تحقيقات وتقارير
قذائف الحراك المضاد في مواجهة “الشنبلي” مع اقتراب الانتخابات
الشكوى ممهورة بتوقيع قيادات وعضوية المؤتمر الوطني الدائرة (20) بمنطقة “كوستي” الشمالية.
صراع “النيل الأبيض” الذي بدأ الصيف الماضي لم ينته بعد مع بداية الشتاء، لكن تغير المقاتلون وأسلحتهم بدلاً من قيادات يتطلعون إلى منصب الوالي إلى قيادات الصف الثاني الذين يسعون إلى إبطال زحف “الشنبلي” نحو الولاية الثانية، وظهر هؤلاء للعلن في مواجهته من بينهم معتمد ربك “أبو عبيدة عراقي” وعضو المجلس التشريعي “ياسر زين العابدين”، واستفاد هؤلاء من بعض الدفوعات مثل قضية التجاوزات المالية وملف التعيينات في الوظائف خارج لجنة الاختيار بالخدمة العامة الواردة في تقارير المراجع العام بالولاية، لكن “الشنبلى” سبق وأكد أنها لم تكن تجاوزات، وبرر ذلك بأن الضرورة اقتضت تعيين الخريجين في الوظائف، بالإضافة إلى الذين فقدوا وظائفهم في دولة (جنوب السودان) عقب الانفصال، كما أن الولاية بها نسبة عالية من الديات ساهمت فيها حكومة “النيل الأبيض”.
والي (النيل الأبيض) أراد منذ البداية أن يبعث بعدة رسائل في مواجهة خصومه والرافضين لخيار التمديد والتجديد له، وقال في وقت سابق لـ(المجهر) إنه لم يصل إلى درجة الكمال، لكن ما حققه راضٍ عنه، وأوضح أنه ليس أسيراً لجهة أو قبيلة،
برنامج (الأرض مقابل التنمية) واجه انتقادات من البعض، حيث زعم بعض رافضي البرنامج أنه بموجبه بيعت الأراضي للشركات بأسعار ضعيفة، لكن كانت مرتفعة السعر بالنسبة للمواطنين، حيث اعتبروا أن المشروع يستنفد أراضي الولاية وتذهب لصالح شركات، والي (النيل الأبيض) دافع عن البرنامج، مشيراً إلى أن الولاية هي المستفيدة، وليست هنالك أية اتجاهات لهدر موارد الولاية.
خصوم والي “النيل الأبيض” والمناهضون لترشحه لفترة ثانية يتحركون هذه الأيام في كل مكان وزمان لمنع المركز من ترشحه، لكن المقربين منه أكدوا أنه غير مهتم بتلك التحركات، وأشيع في “النيل الأبيض” بأنه ربما مسنود من المركز اتساقاً مع بعض المؤشرات من بينها توقف الوفود التي سابقاً تأتي من “النيل الأبيض” شاكية إلى المركز من الظلم والتجاوزات.
ويرى رئيس لجنة الخدمات بمجلس تشريعي النيل الأبيض “الصادق النصيبة” أن شكوى النائب “ياسر زين العابدين” جاءت في أعقاب فشلهم في كليات الشورى الأخيرة بالولاية، لكنهم بدلاً من أن يعترفوا بالفشل والسقوط اتجهوا إلى تحميل ذلك للوالي، وقال لـ(المجهر) إن النائب “ياسر” يتحدث عن فساد وتجاوزات دون مستندات، كما أن حديثه جاء عقب الشورى الأخير، مشيراً إلى أن “ياسر زين العابدين” وبعض الذين يقفون معه في الخفاء سقطوا سقوطاً شنيعاً وتحول إلى معارض يتحدث عن الوالي بهذه الطريقة غير اللائقة وغير المقبولة.
ونبه “النصيبة” إلى أن الولاية تعيش حالة استقرار سياسي وتنموي في مجالات (الصحة) و(المياه) حتى إن نائب رئيس الجمهورية في زيارته الأخيرة للولاية أشاد بذلك، لكن يبدو أن ذلك لم يرض النائب “ياسر”، وأضاف “ظل النائب الأخير خميرة عكننة في الولاية خاصة وأنه يثير موضوعات لا تخدم المواطن بل يسعى إلى إثارة الفتنة بين مكونات الولاية، وأكد “النصيبة” أن مواطني الولاية راضون عن مستوى الخدمات التي تقدم، حيث امتدت هذه الخدمات إلى أقصى جنوب الولاية وإلى حدودها مع “شمال كردفان”، معتبراً الشكوى التي دفعت بها القيادات للمركز يقف من وراءها العضو “ياسر” رغم أنه شارك في إجازة موازنة الولاية الأخيرة ولم ينتقدها، لكن حديثه الأخير يأتي في إطار مصلحته والسعي لتعظيم كسبه السياسي على حساب الآخرين.
ويقول قيادي بالوطني – فضّل حجب اسمه – إن النائب “ياسر” أصلاً غير مؤهل للحديث عن التجاوزات طالما صفق لـ”الشنبلي” في الفترة السابقة، لكن ظروف سقوطه في كليات الشورى الأخيرة وخروجه نهائياً من سباق الانتخابات المقبلة جعله يقوم بتصرفات متخبطة شوهت صورة حزب المؤتمر الوطني بـ”بحر أبيض”، وقال القيادي إنه سيقدم للمحاسبة وفقاً للائحة الحزب لأن الحديث الكاذب عن رئيس الحزب ووالي الولاية سيتسبب في أضرار لا يمكن ترميمها خاصة في الفترة المقلبة.
المجهر السياسي
خ.ي