د. نافع .. هل يبحث عن دور جديد ..؟!
أنا كمهندس أعرف أنّ مصمم أي برنامج لا يكون جزءاً من تشغيله، ولكنهم ما زالوا يحاولون التأثير على تنفيذ هذا البرنامج، وإصرارهم على ذلك وهم خارج التوصيف الرسمي للقيادة ربما أضعف قدرتهم في القضايا اليوميّة، مما سيصرف نشاطهم لتصفية الحسابات، وأشار إلى أن وجودهما سيؤدي إلى مزيد من إفساد البيئة ويعجل بالتخبط والانهيار، وقدم لهما نصيحة مباشرة وطالبهما أن يبتعدا ويتركا البدائل الجديدة لتقوم بدورها كاملاً دون مؤثرات قديمة.
وواضح جداً أن نافع لم يعر نصيحة قوش أدنى اهتمام – إن لم يكن سخر منها – واعتبرها – كلام إنشاء – تلك العبارة المحببة إليه والتي يستخدمها كثيراً داخل مؤسسات الحزب عند تعليقه على كل عمل لا يجد عنده الرضا والقبول.. المهم جداً أن نافع فاجأ الرأي العام بتصريحات غاية في الخطورة والأهمية والدقة وتحدث عن رؤية الحزب المستقبلية وتحالفاته المستقبلية وعلاقته بحزب الأمة والتي نسف فيها نافع تحركات الأمين السياسي للحزب الهمام/ حامد ممتاز. مكمن الغرابة في تصريحات نافع أنها كانت في تنوير خاص «والذي يفترض أن لا تخرج تفاصيله للعلن» ولكن ربما كان قدر نافع ومعاونيه أن لا يمضي الأمر «هادئاً» كما رتبوا لذلك وتفاجأوا بأن الحديث فلت من السرية إلى عدد من الصحف منها ألوان والأهرام في نسختيهما السبت الماضي، ويلاحظ هنا اختيار يوم العطلة بعناية فائقة رغم أن نافع يشكو قلة المهام وذلك أن النشاط السياسي في ذلك اليوم يحظى بحضور مقدر وبتغطية صحفية محترمة إن كان النشر متاحاً.
الحديث الذي أدلى به نافع يخال لك أنه خرج من بين شفتي نائب رئيس الحزب البروفيسور إبراهيم غندور أو يصور لك بأن الرجل لا يزال ممسكاً بمقاليد الأمور في الحزب، ويتناقض ذلك تماماً مع شخصية نافع نفسه والذي ظل كثيراً وفي أوقات سابقة يعيب على قيادات الحزب تجاوزها لأدوارها المرسومة، وكثيراً ما كان يُنفي من يلبس جلباباً غير مقاسه. فضلاً عن محاولات مستميتة من البعض كي يلعب مجلس الأحزاب السياسية الأفريقية الذي يقوم على ولايته نافع أدواراً تبدو خصماً على الحزب، ما يجعل عدداً من الأسئلة تستحق الطرح وتبدو مشروعة على شاكلة ما الذي استجد الآن؟.. ومن أي منصة ينطلق نافع لتوجيه بوصلة الحزب؟.. والسؤال الأكثر أهمية من المسؤول عن تنظيم لقاءاته السرية على غرار لقاءاته السابقة التي كان يدعو لها عدداً محدوداً من الصحفيين المقربين إليه.. وتستحضرني هنا غضبة الكاتب الصحفي المرموق إسحق فضل الله على تغييبه من اللقاءات التنويرية التي يعقدها الوطني.
وكذلك من فوض نافع للتحدث لدرجة عقد لقاءات تنويرية.. وهل المقصود وضع متاريس في طريق البروفيسور غندور؟.. لأن كل ما ذكره نافع يصب في صميم عمل غندور ما يوحي لك وكأن نافع يبحث عن دور جديد أو محاولة منه لتكذيب رؤية قوش الذي قال: «إن انسحاب قادة أساسيّين في الإنقاذ، تاركين خلفهم هذه التركة الثقيلة، يمكن أن يوصف بأنّه أسوأ خاتمة لهم في كابينة القيادة».
وواصل نافع مزاحمته لغندور بتصريحات جديدة حملتها صحف الأمس كشف من خلالها البرنامج الإنتخابي للرئيس البشير.. ومهما يكن من أمر إذا كان غندور يعلم بطريقة لعب نافع الجديدة المعروفة في كرة القدم «رجل لرجل»، أو الإيمان بالمثل الشائع «النسى قديمو تاه» فذلك يستوجب من قيادة الحزب مراجعة أوراقه.. وإن كان «البروف» لا يعلم فثمة سؤال ماذا تبقى له من مهام؟
صحيفة آخر لحظة
اسامة عبد الماجد
ت.إ[/JUSTIFY]