رأي ومقالات

عثمان ميرغني: تصدير.. الشمس السودانية..!!

أحاول منذ أسبوع كامل الحصول على أنبوبة غاز ولكن بلا جدوى.. يبدو أن البلاد تمر بأزمة حادة في غاز الطبخ.. ولم تقدم الحكومة تفسيراً رسمياً حتى اللحظة.. وأبلغني بعض المواطنين في الولايات أن سعر أنبوبة الغاز ناهز المائة جنيه.. وحتى بهذا السعر المهول غير متوفر..
في رأيي هي مناسبة (غير سعيدة بالطبع) للنظر في اتجاه آخر.. نحن نملك أكبر وأضمن مصدر طاقة.. الشمس.. لماذا لا نطور استخدامنا للطاقة الشمسية.. لا أقول بديلاً للغاز بل لمنافسة الغاز وتقليل الطلب عليه إلى أدنى حد ممكن.
قبل أيام زارني في مكتبي الدكتور صالح حمدتو خبير الطاقة الشمسية.. ودعاني لزيارة ورشته التي تصنع مواقد ومعدات أخرى تعمل بالطاقة الشمسية.. ولتأكيد الجدوى العملية للمنتج.. اشترى الدكتور حمدتو كيلو من لحم الضأن وبعض الفراخ.. وفي أقل من ساعة حصلنا على وجبة إفطار شهية للغاية من موقد بالطاقة الشمسية مصنوع بأكمله هنا في السودان..
استخدامات الطاقة الشمسية التي رأيتها في ورشة الدكتور حمدتو كافية جداً لتجعل من السودان أحد الدول الرائدة في استثمار أعظم طاقة خلقها الله لنا.. طاقة الشمس المنيرة التي لا تحتاج عملة صعبة لاستيرادها ولا أية مكونات أجنبية..
تصوروا بالله لو طورنا موقداً بسيطاً تستخدمه مئات الآلاف من المحلات التي تبيع وجبة (الفول).. والتي تستخدم الآن الفحم وتبيد عشرات الآلاف من الأفدنة الغابية فتتسبب في تغيرات المناخ وجفاف البيئة وتصحرها.. هذه الفكرة هي الآن متوفرة في ورشة د. حمدتو.. لكنها تحتاج إلى مزيد من التطوير لتكون أخف وزناً وأسهل تنقلاً.. وهو أمر ميسور بمزيد من الإنفاق اليسير في الأبحاث وتجويد مستوى الإنتاج.
هذا في مجال استخدام الطاقة الشمسية في توليد الحرارة.. ولكن هناك مجال آخر رديف لإنتاج الطاقة الكهربائية.. وهو أيضاَ مجرب ولكنه محدود للغاية.. ولكننا في حاجة لتطويره لاستخدامات مهمة مثلاً في مصابيح إنارة الشوارع.. خاصة في المدن.. وهذه المصابيح مهمة للغاية على الأقل من زاوية أمنية لمنع استخدام الظلام الدامس للجريمة الليلية.
يبدو أننا في أحيان كثيرة تكبلنا عقدة الخوف من أنفسنا.. ليس لدينا ثقة في قدرتنا على الابتكار واستنباط الحلول الذاتية.. ولهذا نظل نشتكي ونتباكى في انتظار استيراد حلول خارحية.. لكني على ثقة أن مجال الطاقة الشمسية ملعب مفتوح على مصراعيه لنا.. ونستطيع أن نبز فيه العالم أجمع.. والحمد لله لدينا العقول النيرة.. والخبرة.. ولدينا قبل كل هذا الشمس.. فهي متوفرة طوال العام وبكثرة..
أقترح أن توفر وزارة العلوم والاتصالات (لا أعرف هل تغير اسمها أم لا..) ميزانية سخية لتطبيقات الطاقة الشمسية وتشجع الجامعات لتوفير منح للدكتوراه للبحث وتجويد استخدامات الطاقة الشمسية في السودان..
وسننشر غداً بإذن الله صفحة عن مشروعات الدكتور صالح حمدتو التي أنجزها في مجال الطاقة الشمسية..

عثمان ميرغني-التيار

‫2 تعليقات

  1. تمام يااخ ميرغنى فعلا الطاقه الشمسية خير بدائل الطاقه عندنا فى السودان لتمتعنابالشمس طيلة العام بس بتواجهنا مشكلة ارتفاع اسعار الخليه واجزائهاقبل سنوات الخليه البتشغل لمبات بسيطه وبعض المراوح كانت بالملايين فيجب ان تكون باسعار معقولة لتوطين تلك الطاقه المهمه

  2. احد اصدقائنا يعمل مديرا في احد شركات الطاقة الشمسية بكندا اتفق مع الشركة للقيام بزيارة للسودان لعمل مشروعات طاقة شمسية ولكنه عاد بخفي حنين بعد حفيت اقدامه وهو يدور على مكاتب المسئولين ولم يجد اذن صاغية من احد لان الموضوع ليس فيه …….عرفت الان اين العلة ربنا قيض لهذا البلد من يضع مصلحة العامة فوق مصلحته الخاصة
    ربنا يزع بالسلطان ما لا يزع بالقران اللهم اصلح حال الراعي والرعية واخيرا التحية للعلماء الاجلاء في هذا المجال حيث كان السودان من اوائل الدول التي اهتمت بالطاقة البديلة وانشات قسما خاصا للبحوث بجامعة الخرطوم ولكن لحقه البوار ككل شيء في السودان يبدا فتيا ثم يكل الناس عن المتابعة بحجة شح الموارد