منوعات

رحيل الحوت والانتهازية الأصدقاء والمقربون.. تجارة حسابات الربح والخسارة

[JUSTIFY]لم تشهد البلاد طوال عهد من الزمان، وطول تاريخها الغنائي السوداني حالة من الحزن والعنف مثل التي اجتاحت البلاد بسبب الفاجعة كتلك التي شهدتها البلاد عقب إعلان وفاة الفنان محمود عبد العزيز. والتي تسببت في إحداث حالة من الارتباك في كل انحاء السودان، وازدحام مروري خانق داخل ولاية الخرطوم بمدنها الثلاث، ويعد واحداً من أكبر مواكب التشييع في البلد التي أمتها أعداد كبيرة من المثقفين والعامة من النوعين وكافة المراحل السنية، ووجدت اهتماماً غير إعلامي غير مسبوق.

ولأن الفنان له قاعدة جماهيرية كبيرة تداول الناس الخبر وكل ما تلاه بشغف، وكان بمثابة الموضة التي غشت كل الشباب السوداني الذي توشح حالة الحزن وجعلها في ملبسه ومأكلها وانتظمت البلاد حالة ما تعرف بالحزن على وفاة محمود عبدالعزيز.

وسرعان ما ظهرت على السطح مجموعة من المتاجرين برحيل الحوت والذين يحاولون التكسب من الحالة التي انتابت الناس، فظهر للراحل قرابة المليون صديق ادعوا جميعاً أنهم مقربون منه، وأصبح الفنان الذي عانى في المستشفى كثيراً لتوفير قيمة مغادرته البلاد للعلاج، واحد من أكثر الناس اصدقاء واقرباء، بل حتى وصل الأمر أن ظهرت صور نساء على بعض وسائل الاتصال يدعين الزواج من الراحل، وازداد عدد مقلديه من المغنين حتى شارفوا على المائة فنان، وهو ما بات أشبه بالتجارة والمتاجرة.

وجوه غريبة مصعب محمود عبد العزيز ابن الراحل وواحد من الذين ظلوا بقربه حتى لحظاته الأخيرة قال: (تفاجأتُ بوجوهٍ غريبة وأناس لا علاقة لنا بهم ولم أرَ أحدهم مع والدي، ولم يحدثني يوماً عنهم، ولا حتى من ذلك النوع الذي يطيقه أبي، لكنهم قالوا بعد رحيله أنهم اصدقاءه).

إذن هي ادعاءات غريبة؛ تستغربها حتى عائلة الراحل نفسه وترى فيها كثيراً من الغرابة وتشعرها بالحزن.

مصعب أضاف: (والغريب إنو في ناس بدت تشحت بإسم الأسرة وتطلب دعومات، وتعلن عن إقامة حفلات جماهيرية ليست لنا بها علاقة نهائياًً، وتظهر في الاعلام بإسم الراحل طلباً للشهرة.

وهذا جانب آخر وهو أن البعض كان يبحث عن الربح المادي من خلال وفاة محمود، بينما البعض يبحث عن الظهور والشهرة من خلال إدعائه صلة قرابة أو صداقة تجمعه بمحمود.

قمة الانتهازية الإعلامي خالد الوزير قال لنا: (إن محمود عبد العزيز كان بحاجة لكل هؤلاء حينما كان على فراش المرض، وأن القلة القليلة فقط هي التي كانت معه تسانده وتدعمه معنوياً ومادياً في لحظات مرضه، لكن أغلب الذين يظهرون الآن على الشاشات ويدعون أن محمود صديقهم المقرب هم تجار وانتهازيين).

الحالة في وصفها العام قد تعد انتهازية، وقد يراها البعض على انها تجارة رابحة جداًـ وقد يكون البعض مريضا نفسياً لذا تجده يبحث عن الشهرة عن هذا الطريق، والبعض له مآرب أخرى .

أيمن كمون
صحيفة التغيير
ت.أ[/JUSTIFY]