عثمان ميرغني

الخيال الواسع


[JUSTIFY]
الخيال الواسع

سألت الأستاذ الصادق المليك – وهو وزير من حزب الأمة الفيدرالي في الحكومة (المحلولة) بولاية البحر الأحمر.. سألته ما هو سر النهضة والطفرة في البحر الأحمر؟؟ قال لي هي أربعة عوامل تشكل مفهوم الإدارة عند الوالي د.محمد الطاهر ايلا.. الأول الانفتاح على الجميع بلا أدنى حساسية.. والثاني الشراكات الذكية.. والثالث السيطرة على الصرف الى مستوى الجنيه الواحد.. والرابع (الخيال الواسع)..

الأخيرة (الخيال الواسع) هي في تقديري كلمة السر التي يمكن للسودان كله أن يطفر بها الى أعلى عليين.. لدينا موارد ولا أروع.. ولدينا أفضل إنسان ولا أرفع.. لكن فقط تنقصنا الإدارة الملهمة والمستلهمة.. الإدارة التي (تلهمنا لا تلتهمنا) فتستوعبنا في شراكة واسعة لنعمل معاً من أجلنا معاً..

بالله عليكم حدقوا جيداً في واقعنا (الواقع أرضاً).. نحن دولة غنية بمواردنا.. فقيرة بفعل فاعل مرفوع بـ(الضبة) الظاهرة في حالنا ومعاشنا..

هل تصدقون أن ذكرى الاستقلال هذه الـ(٥٨) هي بالضبط نفس عدد السنوات التي عاشها الاستعمار في بلادنا.. بالله عليكم ماذا أنجز المستعمر الأجنبي في (٥٨) عاماً من الاستعمار.. وماذا فعل بنا المستدمر الوطني خلال (٥٨) عاماً من الاستدمار..

حطمنا كل جميل.. ابتداء من الخدمة المدنية الراقية.. الى أدنى مجالات العمل العام..

كل ذلك لأننا نفتقر لـ(الخيال الواسع).. عقولنا محدودة بحدود التقليد والارتهان بكل خمول للفكرة القديمة التقليدية..

بكل المقاييس أي تصنيف دقيق لمعنى ومصطلح (مدينة) سيسقط كل ما ندعيه مدناً في السودان وتبقى فقط مدينة بورتسودان. بمعايير عالمية تستحق معها صفة (مدينة).. ليس لأنها هبة المال والتمويل بل لأن واقعها سليل فكرة ورؤية ذكية ورشيدة..

صحيح.. لا تزال ولاية البحر الأحمر تكابد مشكلة المياه.. لكن بكل تأكيد هي واحدة من خمسين مشكلة أخرى لا تقل عنها.. كلها زالت وصارت في أرشيف ذاكرة مواطن البحر الأحمر إلا مشكلة المياه.. وهذا وحده ما يؤكد أن المشكلة الخمسين ستلحق بركب (٤٩) غيرها تدحرجت من حياة المواطن في البحر الأحمر..

ليت بقية الولايات تعد على أصابعها كم مشكلة زالت من ذاكرة شعوبها الى أرشيف الأيام..

بكل يقين ولاية البحر الأحمر الآن تنافس نفسها..

[/JUSTIFY]

حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي