العقوبات الأمريكية على السودان .. ضوء في آخر النفق

تناقلت وكالات الأنباء اصدار المحكمة العليا بمقاطعة ميري مارك في ولاية نيوهامشير الأمريكية قرارا بتعليق العمل بالقانون الذي أصدرته حكومة الولاية بمنع الاستثمار في السودان. هذا القرار الذي وجد ترحيبا واسعا من الدوائر الاستثمارية فى البلاد يتوقع حسب متابعات «الرأي العام» ان تحذو بقية الولايات الامريكية حذو مقاطعة ميري مارك في ولاية نيوهامشير الأمريكية.
ورحبت وزارة الاستثمار والمجلس الاعلى للاستثمار بقرار مقاطعة ميري مارك في ولاية نيوهامشير الأمريكية والقاضي بتعليق العمل بالقانون الذي أصدرته حكومة الولاية بمنع الاستثمار في السودان بزعم وجود إبادة جماعية.
وأشادت الدوائر الاستثمارية بمساعي المقاطعة وقالت ان هذه الخطوة ستشجع على اتخاذ خطوات اكثر عملية برفع قانون العمل بمنع الاستثمار فى السودان ورفع العقوبات الاقتصادية.
ووصف عدد من الخبراء الاقتصاديين هذه الخطوة بالجيدة والمشجعة لاتخاذ خطوات اخرى اكثر ايجابية فى الفترات المقبلة، خاصة بعد المساعي الجارية لتحسين العلاقات بين البلدين، معربين عن املهم ان يتوج الحوار الجاد بين الخرطوم وواشنطن إلى تطوير العلاقات واعادة المياه الى مجاريها.
منذ العام 1997 فرضت الولايات المتحدة الامريكية عقوبات على السودان، ففى نوفمبر من نفس العام فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على السودان وظلت هذه العقوبات تجدد سنوياً، وشهدت مابعد العقوبات عدداً من العقوبات السياسية وفى الثانى من نوفمبر من العام 2000 أعلنت الولايات المتحدة تمديد فترة العقوبات الاقتصادية على السودان، كما وافق البيت الأبيض على مجموعة إجراءات يتم بموجبها شطب كل من الشركات التي لها استثمارات في السودان من بورصة الأسهم في نيويورك، وتطورت العقوبات الاقتصادية ووقع الرئيس الاميركي جورج بوش فى العام 2007 على قانون محاسبة السودان ومنع الاستثمار للعام 2007 والذي اجازه الكونغرس في وقت سابق. وهدف القانون الى حماية المستثمرين الذين يسحبون اسهمهم من الشركات العاملة في السودان دون اية مساءلة قانونية خصوصاً الشركات العاملة في مجال البترول والطاقة والتعدين والمعدات العسكرية. وبدأت الولايات تطبق هذا القانون ولاية تلو الاخرى بل لم تكتف بذلك وبدأت تحرض الدول التى لديها استثمارات فى السودان بالتوقف والخروج من السودان. وقال رئيس الجمهورية ان هناك عملاً منظماً لمنع الاستثمار في السودان ورغم ذلك نحن من أكثر الدول المستقبلة للاستثمار، وأن الضغوط المتواصلة تأتينا فيما يبدو بنتائج إيجابية لتجنب حظر بترولي استخرجنا نفطنا. وقال البشير فى خطابه الذي ألقاه بمناسبة اعياد الاستقلال أخيراً اننا نجحنا في تصنيع أسلحتنا ومعداتنا، وذلك ما شهده العالم في الاستعراض العسكري احتفاء بذكرى يوم استقلالنا. وزاد إننا نتعايش مع الضغوط التي تصبح بمثابة حوافز لنا. إلا انه وبعد تقلد باراك اوباما مقاليد السلطة حديثاً حدث انفراج كبير فى علاقات البلدين وفى خطوة استباقية لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان خاصة بعد التكهنات الاخيرة بالمساعي الجارية لرفع العقوبات الاقتصادية على السودان من قبل امريكا الاستثمارية بعد طرح الإدارة الأمريكية الجديدة واتجاهاتها نحو تحسين علاقاتها مع السودان.
عبد الرؤوف عوض :الراي العام