رأي ومقالات

(ناشطة أم راقصة سياسية)؟؟

[JUSTIFY]قبل أن أحدد موضوع رسالتي للدكتوراة.. والتي حملت عنوان «السياسة الاعلامية».. قرأت كثيرًا في مجال السياسة، وتبحرت فيها، وتوقفت كثيرًا عند الفكرالسياسي الاغريقي الذي يعتبر للكثيرين هو المنبع الذي استمد منه المفكرون السياسيون أراءهم وأفكارهم ونظرياتهم المتعددة التي أثروا بها عالم السياسة و قرأت لافلاطون وارسو، وسقراط الذين تحدثوا عن المدينة الفاضلة، وتقسيم الناس فيها وعن السياسة، وكيفية ممارستها، ومن هو القائد السياسي.. وماهي صفاته ونظم الحكم والدساتير والمجالس التشريعية والتنفيذية وغيرها.. كما انني قرأت ايضاً عن الفكر السياسي الاسلامي ولعدد من المفكرين السياسيين المستحدثيين أمثال ماركوس، وغاندي، ومانديلا وغيرهم.

تذكرت تلك الأفكار والآراء وأنا اشاهد«بالصدفة»..لأنني لست من (مدمني مشاهدة الفضائيات) برنامجاً في قناة من قنواتنا الفضائية يتحدث عن المرأة والسياسة.. وكان يعج بنساء يقال إنهن ناشطات سياسيات!!!

حاولت جاهدة أن اصب تركيزي علي حديث هؤلاء الناشطات عسى ولعل أن اجد من شتات عباراتهن المتطايرة التي تنم عن اضطراب، وعدم وعي بطبيعة عملهن، ما يجعلني اعقد حلقة مقارنة بين ما قرأت وما هو مطروحاً أمامي!!

لباقة مقدم البرنامج وحسن إدارته للحوار.. خففت قليلاً من وطأه ذلك البرنامج المتلجلج..! والذي حاول جاهدًا مقدمه أن ينتزع من هؤلاء الناشطات ما يشير الي أنهن بالفعل يمارسن العمل السياسي.. وليس شيئاً آخر!!

اسئلة بسيطة عن ماهية السياسية ولماذا إنخرطن في مجال العمل السياسي..؟! وما هي صفات الناشطة السياسية..؟! وما هي الآيدلوجية التي يسرن وفقاً لها..؟! ولكنهن لم يفلحن في تقديم اجابات تقنع حتي ابني الصغير محمد الذي يدرس في الأساس.. فما بالك بالحائزين علي درجة الدكتوراة فما دون!!

لقد شهدت الفترة الأخيرة ولوج العديد من النساء الى معترك العمل السياسي.. وترانا نشاهد في كل يوم ظهور حزب جديد بكوادر جديدة.. ولكن يبقى السؤال ماهي آيدلوجية هذه الاحزاب..؟ وهل تم تأهيل هذه الكوادر بالشكل الذي يمكنها من ممارسة العمل السياسي الجاد الذي يقوم على حب الوطن والصدق والاحترام والتفاني في خدمة الآخر وحسن ادارة الحوار السياسي والمسؤلية المجتمعية، أم انه (شعر مطلوق ومكياج وهدوم محذقه ودقون وعبايات وطرح) ؟؟!!!

التخبطات التي حدثت في الفترة الأخيرة في الساحة السياسية اثبتت لنا بالدليل القاطع إننا نفتقد الى القائد السياسي الناجح سوى في الحكومة أم المعارضة…القائد السياسي الذي يكون قائدًا للأمة، وليس بسيدٍ عليها.. الذي يكون أول من يجوع.. وآخر من يشبع.. وآخر من يلبس.. وأول من يعرى.. وآخر من ينوم.. وأول من يستيقظ… القائد السياسي الذي يعرف كيف يتحدث.. وكيف ينتقي عبارته.. وكيف يقوم بمواساة الآخرين ويشعرهم بأنه موجود معهم قلباً وقالباً.. يحس بهم وبهمومهم وأحزانهم والامهم.. ولنا في قادة المسلمين الأوائل عبرة.

في تقديري أن ممارسة السياسة ليست وراثة ولا صدفة ولا «دعوني أعيش»… ونحن مقبلون على انتخابات رئاسية لفترة جديدة اتمنى من كل العاملين في الحقل السياسي الاهتمام بتأهيل كوادرهم وتدريبها على الأقل في كيفية(الكلام) حتى لايتكرر نفس المشهد الذي كان في الانتخابات السابقة.. وتجدهم يلطمون الخدود ويشقون الجيوب ويرددون (الانتخابات مزورة).

راي : د. سارة ابراهيم
صحيفة آخر لحظة
ت.أ[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. يا دكتورة انا بخالفك لان القائد السياسى موجود ولكن الذين يشاركونه ليست موجودين او ليست ساسة ولا توجد لديهم افكار سياسية بمعنى ساس يسوس انما هى تجمعات من اجل مصالح ربما كانت مشتركة وربما كانت كل هو و جدارتة فى جلب المصلحة او ربما يكون هنالك سياسيون ولكن لا يجدون سانحة لتطبيق الفهم السياسى الصحيح او ليست هنالك رؤية سياسية مشتركة بين الجميع ولذلك كل سياسى يرى بمنظاره الخاص للسياسة او تطبيقها