترفض مساعدة الجارة، وإذا أعطتها أي شيء لا بد أن تأخذ المقابل.
وأوضحت أن المشكلة الكبيرة حينما يعتقد أولياء الأمور أن الأطفال لا يدركون أي تصرف سلبي أو إيجابي يصدر عنهم، فالأب الذي يرفض إقراض أي من زملائه أي مبلغ مالي مهما كان صغيراً، ويدعى الفقر دائماً بمجرد أن يقابل أي محتاج، يربى أبناءه على ذلك بشكل غير مباشر.

كتبت:صديق علي
صحيفة الإنتباهة
ت.أ

[/JUSTIFY]