أحمد سالم السوقطري ممثلا لقناة الجزيرة في مطار الخرطوم لأوَّل مرة
في غالبية زيارات الضيوف القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، يلجأ معظمهم إلى أقرب الفنادق لأخذ راحتهم في بلاد السودان، لكن السوقطري الذي يمثل الجيل الثالث للقناة بدا متحررا من البروتوكول الخليجي، وتناول “شية الضأن” بشهية كبيرة، وناقش في الأدب والثقافة والسياسة؛ فهو شاب موسوعي وسادن للهم العربي.
داخلياً، ترتكز العبقرية السودانية على إرث تليد في مؤسسات البناء العربي، السياسية والإدارية منها والإعلامية، وبنت العقول السودانية المجد العربي داخل وخارج بلدها، بكل اقتدار، ومنحها ذلك شرف أن تنال التقدير والاحترام.
يبدأ النخب في أوطانهم دائما بالهم الإقليمي، فالمشروعات الوطنية عندهم دائما تتشكل وفقا للخارطة الكبرى، ولا تختلف تقديراتهم حول هموم وأوجاع الأوضاع السياسية والاقتصادية، فسالم وهرون والكباشي اتفقوا جميعا على أن الأزمات الماثلة هي نتاج لتخلق اقتصادي كاسح، يمنح الاستقرار في الطيف الخليجي النفطي، بينما ينعدم الأمن عند الدول التي تحاول تسلق صخرة الاقتصاد، للوصول إلى القمة بلا جراح، يقول الكباشي مدير قناة الجزيرة في الخرطوم إن السياسة أصبحت مصدرا للرزق، أكثر منها ممارسة لتحقيق تطلعات الشعوب، ويمضي المسؤول في وظيفته حوالي ثلاثة عقود، متنقلا بين الوظيفة والأخرى، لتحقيق كفايته من المدخرات المالية والأعمال، بينما يستقبل وطن كامل مزيدا من الجراح.
ويستل هارون من بين حديث الكباشي مقاربة أخرى ترى أن الدول العربية، والخليجية بالأخص، تنازلت عن الحقوق السياسية وحالة الصراع عندما تحققت كفايتها، ويذهب مدير مركز السلام أكثر ليؤكد أن بلدان الديمقراطيات الكبيرة لا تتفق على العملية الديمقراطية لكونها منفذا للتعبير السياسي فقط، بل لكونها مصلحة حقيقية شاملة، تقتضي المحافظة عليها لاستدامة الوضع الاقتصادي، قبل السياسي، ويعيد هارون إنتاج فكرته مما أسماه بـ(تململ بدأ ينتاب الشارع السوري بسبب إطالة امد الثورة والنظام، ولا يهمه تحقيق الانتصار لأيهما)؛ ففي تقديره أن المواطن السوري بدأ يشعر بالملل حتى أنه قد يرضخ لعودة نظام الأسد في حال ضمان عودة الاستقرار للبيت والأسرة ومفارقة حيوات اللجوء والنزوح والصدام.
لا تنفصل زيارة السوقطري عن العلاقة القطرية السودانية، فتبدو أريحية البيوت السودانية في الأفراح والأتراح مثلما هي في صالونات الدولة وردهات العلاقات المشتركة، لكن الشاب القطري الذي درس الإعلام في قطر والإدارة في لندن تشده فكرة تحقيق الطفرة الهائلة في عملاق الشاشة التلفزيونية، وهو يقارنها بشبكات الأخبار العالمية الـ (سي إن إن)، وينفي على الدوام تورط الجزيرة في مساندة أي مشروع أيدولوجي، إنما تساند حقوق الإنسان، كما يقول.
اليوم التالي
خ.ي