ما تداعيات هجوم باريس على الجاليات المسلمة في اوروبا؟
وعقب الهجوم قررت الحكومة الفرنسية رفع التأهب الأمني إلى أقصى درجاته في العاصمة ونواحيها، كما وضعت مقرات وسائل الإعلام والمجمعات التجارية تحت حراسة أمنية مشددة.
وطبقا لشهود عيان فقد اقتحم مسلحان اثنان مقنعان مقر الاسبوعية وأطلقا النار على الصحفيين وهم يهتفان “الله اكبر… انتقمنا للرسول” ثم لاذا بالفرار. ولا تزال الشرطة الفرنسية حتى مساء الأربعاء تبحث عنهما.
ويعد هذا الهجوم الأعنف من نوعه الذي يستهدف مؤسسة صحفية في فرنسا ويخلف هذا العدد من القتلى بين الصحفيين. وقد توالت عبارات التنديد بهذه الجريمة من مختلف عواصم العالم.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم إلا أن كل الدلائل تشير الى أن لمنفذي الهجوم ارتباطات بتيارات اسلامية متشددة قررت الانتقام من الصحيفة التي سبق لها أن نشرت أكثر من مرة رسومات اعتبرت مسيئة للإٍسلام والنبي محمد أثارت ردودا غاضبة في العالم الإسلامي.
وكان مقر الصحيفة نفسه قد تعرض قبل 3 سنوات لهجوم بقنابل حارقة.
وتتميز صحيفة شارلي إيبدو الأسبوعية الساخرة بأسلوب يتحدى معتقدات الأديان الرئيسية دون خوف أو محاباة ويعتبره أتباع تلك الديانات استفزازا.
ويضع رسامو الكاريكاتير والكُتّاب في الصحيفة نصب أعينهم السياسيين والمشاهير. وكانت آخر تغريدة أدرجت على حساب الصحيفة على موقع تويتر رسما ساخرا لأبي بكر البغدادي أمير تنظيم الدولة.
وعلى مدى تاريخها منذ تأسيسها عام 1970 مثل صحفيو الصحيفة ومسؤولوها في عدة مناسبات أمام القضاء بتهم التشهير، وفي فبراير/شباط 2006 أثارت جدلا واسع النطاق عندما أعادت نشر اثنين من الرسوم الكاريكاتيرية الدانماركية المسيئة للنبي محمد، تلتها مظاهرات واحتجاجات في بعض الدول الاسلامية أسفرت عن مواجهات أودت بحياة مئات الأشخاص.
يذكر أن تنظيم الدولة الاسلامية هدد مرارا وتكرارا باستهداف العواصم الغربية والدول الأخرى المتحالفة معها بسبب مشاركتها في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم في العراق وسوريا.
عملية باريس والعنف الذي شابها أصاب العواصم الغربية بالذهول ومن شأنها أن تعيد الى الأجواء شعورا بالخوف من الاسلام والمسلمين في المجتمعات الغربية وقد تعرض الجاليات المسلمة فيها لعمليات انتقام محتمل.
BBC
[/JUSTIFY]