«تعال بكرة»..عبارة تثير سخط عمال اليومية
العمل مع الأجانب
يفضل كثير من عمال اليومية العمل مع الأجانب أكثر من السودانيين، خاصة في مجال المنشآت، حيث ذكر عصام أنه يفضل العمل مع الأجانب لاحترامهم وتقديرهم لما يقومون به، وكذلك لاهتمامهم بتوفير أجر من يعملون معهم حتى ولو كان ذلك على حسابهم، عكس السودانيين الذين يكثرون من كلمة «أمشي وتعال بكرة».
وقال عبد القيوم إن الأجنبي حتى ولو لم يوفر لك أجرك يخبرك بطريقة فيها نوع من التقدير، فتشعر بأنه في غاية الأسف، الشيء الذي يجعل معظم الناس يعملون معهم، وأنا أذكر موقفاً لواحد من الذين كانوا برفقتنا، حيث كنا نعمل في أحد المحاجر التي كانت شراكة بين رجل أعمال تركي وآخر سوداني، وأراد ذلك الشخص نيل حقوقه بعد تركه العمل، فقال له السوداني أن يحضر في الغد لتسوية أموره المالية، ولكنه أصر على عدم الذهاب، ولكن عندما حضر رجل التركي وعده بأن يسلمه بعد أسبوع كافة حقوقه المالية وعلى الفور اقتنع.
حكي عبد اللطيف عمر قصة شبيهة بالتي ترى في الأفلام، حيث قال: أنجزنا عملاً لأحد الأشخاص في إحدى بناياته، فلما انتهت المهمة طالبنا بمالنا، فطلب منا العودة غداً، ذهبنا وعدنا لكننا لم نجده، فكررنا المحاولة عدة أيام، لكنه كان لا ينتظر وقت قدومنا، وهذا ما دفعنا للذهاب له في بيته بعدما وجدنا أحداً يعلم مكانة، وحدث لنا نفس الشيء.. نطرق الباب وكل من يأتي يفتح الباب يقول إنه غير موجود، فأدركنا أنه يخدعنا، فضاق زميلي في إحدى المرات ذرعاً عندما رأيناه بأم أعيننا يدخل المنزل، ولما طلبنا مقابلته قالت العاملة إنه غير موجود، فما كان من زميلي لا وأمسك بطفله الصغير بقوة وحمله، فما كان من العاملة سوى أن تصرخ فهب من الداخل مذعوراً، فقال له زميلي أن تعطينا حقنا وإلا رميته من أعلى فدخل علي الفور وأحضر المبلغ أعطانا له وطلب منا المغادرة، ولم أنس تلك الحادث أبداً.
وقال أحمد عيسي إنه أتفق على عمل نقاشة لشقة تخص احد جيرانه، فاتفق معه علي الأجر وكانت تحتاج لشخصين، وبالفعل طلبت من أحدهم الحضور والعمل معي لكنه لم يأتِ، وعملت طيلة اليوم وحدي ولم أتوقف إلا في الثانية عشرة ليلاً، ولم أعد للمنزل هذه الليلة، وبالفعل منذ الصباح الباكر باشرت العمل وعند المغرب كنت قد أنهيته وحدي، والشيء الذي جعل صاحب الشقة يحاول أن يقلل من الأجر هو أنه حضر في نفس الزمن الذي حضر فيه من كان سوف يعمل معي، فاندهش الاثنان مما قمت به، حتى سألني صاحب الشقة عن ذلك، فقلت له أني أعمل منذ أمس حتى أني لم أرجع للمنزل، وكان وقتها يحمل المبلغ كاملاً في جيبه، وعلى الفور أنقص المبلغ أمام أعيني، فسألته فقال لي هذا نصيبك، واحتججت بشدة فأعطاني جزءاً وقال لي هذا يكفي، ولم أتركه فقال لي إن ما قمت به من عمل لا يستحق كل هذا المال، فأقسمت له إن لم يعطني حقي كاملاً فسوف أشوه كل العمل الذي قمت به، فأعطاني ما تبقي من المال وهو غير راضٍ بعدما أتفق معي عليه، بالرغم من أنه هو من أختاره.
تبادل الاتهامات
عبد الله قال: تغير الناس وأصبحوا أشبة بالوحوش كل يريد أن ينهش من لحم أخيه، واختفي الصدق من كثيرين، وكذلك الأمانة، فالداخل لجيوبهم غير خارج وإذا خرج يخرج بشق الأنفس.. وكل من يتسلم مالاً من أحد يطمع فيه كله ولا يهتم لأحد. وكنا في السابق نثق في كل من حولنا ونعطيهم المال ويعطوننا، وندينهم المال ويعملون لنا دون أجر، ويستحملون العمل في الأوقات الصعبة، ونحن كذلك نعطيهم ما يحتاجون، وهكذا كان الحال، أما الآن فلم يصبح لتلك الأشياء وجود، فعمال هذا الزمن لا يتعاونوا ولا يصبرون على أحد، الشيء الذي جعلنا نتعامل معهم بالمثل، يعملون نعطيهم لا يعملون لا نعطيهم، وهكذا الحال في السوق الآن.
وقال محمد عبد الله إن العامل إذا أعطيته كل أجرته تقاعس عن عمله وتماطل، وبعضهم يذهب ولا يعود مرة أخرى، ولهذا يتبع معظم المقاولين تلك السياسة في دفع أجور العمال الذين لا يعرفونهم أين يسكنون ولا يعرفون أين يجدونهم، فيجب التعامل معهم بحذر حتى لا يحتالوا علينا، فقد تعلمنا خلال عملنا الكثير من الأمور في ما يتعلق بهذا الجانب، فكثيرة هي المواقف والمشكلات التي حدثت لنا جراء التعامل بثقة مع ناس لا يستحقون ذلك.
صديق علي
صحيفة الإنتباهة
ت.أ