الطيب مصطفى: بين صلاح بن البادية وهرطقات النيَّل أبو قرون!
أجدني اليوم مضطراً لأطلب من صهري وصديقي الأستاذ صلاح بن البادية أن يتحدث ويناصح شقيقه (النيّل) رحمة به وبراً والذي سمعنا من قبل الكثير عن أفكاره الغريبة، لكني قرأت عنه اليوم ما أدهشني، فالرجل يقول في كتاب جديد أصدره بعنوان (الإسلام والدولة) عجباً، ويحدث في الإسلام ما لم يسبقه إليه أحد من العالمين!
أعجب ما في طرح النيّل الجديد أنه يفسِّر عبارة (المؤمنون) بأنها تشمل اليهود والنصارى، بالرغم من أن القرآن الكريم يصف اليهود بأنهم أعدى أعداء المسلمين (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا…)!
يقول النيّل ذلك عن اليهود الذين تآمروا على الدعوة والدولة في المدينة المنورة مما أضطر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى طردهم منها.. نعم.. لقد تآمر يهود بني قريظة ويهود بني النضير ويهود بني قينقاع ويهود خيبر على الرسول الكريم مما أدى إلى إخراجهم من المدينة التي امتلأت إسلاماً بعد ذلك وشعَّ منها نور الإسلام إلى أرجاء الدنيا.
إذا افترضنا أننا صدّقنا هطرقاتك يا النيّل هل تظن أن اليهود والنصارى سيحنُّون علينا ويعترفون بديننا ويقرون أنه من عند الله سبحانه وتعالى؟ هل يتخيَّل النيّل وهو ينكر صريح قول الله تعالى (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ…) هل يتخيل والله تعالى يحذرنا من مجرد موالاتهم (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ).. هل يتخيل والله يحدثنا أنهم لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم (لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) هل يتخيل أن عداء إسرائيل أو الغرب وأمريكا سيخف وأن حربهم الصليبية ستتوقف أو أن إسرائيل ستخلي لنا المسجد الأقصى مسرى الرسول الكريم ومنطلق معراجه إلى السماء والذي ينازعوننا فيه ويسعون إلى إقامة هيكلهم المزعوم تحت ثراه الطاهر لو غيّرنا من أجلهم القرآن وأتينا بقرآن جديد من تأليف النيّل وأدخلناهم به في ملتنا؟!
النيّل الذي يعتبر في كتابه الجديد أبابكر وعمر طغاة متسلّطين وظالمين وفي إطار بغضه للفاروق عمر الذي لطالما هاجمه في كتب أخرى، وفي كتابه هذا الأخير بعد أن برأ عبد الله بن أُبي من النفاق، وهو الذي نزل فيه قرآن يتلى جراء كيده للإسلام بأكثر مما كاد اليهود والنصارى.. النيّل هذا ينسى كل ما قدَّمه الفاروق عمر للإسلام لكنه لا ينسى ضرب عمر لأحد الشباب لأنه يمشي ببطء ويتهكَّم من تسوُّر عمر على جماعة يشربون الخمر ويعتبره تجسساً ارتكبه عمر، ولم يشفع لعمر رجوعه إلى الحق بعد أن روجع في سلوكه (التجسسي) كما سماه النيّل كما لم يشفع لعمر عند النيّل أنه يناصَح ويراجَع ويُعترض عليه ويرضخ لمن ناصحوه.
النيّل في كتابه الجديد يرفض الفتوحات الإسلامية التي جاءت بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعتبرها طغياناً وتسلُّطاً واستعماراً وعدواناً على اليهود والنصارى، الذين سماهم بالمؤمنين وكأن من أخرجهم الرسول الكريم من المدينة التي أقاموا فيها واتخذوها موطناً قبل الهجرة ليسوا هم اليهود الذين يتحدث عنهم النيّل، وكأن غزوة تبوك التي قادها الرسول الكريم على الرومان النصارى، لم تكن ضد أهل كتاب ممن ضمَّهم النيّل أخيراً إلى المسلمين!
النيّل بكتابه هذا يهدم عرى الإسلام عروة عروة، فهو يُنكر وجود الدولة الإسلامية بالرغم من أن الرسول الكريم وخلفاءه الراشدين كانوا حكاماً سادوا الدنيا بأجمعها وكانوا يجيشون الجيوش ويبرمون الاتفاقيات المحلية والدولية ويسوسون الأمة ويقيمون العدل كما لم تقمه أمة أخرى من الأمم، وينكر الجهاد في سبيل الله، ويعتبر اليهود والنصارى مؤمنين، ويعتبر الفتوحات الإسلامية التي نشرت الإسلام في أرجاء الدنيا بما في ذلك مصر وبلاد الشام والهند والمغرب العربي وأوروبا كلها عدواناً وظلماً، ويعتبر الخلفاء الراشدين مجرد طغاة وجبابرة وظَلَمة، ويعتبر نفسه أعلم من كل الأمة، وأعلم من أبي بكر الصديق الذي أثبت القرآن صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)!
لطالما سكتُ عن اتهام الرجل بالتشيُّع رغم ما أعلمه عنه ورغم اتساق ذلك مع بغض الشيعة الروافض الذين اُتهم النيل بانتسابه إليهم، للفاروق عمر بن الخطاب الذي يقيمون ضريحاً يزار حتى الآن لقاتله المجوسي (أبو لؤلؤة) في مدينة أصفهان وذلك لأن عمر حطم دولة الفرس التي يسعون الآن لإعادتها، لكن ما أتاه النيل في كتابه الأخير أخطر من كل ما أورده في كتبه السابقة.
إحدى مشكلاتنا الكبرى تتمثل في المنهزمين المنكسرين المبدلين ممن يفتون في عضد الأمة وينشرون ثقافة الاستسلام ويتطاولون على الإسلام وهم أبعد ما يكونون عنه في علمهم وسمتهم وسلوكهم
أعجب ما في الأمر أن الرجل العلماني الذي علَّق على كتابه وأظنه مصري يسمى عبد المنعم شيحة أطلق عليه لقب المفكر، وهكذا يفعلون لكل من يكيد للإسلام حتى ولو كان أجهل من أبي جهل!
الطيب مصطفى-الصيحة
[SIZE=4]
ولماذا لم تتكلم عن الترابي في الفتاوي العجيبه
ولا يمكن الترابي في نظرك ليس ممن سميتهم المنهزمين المنكسرين
ولا الحكايه فيها خيار وفقوس
انتم سبب كل المصائب يا كيزان
الله ينتقم منكم[/SIZE]
ماهي علاقة أفكار شيخ النيل وصلاح بن البادية بخطوبة ابنكم عبد الله
هذا ما جنيتموه في حق الشعب السوداني ،، فلما البكاء الم تمهدوا الارض تحت اقدامهم حتى استفحل امرهم وزاد خطرهم واصبح مثل هذا النكره النيل ابو قرون يجاهر بدينه ولا حياة لمن تنادي لمدعى الدين من سلطهم الله على رقابنا ،، ولكن غدا سنقف بين يدي ملك الملوك وسنعلم من هو الكذاب الاشر ،، حفظ الله السودان من شر الشيعة ومن مدعى الدين
يا حليلك يا نميري، ربنا يبشبش الطوبة التحت راسك. غاب أبو شنب ولعب أبو ضنب.
الظاهر الجماعة أدوكم شاكوش عشان كده قبلت عليهم
وهاهو صاحب الصيحة يصيح تحت وطأة الشيخ النيل ابوقرون، فكتاب “الاسلام والدولة” جاء عليهم قولا ثقيلا.
قرأت كتاب “الاسلام والدولة” و اعجبني كثيرا ما جاء فيه وأوصي بقرائته، كما اعجب الكثيرين في عالمنا العربي ويكفي ان تبحث عن الكتاب علي الانترنت وستعلم من نتائج البحث ان الكثيرين احتقوا بهذا الكتاب.
وما كتبه الطيب مصطفى ليس مستغربا من شخص مريض مثله، ولن يقبل طرحا مثل هذا ابدا، فهو يعتبر نفسه من الاوصياء ان لم يكن الانبياء والصالحين، هذا ظلامي عادى كثيرا من رجال بلادنا ونادى الى، بل واحتفى بتقسيم البلد، وكعادة اشياخه الاسلاميين امام المواطنين البسطاء:
“امريكيا روسيا قد دنا عذابها”
واذا خلو الى ساداتهم الامريكان:
” في صبحي ومساي نازلات دموع ساحا لك
وانا طالب رضاك ورضاك اظنه محالك….. وبهواك كيف اطيق سلوانك”
لا يترددون في بيع اي انسان واي شئ…. حسبنا الله ونعم الوكيل “النفاق!!!!”
وأعجب مافي مقال هذا الرجل المريض المقدمة التي يشير فيها الى مصاهرته للاستاذ ابن البادية. نعم النسب ونعم المصاهرة، ولكن هذا الرجل لا يدري ، ما اسم والد ابن البادية، أو يتظاهربذلك!!!
ا الآن يا رجل تتوسل بالأرحام وانت كنت سببا في قطع الملايين منها، بل قطعت بلدا الى نصفين، وفي طريقه الى مزيد من التشظي، بعد أن أصبح الجنوب مأوي للتمرد.
عزيزي القاري من الأفضل ان نفرد المساحة لالقاء الضوء على كتاب “الاسلام والدولة”، ولكم الحكم. سأورد جزء من تحليل كتبه الكاتب التونسي عبد المنعم شيحة، وأظن ان الطيب مصطفى (والله ليس بطيب ولا مصطفى، لكن نسوي شنو) قد قرأ التحليل هذا ولم يطلع على الكتاب. بارك الله في جهد الشيخ الجليل النيل ابو قرون:
ومن أراد الاطلاع على التحليل كاملا فهذا هو الرابط:
http://thaqafat.com/News.aspxid=9549&sid=17#.VI-xZJs9JNM
إنّ جوهر الأطروحة التي يدافع عنها الشيخ أبو قرون قائمة على أساس أنّ الإسلام لم يأت لإقامة دولة، وأنّ الرسول محمد ـ صلى الله وبارك عليه وآله ـ لم يحمل هذه الرسالة ليُقيم حكماً. فالدعوة التي جاء بها النبي محمد – مثل دعوات غيره من الأنبياء والرسل- قامت على أساس البلاغ ولم تتعد حدود قوله تعالى: “وما على الرسول إلا البلاغ المبين”.(العنكبوت، آية 18).
أمّا الاعتقاد بأنّ الدعوة لا تقوم إلا بالسلطان والسيف، فهو اعتقاد فاسد وفق فهم مؤلف الكتاب؛ لأنّه يبرهن عن ضعف في الإيمان ويخالف النهج الإلهي الذي ندب إليه نبيّه، ويكشف عن حبّ للسلطة مقيت نفاها الله عن رسوله. فغزوات الرسول كانت في أغلبها من باب الدفاع عن دينه وأهله ومن اتّبع ملّته، ويكفي تتبّع قصص غزوات بدر وأحد والخندق، لنفهم أنّ النبيّ لم يكن الغازي في هذه المعارك ولم يقاتل أحداً لفرض الإسلام.[8]
فماذا عن إقامة الدولة؟
إنّ إقامة الدولة وفق الشيخ “أبو قرون” لا علاقة لها لا بالبلاغ ولا بالرسالة؛ فالدولة تقوم على فرض سلطتها على الناس وبسط سطوتها واحتكار العنف وتقنينه، وهو إكراه يتنافى وروح الإسلام. وليدعم الباحث فكرته انطلق من قول الله تعالى: “إنّ الدين عند الله الإسلام.”(آل عمران، آية 19) وقوله تعالى: “ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه.”(آل عمران، آية 85). ليؤكّد: “أنّ الرسل كلهم – صلوات الله عليهم- ما جاءوا من عند الله إلا بالدين؛ أي الإسلام. فإذا كان الله ـ سبحانه وتعالى- يؤكد أنّ الدين عند الله الإسلام، فما جاء موسى إلا بالإسلام، ولم يؤسس دولة أو حكومة، ولم يكن حاكماً ولا أميراً، وعيسى ـ عليه السلام ـ كذلك، جاء بالإسلام مصدقاً لموسى ـ عليه السلام ـ وكتابه وما أنزل فيه من أحكام، ولم ينشئ دولة، وما كان ملكاً ولم ينصب نفسه حاكماً أو أميراً، وما أنزل الله فيه من أحكام” وقفّينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدّقاً لما بين يديه من التوراة.”(المائدة، آية 48)، وقال “ما لله لله وما لقيصر لقيصر” ولم يسجل التاريخ عن دولة موسوية أو عيسوية أو دولة إبراهيمية أو دولة لوطية. وجاء محمد ـ صلى الله وبارك عليه وآله ـ بالإسلام مصدقاً “لما بين يديه من الكتاب” أي التوراة والإنجيل وما أنزل الله. ولهذا، فإنّ من لا يؤمن بهذه الكتب كما نزلت (…) فقد كفر بما أنزل على محمد ـ صلى الله وبارك عليه وآله ـ.”[9]
لقد جاء خاتم النبيين مصدقاً لكل ما جاءت به الرسل “ومُهيمناً عليه”(المائدة، آية 48) والهيمنة في فهمالشيخ النيل لا تعني إلغاء ما سبق من تلك الكتب والديانات، وإنما تعني الوسع والشمولية لما تضمنته: “ليكون النبي الخاتم رسولاً لسائر الناس السابقين واللاحقين، لأن من آمنوا بتلك الكتب السابقة قد آمنوا بما تضمنه كتاب محمد ـ صلى الله وبارك عليه وآله ـ، فهم مسلمون من قبل بعثته”[10]. ذلك أنّ المسيحيّة لم تأت لإلغاء اليهوديّة ولا الإسلام المحمّديّ جاء لإلغاء المسيحيّة واليهوديّة، بل جاء مصدّقاً لما كان قبله من الرسل وكتبهم التي نزلت عليهم من الله.[11]
وإذا كان الرسل قد جاؤوا بالدين، وهو الإسلام كما ذكر الله ذلك، فهذا يعني أنّ الدين عند كلّ الأنبياء ما هو إلاّ شرائع وتعاليم جاء بها هؤلاء لبناء المجتمع الفاضل وتكريم الإنسان فيه من خلال إعطائه مكانته الحقيقيّة، بما أنّه المقصود من كلّ الرسائل، وله جاء كلّ هؤلاء الرسل. أمّا الإسلام، فهو خاتم الرسالات والمهيمن عليها حتى يعلم الجميع أنّ الدين واحد وأن لا عصبيّة فيه ولا صراعات، وأنّ الله أخذ في ذلك عهداً من كلّ الرسل على هذا وقد ذكر ذلك في القرآن: “وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ.”(آل عمران، آية 81). لذلك تبدو العصبيّة الدينيّة الموجودة اليوم مُنتجة للبعد عن منهج الله القائم على: “الحبّ والمعرفة وحريّة الإنسان”.[12]
أمّا المنهج القويم، فهو المنهج الذي اتّبعه رسول الأمّة يوم فتح مكّة عندما منح لأهل مكة الحرية وأطلق سراحهم بكل كرامة، فجاء ذلك تماشياً مع إرساء قواعد الإسلام وطاعة لله الذي بيّن بصورة لا لبس فيها أنّ الحُرّية مصونة إن كفر الإنسان أو آمن: “قل يا أيّها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين.”(سورة الكافرون).
ويعتبر الشيخ “أبو قرون” أنّ ما حدث بعد وفاته ـ عليه السلام ـ هو التسلّط والظلم، إذ احتاج الحكّام لمن حولهم ليُجبروا الناس ويكرهوهم على المبايعة والطاعة بالسيف ولو كانوا أعلم الناس بالدين منهم، وقد يصل الأمر بالحاكم إلى التجسّس والتسوّر على الناس لغايات سلطويّة، ومن ذلك تلك الأخبار التي تنسب إلى عمر بن الخطّاب الذي تسوّر على جماعة يشربون الخمر في بيت فلمّا واجهوه بأخطائه “الإسلاميّة”، مثل التجسّس وعدم دخول البيوت من أبوابها ما كان منه إلاّ أن خرج وتركهم، فأضاف بذلك وفق هذه الرواية خطأ آخر هو عدم تنفيذ حدّ إلهيّ بيّن. كذلك ينسب إلى عمر نفيه نصر بن حجّاج من المدينة، لأنّه جميل الوجه خوفاً من فتنته النساء فيها، وهذا تسلّط لأنّ المكان الذي سينفى إليه لن يكون خالياً من النساء، ثمّ إنّ الجمال ليس عيباً وليس جريمة يستحقّ عليها العقاب، كذلك ينسب لعمر ضربه لرجل يمشي ببطء بالدرّة وقوله له لا تمت علينا ديننا، وهو عجيب لأنّ الرجل يمكن أن يكون مريضاً كما أنّ له أن يكفر وهو حرّ في خياراته. فالذي يرى قيام الدولة ليقوم بها الإسلام فقد عكس الأمر وخالف نبيّ الأمّة الذي نشر تعاليم الدين بمظهره الرحيم ورحمته للعالمين.
وبصورة عامّة، يرى الشيخ “أبو قرون” أنّ الحاكم في الدولة قد يخالف شرائع الإسلام إذ لا عصمة لحاكم ولا يمكن مطالبته بالعصمة من قبل الرعيّة، وما يصدر عنه لا يُعدّ سنّة تُتّبع، وعليه فإنّ الإسلام ليس هو الدولة والإسلام لا تحصره دولة ولا حدود جغرافيّة ولا يمكن بحال أن يمثّله رأس الدولة نتيجة مُبايعة الناس له: “ففي الإسلام كلّ فرد اختار الإسلام ديناً فهو مقيّد محكوم بما أنزل الله من الشرائع التي هي حكم الله، بل هو الذي قيّد نفسه بها وهي الحاكمة على الجميع والرقيب على الالتزام بها هو الله وحده (…) ولا قدسيّة فوقها – ملكاً كان أو أميراً ولا يحقّ لأحد سنّ قوانين أو تشريعات تخالفها تنتقص من حرّيات الناس وحقوقهم”.[13]
إنّ سبيل السلطة والدولة غير سبيل الدعوة والتبليغ، وبقدر ما تقاطع هذان الأمران في حياة الرسول بقدر ما اتّحدا بعد وفاته بعد أن: “انحرف بعضهم بالدين إلى غير مقاصده ووجّهه إلى إنشاء الدولة الدنيويّة والحكم السياسيّ.”[14] لا سيما ما وقع في سقيفة بني ساعدة من جماعة: “نحن الأمراء وأنتم الوزراء، فالحكم عندهم كان هو الأهم فاستبقوا إليه رغبة في السلطة والتحكّم في عباد الله”.[15]
ولأنّ الدولة لا بدّ لها من تنظيم أو حزب سياسيّ، وهذا ليس من الدين في شيء، فإنّ هذا الحزب إذا كانت الغلبة له عامل من هم من أتباعه على أساس أنّهم مواطنون من درجة ثانية ونظر لهم بعين الريبة والشكّ، حتى إن كانوا من نسل النبيّ. وهذا يخالف عند الشيخ النيل سيرة النبيّ الذي فرّق في حياته تفريقاً جليّا بين الدعوة والدولة عندما عيّن على الجيش شاباً في العشرين من عمره، هو أسامة بن زيد، وجعل تحت إمرته أبا بكر وعمر والزبير وطلحة، حتى لا يقال فلان أرفع شأناً من فلان فهو يستحقّ الإمارة وفلان أتقى من فلان فهو أولى بالإمارة، فالتقوى محلّها القلب ولا يطّلع عليها إلاّ الله: “ولا ينبغي أن تكون سبباً للإمارة والتسلّط على خلق الله”.[16]
أمّا من يرى أنّ الإسلام دولة لم يُكمل الرسول إنشاءها وتشكيل هرميتها ومؤسّساتها بسبب موته، فإنّه يتّهم الرسول ضمنا بالتقصير ويتّهم الله بعدم إكمال الدين، وهو القائل: “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً.”(المائدة، آية 3). والخطأ القاتل الذي يقع فيه البعض هو أن يظنّ أنّ من جاء بعد الرسول: “وأقام مؤسّسات الدولة له الفضل في توسيع الدعوة والرسالة.”[17] إذ لا علاقة بين الدولة بمؤسّساتها المُختلفة (تعليم، صحة، مواصلات، اتّصالات، …) وجغرافياتها المحدودة وصراعاتها السياسيّة، وبين الدين الذي لا يخضع للحدود ولا حياة له إلاّ مع الحريّة والإيمان السليم والفطرة الصحيحة، وشتّان بين الشأن الدُنيوي السلطوي وبين الشأن الروحي الديني، بين الإكراه وبين الحريّة بين القمع والظلم والهيمنة والإخضاع وبين الدين الذي محلّه القلب وشرطه الإيمان وجوهره القبول أو الرفض. ومن أجل إثبات ذلك عمليّاً يحلّل الشيخ النيل سيرة الخلفاء الأربعة بعد وفاة الرسول، ويكشف اختلافهم عن سيرة النبيّ في كثير من المواطن، واختلاف بعضهم عن بعض في السيرة وأسلوب القيادة وطريقة الاستخلاف أيضاً.
ويُخصّص الباحث الفصل الأخير من كتابه الموسوم بـ”من هم الذين آمنوا؟” ليدلّل من خلاله على أنّ المؤمنين المقصودين بالخطاب في القرآن هم اليهود والنصارى والمسلمون، وأنّ الإسلام جاء مصدّقاً للديانات السابقة ومدعّماً لها، وعليه فإنّ ما سُمّي بعد وفاة النبيّ بالفتوحات الإسلاميّة: “كلّه عدوان وعلى أصحاب دين أنزله الله إليهم عن طريق رسله الكرام موسى وعيسى عليهما السلام. وغطّت تلك الحروب الاستعماريّة بصائر الناس وعقولهم عن رؤية سماحة الإسلام وعظمته (…) وغيّرت صورة الدين الذي جاء به محمد ـ صلى الله وبارك عليه وآله ـ، وأصبح الطرح عكس ما جاء به الرسول”.[18]
ويقيم الكاتب مقابلة صريحة بين رسالة النبيّ الذي جاء مصدّقاً للتوراة والإنجيل و”لإخوته” موسى وعيسى وبين أصحاب الفتوحات الإسلاميّة ـ أي الصحابة من بعده- الذين جعلوا العداوة والبغضاء بينهم وبين بقيّة الرسالات: “وسموّا أنفسهم بالمسلمين ليكفّروا أولئك المسلمين من أصحاب الرسالات السابقة التي صدّق عليها رسول الله ـ صلى الله وبارك عليه وآله ـ وعلى كتبها ورسلها وتعاملوا مع تلك الأمم المسلمة على أنّ أسماءها اليهود والنصارى أسماء كفريّة لا تشير إلى أنّهم مسلمون، وهكذا أخرجوهم من دائرة الإسلام (…) وجعلوا من الإسلام المحمّدي ديناً يناطح ما سبقه من دين الله ولا يعترف به”.[19]
المقدمة ما ظابطة… كسير جليد
هل نفهم من كلامك ان اليهود الذين اتبعوا سيدنا موسى وآمنوا بالتوراة الاصلي دون تحريف ليسوا بمؤمنين ؟
ام ان المقصود ان هناك جزء من اليهود وليس جميعهم هم الذين قصدهم القرآن بقوله ( أشد عداوة ) ؟
الحكاية عايزة تحليل .
هذا الرجل ضلالي ورافضي ربنا يهديه.
لافض فوك. كفيت واوفيت. مصيبة الاسلام ليست من الخارج ولكن ممن ينتسبون الى الاسلام اسما ويبثون السم الزعاف ويكيدون للاسلام ليلا ونهارا بدعوى انهم مفكرون اومجددون او اصلاحيون وهم ابعد مايكونوا عن الفكر او العقلانية اصلا
اين المداخله؟