تحقيقات وتقارير

الممنوع مرغوب: خرق الطلاب لـ “اللوائح الجامعية”.. عدم نضوج أم تمرد

[JUSTIFY]داخل حرم الفرع الجنوبي لجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا، استرعت انتباهي عبارة كُتبت على مُعظم المقاعد، وهي (الرجاء الجلوس الصحيح على المقعد)، لكن الطريف في الأمر أن الغالبية العظمى من الطلاب يفعلون عكس ما تُشير إليه اللافتة. وكل اللافتات الأخرى التي شاهدتها، فواحدة تنادي بالالتزام بالمظهر العام وعدم الانجراف وراء موضات (السستم وأديني حقنة) وأخرى تدعو للمحافظة على البيئة الجامعية والسلوك الحضاري مع مراعاة الضوابط والشروط التي ينبغي توفرها في الطالب الجامعي مثل حضور محاضرات، ورغم ذلك يُصر الطلاب على خرقها. وقال أحد الطلاب الذي استطلعتهم (اليوم التالي)، وهو جالس بطريقة غير صحيحة: “شايف وعامل فيها ما شايف”.

فلماذا يتعمد الطلاب خرق القوانين؟ وهل لديهم مبررات على تصرفاتهم!! بالإضافة لرأي الجامعة في الأمر.

شفاتة ونوع من الرجولة

ألقى الطالب عثمان خوجلي (هندسة نفط) مبررات جلوسه على المقعد بهذه الطريقة على شماعة اتساخ المقاعد سلفاً، وعدم أهليتها للجلوس في كثير من الأحيان. واسترسل قائلاً: فلو كان المقعد نظيفا لما تجرأت على أن أكون أحد العوامل المسببة لاتساخه، وأنا شخصيا أجلس بهذه الطريقة حتى لا أُلوث ملابسي، ورغم أني أدرك تماما عدم صحة هذا السلوك إلا أنني أراه عاديا، وذلك لأن كل الجامعة تجلس بهذه الطريقة.

ووافقه زميله في ذات القسم عثمان معاوية، مضيفاً: بجانب اتساخها فنحن نريد الجلوس بالشكل المريح لنا، ولا أعتقد أن هناك متضررين من جلوسلنا بهذه الطريقة.

مخالفات عفوية

ويرى الطالب محمد سر الختم (جامعة السودان) أن خرق اللوائح والقوانين الجامعية لا ينبع من سلوك متعمد، بل يأتي بطريقة عفوية. واسترسل قائلاً: في كثير من الأحيان يفتح الشباب زرائر أقمصتهم داخل القاعات تعبيراً عن ضجرهم من الحر وردة فعل لا شعورية عن حرارة الجو المرتفعة التي أسالت عرقهم، محاولين تجفيفه بهذه الطريقة، أو كسيرهم على (النجيلة) رغم أن هذا التصرف يتلف الزرع، ويحد من نموه بالشكل الصحيح، ولكني أجزم أن نية من يتصرفون كذلك هي اختصار الطريق ليس إلا، وحتى جلوسهم بصورة خاطئة على (البينشات) الغرض منه راحة أنفسهم وليس إتلاف المقاعد وتلويثها.

وخالفته الخريجة أميرة مصطفى (محاسبة النيلين) الرأي، قائلة إن ارتفاع درجة الحراة ليست مبرراً يسمح للشاب باستعراض صدره تعبيراً عن الحر داخل أو خارج سور الجامعة، واعتبرته سلوكاً غير مهذب.

مراهقة وعدم نضج

قالت آلاء فتح الرحمن (اقتصاد النيلين): من مظاهر خرق اللوائح مواكبة الموضة غير اللائقة، التي لا تشبه قيمنا، كارتداء الفتيات لـ (حبيبي شطفني) أو لبس الأولاد لـ (السيستم وأديني حقنة)، كما أن اصطحاب الفتيات للأطفال إلى الجامعة بغرض (الفسحة) والترفيه، هو نوع من تسبيب الضجيج والإزعاج في الجامعة، خصوصا وأن بعض الطلاب مراهقون ومزعجون ولا يختلفون عن الأطفال في شيء ممن يركضون في ردهات الجامعة ويتمازحون بالضرب و(الكواريك)، رغم أن صغر السن ليس مبررا لإزعاج الآخرين، أما بالنسبه للترويح عن الصغار في حوش الجامعة فيمكن قبوله، إذا كان في الأيام الدراسية قليلة المحاضرات ولفترات قصيرة.

أما الطالب حامد عبد المنعم (المستوى الرابع هندسة) قال إن بعض الطلاب يلجون جامعاتهم وهم يرتدون (السفنجات) ليس لعدم امتلاكهم لحذاء مقبول بل كسلاً من ارتداء (الجزمة)، وفي بعض الأحيان يكون تمردا عل روتينية ورتابة مظهره، وبالنسبة لفتح الزراير، فإنها أصبحت موضة، فبات الشاب يرتدي (فنيلة) ملونة داخل القميص ويكمل الطقم بحذاء بنفس لون رسومات الفنيلة (عشان يورينا أناقتو)، وعن الجلوس على النجيلة أضاف حامد: نعلم أنه تصرف خاطئ، ولكن الضرورات تبيح المحظورات، ففي كثير من الأحيان يكون المسجد ممتلئا أو مغلقا ونُضطر للصلاة فيها، وأيضاً عندما نريد شرح مسألة ما ويكون عددنا كبيرا كذلك نفعل ذلك.

أستاذة جامعية

وترى الدكتوره تقوى أحمد موسى، أستاذة بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا، قسم الهندسة أن القوانيين واللوائح تنظم العلاقة بين الطالب والجامعة، وخرقها يسبب خللاً في البيئة الجامعية، فعندما يجلس الطالب بطريقة غير صحيحة على المقعد، واضعاً قدميه على موضع الجلوس، فإنه يتسبب في تلويث ملابس من سيأتي بعده، وبالتالي لن تكون ملابسه طاهرة ليصلي بها، وهذا سلوك في منتهى الأنانية، فهو يبحث عن راحة نفسه على حساب الآخرين، رغم أن ذلك قد يكون دون قصد منه، لذلك وضعت الجامعات هذه اللوائح لتنبيه الطلاب. وتستطرد دكتورة تقوى: الالتزام بلوائح الجامعة هو سلوك حضاري يعبر عن شخصية كل فرد، داعية الطلاب للالتزام بها.

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]