“عدسات ناعمة” التصوير النسائي.. أحساسيس أنثوية “مكشوحة” في الأسافير
للفتيات شغف عظيم بالتصوير يصل في بعض نواحيه حد الهوس، لكن يظل هذا العشق الأنثوي المدلوق على الأسافير محض هواية فقط، فيما خلا بعض الحالات النادرة التي ارتقت إلى احتراف.
من الأسافير إلى الأرض
لكن الملاحظ أن بعض من المصورات اللاتي يتخذن الأسافير خاصة (حوائط) فيس بوك صالات بعض لأعمالهن يضربن بهذه عرض الحوائط بلقطات مأخوذة بكاميرات هواتفهن الجوالة، فتأتي باهتة بعض الشيء وغير احترافية، إلا أن ذلك لا ينفي أنهن بدأبهن هذا ساهمن في توثيق المشاهد واللقطات الجميلة وكسرن تابوهات نشر الصور حتى (الشخصية)، وبالتالي وضعن المفاهيم التقليدية على شفير الهاوية، ورويداً انتقل بعضهن بفعل تلاشي الخوف لمصورات محترفات يمارسن المهنة على الأرض كمنسوبات (موظفات) لدى محلات المناسبات التي صارت لا (تتورع) في التعاقد مع الفتيات مصورات.
()
وفي السياق، تقول (تمني محمد): إن وجود أجهزة الجوال المزودة بالكاميرا والتكنولوجيا التي تتوفر على برامج التصميم تخرج الصورة بشكل جميل وبدقة عالية بجانب الفتوشوب الذي عمل على دبلجة وتغيير الصور كما تشاء، ساهم بشكل كبير في انتشار التصوير بين الفتيات، ومن المعلوم أن حبهن للتصوير والتوثيق بات كبيرا، وعزت تمني احتراف التصوير لدى بعض الفتيات إلى الانفتاح الكبير لمجتمعنا في السنوات الأخيرة الذي توج بالتعاقد مع محلات مناسبات لتصوير حفلات الحنة المغلقة والجرتق ورقص العروس من باب أن يكون مرجعا لذكرى جميلة في قلوبهم يوما ما، كما أن التصوير بات أمرا يتقبله الجميع دون محاذير خصوصا في بعض شرائح المجتمع الراقية التي تستدل بالتطور التقني وتغيير بعض القناعات من ضمنها الكاميرا.
أكثر من موهبة
يتحدث أهل الشأن عن الظاهرة، حيث تقول أمل النو – مصورة فتوغرافية: كانت في البداية هواية دعمتها بالدراسة وصقلتها بالاحتراف، حيث بدأت التصوير من داخل العائلة ومن ثم المناسبات الخاصة للمعارف، حيث تضيف رغم رفض المجتمع في بداية الأمر وصعوبة تحقيق القرار، إلا أن الاحترام الذي تم إبرازه كان شافعا لنا كفتيات في إثبات أن الفتاة يمكنها أن تؤدي دورها دون أن تتعرض لمواقف سخيفة أو مضايقات من الناس بزيها المحترم ورسميتها في التعامل مع الناس أثناء أداء الواجب، وتورد أمل أن التصوير أصبح فناً محترماً بفضل الإمكانيات والقدرات التقنية التي تم ابتكارها مؤخرا، أمل تعرض لموقف تراه الأكثر سخفا أثناء تصوير لمشاريع التخرج الذي تم تصويره في ميدان جاكسون بسبب طلب إذن التصوير، وتشير أمل أنها عملت في عدد من المؤسسات الإعلامية منها قناة إكسير مع داليا الياس، بجانب تغطية المؤتمرات وتصوير الإعلانات والحفلات الخاصة، بجانب التصوير تحترف أمل التصميم والإخراج. أمل رفضت تماما فكرة نشر الصور – خاصة صور الزفاف – على صفحات المصورين على الفيس بوك، لأن المرأة ربما تكون في حالة ستر غير تامة، بجانب تخبط بعض المصورين في التقاط بعض الصور دون النظر لجودتها وإضاءتها، كما رفضت أيضا إنشاء صفحة خاصة بها على الفيس بوك للتواصل فربما تاخذ مواعيد لعرض أعمالها.
أهداف جميلة
غدير حمدي التي درست جامعة السودان كلية الفنون تعلمت التصوير نظريا ثم احترفته من بعد، فهي تعمل الآن في تحضير دراسة الماجستير في التصوير، غدير استطاعت أن تميز بين الهواية والمهنة، إلا أنها لم تحترف التصوير مهنةً، لكنها شاركت في العديد من المعارض والمسابقات، فهي تعشق التصوير المزاجي تبعا لراحتها النفسية، غدير رغم وصولها للاحتراف، إلا أنها تفضل المشاهدة أكثر لصقل موهبتها ولمعالجة صورها التي تلتقطها وتجودها من حيث الإضاءة والجودة.
اليوم التالي
خ.ي