رأي ومقالات

محمد الطاهر العيسابي: تاريخ الصلاحيّة !!


شاهدت بالأمس مقتطف من برنامج بقناة الشروق إستضاف الأمين العام لجمعية حماية المستهلك وشرطة أمن المجتمع ، فيما يخص ( اللحوم ) ، وقد أكدت شرطة أمن المجتمع بعدم إثبات لحوم ( حميّر ) معروضة بالأسواق أو خارج الأسواق وحتى الصور التي تناقلتها مواقع التواصل الإجتماعي لم تثبت المعامل بأنها ( لحوم حميّر ) كما تم الترويج لها ، وهذه تطمينات جيّدة للمواطن .ولكن ما يجعلك ترفع حاجب الدهشة ، بعض الفراخ المنتهية الصلاحية والتي تباع ( مشويّة ) في بعض المطاعم ، وهذا للأسف ما يندي له الجبين وخبر يقلق الجميع كماهو مؤشر قبيح لغياب الوازع الديني والضمير من قِبل هؤلاء الباعة ، ويتطلب درجة وعيّ عالية من المواطن البسيط ، ليحمي نفسه من ضعاف النفوس الذين يجعلون من ( بطون الناس ) مكب للنفايات ، في سبيل الكسب الرخيص المؤذي للمستهلك .
ونحن عموماً تنقصنا ثقافة التسوق والتسويق ، فكثير من المواطنين لايكترثون لتاريخ صلاحيّة المواد الغذائية المعروضة بالأسواق أو المفروشة على قارعة الطريق ، وكل مايهم السعر أحياناً ، أو بسبب العجلة من أمرنا ، والبعض من المواطنين البسطاء يجهلون حتى تاريخ صلاحيّة السلع ويعتقدون أن أي منتج صالح إلى ما لانهاية ويخدعهم غالباً ( التغليف ) والتعليب الجاذب البريق .
وحتى ان السؤال عن تاريخ الصلاحيّة يجعلك في أعين ( البعض ) مترفعاً أو من طبقة برجوازية تهتم ( بسفاسف ) الأمور ومن المؤسف غياب هذه الثقافة وسط كثير من المستهلكين .فالملح و ( الدكوة ) و البامية ( الجافة ) وكثير من المواد الغذائية التي لايكترث لها في العادة عامة الناس لها تاريخ لصلاحيتها قطعاً ، وليس هناك تاريخ صلاحية مدى الحياة !
وفترة الصلاحية هي المدة الزمنية (Shelf life) أو عمر التخزين أو فترة الحفظ قبل البيع ويختلف مصطلح فترة الصلاحية عن تاريخ الانتهاء ؛ يتعلق المصطلح السابق بجودة الغذاء أما اللاحق بسلامة الغذاء .
قد يبقى المنتج الذي تجاوز فترة الصلاحية الخاصة به آمنا نوعاً ما حسب ظروف العرض والتخزين ، وأما جودته فلم تعد مضمونة أكثر من ذلك ، كما تعتبر فترة الصلاحية بالنسبة لبعض الأغذية عاملا مهما في الصحة ، فالملوثات البكتيرية موجودة في كل مكان ، والأغذية التي تترك غير مستخدمة لفترة طويلة ستكتسب كميات كبيرة من المستعمرات البكتيرية في غالب الأحيان ويصبح من الخطر التهامها مما يؤدي للتسمم الغذائي .
ومن أخطر ( تواريخ الصلاحيّة ) التي لاينتبه لها المستهلك ( إطارات وبطاريات السيارات ) فقد تشتري إطار سيارة ( جديداً ) ولكنه للأسف منتهي الصلاحيّة ، وهو مايؤدي إلى إزهاق كثير من الأرواح . لجميع ( إطارات السيارات ) تاريخ إنتاج وصلاحية عبارة عن أربعة أرقام ( الأول والثاني ) من اليسار هما رقم الأسبوع والرقم ( الثالث والرابع ) يدلان على سنة الصنع . وحسب المواصفات فإن فترة صلاحية الإطارات لا تزيد من تاريخ الإنتاج إلى تاريخ البيع للمستهلك على 24 شهراً بالنسبة لإطارات السيارات الصوالين والحافلات والشاحنات الخفيفة و 30 شهراً للشاحنات الثقيلة ، ولإطار السيارة أيضاً أقصى سرعة يمكن أن تستخدم عنده موضحة ( بأكواد ) ، وكذلك أقصى درجة حرارة يتحملها مقسمة على ( ثلاث ) فئات ( ABC ) بدرجات حرارة متفاوتة فأنسب الفئات التي تتحمل درجات طقس السودان هي الفئة ( A ) تليها الفئة ( B ) أما ( C ) فهي تستخدم في درجات الحرارة المنخفضة .
ففي ظل غياب الضمير والرقابة ، ولسلامتكم وصحتكم انتبهوا لتاريخ الصلاحية والإنتهاء . وإلى لقاء ..

بقلم : محمد الطاهر العيسابي
[email]motahir222@hotmail.com[/email]

صحيفة السوداني