رأي ومقالات
زاهر بخيت الفكى : الجزيرة اجتاحها السرطان وصار يفتك بأهلها وبلا رحمة ..وتمدد السرطان..!!

الله نسأله السلامة منه ومن غيره السرطانات الأخرى المنتشرة بيننا..
ضيفٌ حل هنا وطاب له المقام.. بيئةٌ صالحة توفرت ومناخ يُناسبه..
جاء سعياً إلينا بعد أن وفرنا له مُعينات البقاء..
ها هو الآن يصول ويجول ويتمدد بلا رادع ومن يردع إذ لا تزال الملاريا والبلهارسيا وغيرها من الأمراض المستوطنة بيننا..
فساد استشرى جشع وسرطانات تدخل بلا رقيب.. صناعات محلية السرطان مكون أساسي في موادها الخام.. منتجات زراعية خضروات وفاكهة كثيراً ما كنا نثق فيها، بل كانت داعم أساس للصحة السليمة المعافاة من الأمراض وقد باتت مهدد أساس لصحة الناس في مجتمعنا..
الجزيرة اجتاحها السرطان وصار يفتك بأهلها وبلا رحمة، متوقعة الإصابة به لكل سليم معافى طالما أن المهدد الأساس باقٍ بيننا، ازدادت حالات الإصابة به رغم نُدرة هذا المرض بين أهلنا في تلكم المناطق يوم أن كانت الطبيعة تقف حاجزاً بينهم وبينه وتهب لهم من خيراتها ما يُبقيهم بعيداً عنه هكذا يُحدثنا أهل الاختصاص، الزراعة ومنتجاتها صارت سرطاناً يُقدم لنا في دُورِنا وجبات شهية هكذا نحسبها وقد صارت وبالاً علينا..
للأسف هي الأنانية وحدها التي أسهمت في انتشاره بهذا المستوى الفظيع…
إنه السرطان يُباع وفي قارعة الطريق..
على أرفف المحال التجارية يُباع وما من رقيب..
أطنان من المبيدات القاتلة تسربت الله أعلم أين هي الآن..
المال وجمعه هو المُبتغى وليذهب الجميع إلى الجحيم إن لم يكن الموت فجحيم الاستشفاء منه وما يتبعه من رهق.. وهل من شفاء..؟ البقاء للمال وأهله، نحن من جئنا به واستضفناه وسيبقى بيننا، البقاء لله وحده يا هؤلاء.
سرطان آخر لا تُجدي معه الجُرُعات الكيمائية ولا ما استحدثته معامل الصيدلة من أدوية، ظل ينخر في جسد هذا المواطن البسيط بلا حول منه ولا قوة ربما أخطر وبكثير من بقية السرطانات التي ربما جرعة أو استئصال سريع قبل الانتشار تشفي المُصاب به، أما سرطان الفساد وتبعاته من صراعات وحروب وفقر أصاب الناس بسببها فمثله لا تُجدي معه لا جراحة ولا غيرها إلا الاستئصال ومن يستأصل من..
الجزيرة شفاك الله وأهلك تكاثرت عليك الأمراض وها هي تنخر في جسدك الواهن الذي أرهقته النفوس المريضة وصيرته عليلاً، هذا المرض الخبيث يسرح كيفما شاء يحصد في أرواح الناس فيك ويُرهق من أصابه وما زال على قيد الحياة، شفاك الله من هذا الابتلاء الذي أصابك أيتها العزيزة وأعادك إلى حُضن أهل السودان خضراااااء معافاة من كل سقم..
تباً للأنانية وأهلها..
صحيفة الجريدة [/JUSTIFY]





