خالد حسن كسلا : نداء السودان بديل إعلان باريس
والصادق حينما يغادر البلاد ليقود مشروعاً سياسياً فهو إما أنه مبعوث سري من الحكومة لاختراق أوضاع معينة، ويمكن أن يظن البعض ذلك، وإما أنه يريد أن ينزع من الحكومة امتيازاً سياسياً فشل فيه بعد «نداء الوطن». لكن هل نداء الوطن يبقى أفضل للصادق من نداء السودان؟ أم العكس. العكس غير صحيح اطلاقاً .. فنداء الوطن ولو بطريقة غير مباشرة أثمر منح أسرته منصب مساعد الرئيس، وقبلها أثمر لعائلته نفس المنصب تقلده مبارك المهدي بعد عملية الانشقاق الثاني لحزب الأمة. وكان الانشقاق الأول عام 1968م قد قاده الصادق نفسه، وواجه مثله عام 2000م حينما قاده مبارك المهدي ومجموعته لينعموا بثمار نداء الوطن. السيد الصادق شبهه البعض بالشربوت، فهو لا إلى هذا ولا إلى هذا. لكن إذا طال عليه الوقت يكون إلى «ذاك». والآن طال على الصادق وقت وجوده خارج السلطة.. وعلاقته بها وجود ابنه في القصر. ويقول لا علاقة له بمنصبه، وهو ما يفرض هنا السؤال: من يمثل ابن الصادق في القصر وما يمثله؟ الإجابة في نظري هي أنه يمثل أسرة السيد الصادق، فهي لها وضعها السياسي الخاص المستقل عن حزب الأمة، وإن كان زعيم الحزب و «نائبته» منها. إذن حزب الأمة أسرة وحزب .. ويمثل ابن الصادق في الحكومة الأسرة. وتمثل ابنة الصادق في المعارضة الأسرة والحزب معاً. والاتفاق الثوري بين الثورية وأبو عيسى يذكرني بموقف الحزب الشيوعي من إعلان باريس.. أي أن نداء السودان هو بديل وراءه جهد شيوعي لإعلان باريس الذي رفضه الحزب الشيوعي.. إعلان باريس تجاوز الحزب الشيوعي ونداء السودان تجاوز حزب الأمة.. فهل في المستقبل سيندمج الاتفاقان؟ إن اندامجهما لا يتم إلا بشروط الصادق.. وأولها الزعامة و «الحوامة».
صحيفة الإنتباهة
ت.أ