رأي ومقالات
يوسف عبد المنان : “رزق” مالك عليهن!!
رفعت حاجة “مريم” يديها إلى السماء وهي فقيرة معدمة تعيش على كدحها وحلال ما كسبت يداها، أن يحميها وأخواتها من شر حاسدٍ إذا حسد ومن شر السلطة.. وبطشها ودعت بمرارة للحكومة حتى فاضت دموعها وتنهدت عميقاً ورددت الحمد لله على كل حال!!
الشيخ “كمال رزق” في منبره الأسبوعي بأكبر مساجد الخرطوم يقف يومياً ضد التسوية السياسية للحرب الدائرة في الأطراف.. ويحرض على استمرار القتال.. ولا يترك ضحايا دعوته يأكلون من خشاش الأرض.. يحرض عليهم السلطة لمحاربة البؤساء في أرزاقهم.
بقلب لا يرحم.. ونفس لم تتذوق يوماً طعم الحرمان ولا مرارة الفقر.. ولا من بين أسرته وعشيرته من يمتهن صناعة الشاي لإعالة أسرة فقدت عائلها.. بائعات الشاي سيدي الإمام “كمال رزق” أشرف وأطهر من الذين يقتاتون على حساب الشعب.. وبائعات الشاي أكثر عفة من أخريات يتصيدن السيارات الفارهة ويقفن في الطرقات العامة، يبحثن عن المتعة الحرام وليلة واحدة تعادل دخل وعائد بائعة شاي في شهر كامل.
يغض “كمال رزق” بصره عن حرامية القروض الأجنبية والحاصلين على (الكومشنات) من واردات ضروبات الحياة.. ولا يدعو للرحمة ومساعدة الأغنياء للفقراء ولا يحرض الحكومة على السياسات الاجتماعية (القصدية) من أجل إنعاش اقتصاديات المجتمعات المحرومة من التنمية، ولا يرفع الرجل رأسه للسؤال عن الأسباب التي تجعل كل بائعات الشاي من ولايات محددة من السودان ومن مجموعات قبلية بعينها، ولكن (مولانا) “كمال رزق” يدعو لحرمانهم من كسب حلال وعرق جبين ولا يسأل نفسه العار في فشل الحكومة في توفير كسب العيش وتجفيف منابع الدم أم العار في بروز إفرازات ما صنعت الحكومة؟؟
السيد “كمال رزق” يشنق جثة المقتول ويتلذذ بتساقط لحمها.. ويبرئ خنجر القاتل كما يقولون في الأثر القديم.
المجهر السياسي
خ.ي
انها دولتك الرسالية يا يوسف , لماذا تستغرب الان بعد مضي 25 عاما” ان تتحول الى دولة قلة يتحكمون فيها بالسلطة و الجاه مهما تقلبوا بين الحكومة و المعارضة و في الحالتين هم من القلة المستأثرة على كل شئ و البقية من اغلبية الشعب تعيش على خشاش الأرض !!.
انها دولة الرسالة التي بذلتم الغالي و الرخيص حتى تحكموها, فمن يزرع الشوك لا يحصد به عنبا” ! .