د/ عادل الصادق المكي

مُبـاصرة معـايش


[JUSTIFY]
مُبـاصرة معـايش

البني آدم من يلدوه.. من بطن أمو.. يقعد يباصر في الحياة.. وفي الدنيا.. ومشاكل الدنيا.. الشافع البيرضع.. يفرفر ويباصر.. كايس لي ثدي امو عشان يرضع.. يلم فيهو.. يهجد ويرضع وينوم.. يكبر شوية.. يباصر في أي شي تقع تحت ايدو.. أول حاجة يمسكها.. وبعد كدي يوديها على خشمو فهي مرحلة “ككيخ”.. للأم ولكل الأسرة.. اليوم كلو مبارين الشافع ويسو في (الككيخ) ويشيلو من الليد ويجدعو وتدعيم الفعل الشرطي المنعكس برصعة في الليد عشان يعرف انو لو شال حاجة من الواطا وأكلها تراهو الرصع دا.. همو الأكل تاني مافي شي هاميهو.. والشافع كتير المباصرة فهو هابش.. أو هباش.. أو شيطان.. حتى في اللعب يباصر.. يلعب باللعبة بعد يشبع من اللعب.. يباصرها عشان يفرتقها.. يكبر يدخل المدرسة.. ويقعد في مباصرة القراية.. يباصر فيها.. يمتحن الشهادة يجيب نسبة تعبانة.. يعيد ويباصر تاني.. يمتحن.. يجيب نتيجة أحسن من ديك شوية.. يباصر يدخل كلية .. يقعد يباصر ويعافر في الكلية دي لمن يتخرج.. أها من هنا تبدأ مباصرة المعايش.. والمباصرة أحيانا تتحدى القانون.. النشل في الزحمة يحتاج إلى مباصرة.. السرقة من قروش الحكومة تحتاج الي مباصرة.. اكل كوارع الجداد مباصرة.. ميسكول اللحمة مباصرة.. تمشي للجزار يكون عندك خمسة جنيه تقول ليهو أديني بيهن لحم.. يديك ما زنتو عشرين غرام أو أقل.. قدر عضيمات يحومن في وشي الملاح دي مباصرة من البايع ومن المشتري.. قدر ظروفك مباصرة برضو.. المباصرة ما حكر على الإنسان براهو.. كل المخلوقات بي تباصر عشان تعيش.. من النملة والضبانة.. لحدي الجمل.. كل المخلوقات تباصر وتعافر.. النملة تباصر وتعافر في قطعة سكر واللا حتراب رغيفة وتدردقو لحدي ما يصل الجحر.. الكديسة تدخل التكل تباصر الحلة وتقتحها وتشيل اللحيمات الفيها وتمشي.. اللسد يسك الغزال يباصرها يقبضها.. بعد يقبضها يباصرها ويهجرها ويخنقها ويكتلها.. حتى أكلو ليها فيهو مباصرة.. الثعلب يباصر لمن يدخل قفص الجداد ويسجمو ويرمدو. وبعد ينتهي يباصر يمرق كيفن من القفص؟.. المباصرة برضها ما هينة بتحتاج في أحيان كتيرة للذكاء والدهاء.. الاحتيال مباصرة معايش برضو.. علا مباصرتن كعبة..
لحق الجنازة في المقابر..
تعرف على كل أقرباء المتوفي.. فردا فردا..
وقف جنب القبر ويوصف للناس “وسعو هنا.. لا لا بي جاي.. أيوا أيوا كويس.. عثمان انزل القبر انت أخوهو الكبير.. انزل انزل”..
رجعو.. رجع معاهم.. ساعد في نصب الخيمة..
جالس في طرف الخيمة.. وأي زول يجي يشيل الفاتحة يوصف ليهو “داك عثمان اخوهو.. داك اللمين اخوهو الصغير.. يا عثمان .. عثمان.. اللمين يا اللمين” يمشي الزول يشيل الفاتحة.
عند منتصف النهار.. والناس موجوعين للمتوفي الشاب.. جاب كراس وقلم من أقرب دكان
جرّ كرسي وطربيزة.. وأصبح مسؤولا عن الكشف
مع أذان المغرب اختفى مع الكراسة والكشف االبالغ قدره ستة ملايين جنيه.. بعد التحري اتضح إنو مافي ولا زول بيعرفو ولا شافو قبال كدي!!

[/JUSTIFY]

الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد

  1. وكفى بالموت واعظاً، وعلى قولة المثل ( يا وارث مين يورثك)؟!!!:confused: لك التحية على كتاباتك الشيقة والممتعة.