منوعات

ضياع في المفاهيم: الأذكياء.. خارج معايير المؤسسات التعليمية


[JUSTIFY]فيما قالت بعض الدراسات إن الذكاء وراثي ينتقل في جينات البشر من جيل إلى جيل، دحضتها دراسات نجريبية أُخرى بقولها إن الذكاء قابل للتحسين والتطوير، فليس بالضرورة أن يظل الشخص بذات المستوى الأكاديمي أو الوظيفي دون تطور.

عادة ما ينظر المجتمع للأطفال ذوي العلامات المتدنية أكاديمياً على أنهم أغبياء، رغم أن هنالك الكثير من النماذج من الذين فشلوا في الدراسة ونجحوا في العمل، وعلى سبيل المثال اينشتاين ونيوتن اللذان فشلا في الدراسة وتمكنا من اختراع ما أحدث انقلاباً جذرياً على حياة البشرية، وكذلك (بل جيتس) مالك شركة (مايكروسوفت) الذي لم يكمل تعليمه الجامعي، لكنه أصبح من أنجح رجال المال والأعمال.

قياس الذكاء

داخل أحد مراكز قياس الذكاء بالخرطوم تحدثنا إلى الأستاذة (أمل محمد المهدي) مسؤولة قياس وتطوير الذكاء، فأشارت إلى أن هنالك عدة طرق لتحسين الذاكرة وزيادة معدل الذكاء. وأضافت: كل أدمغة البشر لها ذات الحجم والشكل، وذكاء أحدهم لا يعني أنه يملك شكل دماغ مختلفاً عن باقي البشر، إنما الأمر يكمن في الطريقة التي يعمل بها عقله. واستطردت: الذكاء هو قدرة العقل على الربط بين الأنسجة العصبية، فالشخص الذكي يستطيع الربط بين تجاربه الحياتية والاستفادة منها بشكل يختلف عن العادي الذي يقوم بفصل تجاربه عن بعضها. وكشفت (أمل) عن خمس طرق لقياس الذكاء، وهي قياس (الذاكرة، اللغة، المنطق، التحليل، والقدرة البصرية).

ملل تعليمي

الأطفال هم الأكثر حاجة لقياس الذكاء حتى نتمكن من معرفة ميولهم والمجالات التي يمكنهم التفوق فيها. وفي ذلك قالت (أمل) نُخضع الأطفال لاختبارات قياس الذكاء من أجل الوقوف على مكامن الخلل والعمل على علاجها، لكن هذا العلاج لا يحول الطفل إلى شخص خارق الذكاء، إنما يعلمه أساليب ناجعة للاستفادة من قدراته العقلية وزيادة تركيزه. واستطردت (أمل): يفشل الطفل في التحصيل الأكاديمي أحياناً، ليس لأنه غبي، بل لأن أسلوب تقديم المادة التعليمية ممل ولا يستهويه، بل ويكون أحياناً أقل من مستوى ذكائه، فيبدأ بالتشاغل عن الحصة وعدم الاكتراث لها، وحين نخضعه لقياس ذكاء نرى أنه من الأفضل أن يذهب لمدارس الموهوبين، كما أن المخ مثله مثل باقي أعضاء الجسم يحتاج للغذاء ليتفاعل، وكذلك يحتاج للتدريب حتى لا يصبح خاملا، فيجب أن ندرب المخ كما ندرب عضلات الجسم، كأن نسلك طريقاً مغايراً أثناء العودة للمنزل، أو قراءة الروايات فهي بمثابة منشط للخيال، وفي نفس الوقت تمنح القعل فرصة تشغيل وظيفتين: القرأة والخيال، وعموما البيئة هي أحد العوامل المحفزة للذكاء من المنزل، الوالدين، أسلوب التربية والحياة.

لا للضرب لا للتعنيف اللفظي

وفي السياق، عدَّت الأستاذة صفاء اختصاصية علم النفس بذات المركز- كسر ثقة الطفل بنفسه وإهماله من أهم العوامل التي تؤثر في عطائه الأكاديمي والدراسي. وقطعت بأن التفوق الدراسي ليس دليلاً على الذكاء، فهنالك أطفال أذكياء أكاديمياً ويفتقرون للذكاء الاجتماعي والتواصلي مع الآخرين، كما أن إهمال الطفل يتسبب في تدني نسبة تركيزه وبالتالي تنخفض نسبة ذكائه، وعزت ذلك إلى الإهمال الذي يؤثر في التركيبة النفسية للطفل، وطالت الأهل بأن يدركوا أنه ليس بالضرورة أن يتفوق طفلهم أكاديمياً كي يصنف ضمن الأذكياء، فيمكن أن يُظهر ذكاءه في مجالات أخرى، وعلى الآباء أن يعوا ميول صغارهم ولا يقعوا في أخطاء تؤثر في مستقبل أبنائهم. ونوهت إلى أنه يجب على المُدرسين الابتعاد عن استخدام المفردات القاسية التي تكسر عزيمة الأطفال مثل (ياغبي، أو انت عمرك ما ح تتعلم)، وأن لا يلجأوا إلى الضرب، فثمة شعرة تفصل بين الإذلال والعقاب يقع فيها معظم الآباء والمعلمين دون قصد منهم، لكنهم بتعنيفهم المذل يتسببون في تحجيم مستوى تفكير الصغار، فلا بد لهم أن يتبعوا أساليب عقاب فاعلة تؤدي لتعليم الطفل، مثل الحرمان من الخروج أو من مشاهدة التلفاز، وآخر مراحل العقاب هي الضرب الذي لا يحبذه خبراء التربية.

طعام يزيد الذكاء

إلى ذلك تقول اختصاصية التغذيه (نهى شمام): هنالك أطعمة معينة تزيد من التركيز وترفع من معدلات الذكاء، كما يمكنها تصفية العقل ومساعدته على العمل بطريقة أفضل، فمثلا المواد التي تحوي (اوميقا 3) تساعد على تحسين الذاكرة، فهي تزيد من عمل الناقلات العصبيه بالدماغ وتساعد على تدفق الأكسجين داخل الأوعية الدموية في الدماغ، وتتوفر الـ الأوميقا 3 في كثير من الأطعمة منها الأسماك، ومن الأغذية المحسنة للذاكرة الزنجبيل وزيت الزيتون وتناولهما بشكل منتظم يشحن طاقة العقل ويجعله يعمل بصورة أفضل. وتستطرد نهى: أما بالنسبة لزيادة نسبة الذكاء لدى الأطفال، فهنالك شروط للوصول إلى ذلك، أهمها الاهتمام بوجبة الأفطار، فبعد النوم بثماني ساعات يحتاج الجسم لطاقة يبدأ بها مهامه اليومية، كما أن عدم تناول الإفطار باكرا يقلل من نسبة التركيز بالنسبه للجميع، وينبغي أن يهتم الوالدان بإضافة الذرة إلى برنامج الإفطار اليومي للطفل، فهو أيضاً من الأطعمة المحسنة للذاكرة، وبالتالي تساعده على استيعاب دروسه بشكل جيد، وهنالك كثير من الأطعمة التي يمكنها تحفيز عمل الدماغ بصورة جيدة، فالطماطم على سبيل المثال تحوي مادة الليكوبين التي تحافظ على خلايا الدماغ، كما أثبتت بعض الدراسات أن من يتناولون الأغذية التي تحوي الليكوبين يتمتعون بذاكرة أقوى ممن لا يتناولونها

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]