“بعيداً عن الملاعب قريباً من الحي” الأمين البرير.. حكايات من ضاحية قاردن سيتي
جلس على كرسي الرئاسة الهلالية في العام 2011م كأصغر رئيس متوج عبر جمعية عمومية تنافست عليها أقوى الشخصيات بالنادي العريق مثل، صلاح إدريس الرئيس الأسبق، والرئيس الحالي اشرف سيد أحمد الكاردينال، وباكتساح فاز الأمين محمد أحمد البرير في تلك الجمعية التاريخية التي شهدت له بقوة الشخصية وعشقه الذي للا يضاهى للهلال، كما عرف عن الرجل أنه شجاع ومصادم وقوي.
ظل البرير الرئيس السابق للفرقة الزرقاء وعبر (15) عاما يقدم للهلال الكيان، وعمل في أكثر من منصب ابتداء من قطاع الكرة عندما دخله عام 1996م منتخباً شرعياً ضمن كوكبة الرئيس الراحل (الطيب عبد الله)، وتفجرت مواهبه الإدارية متميزاً في هذا القطاع محققاً إنجازا لم يسبقه إليه أحد عندما قاد الهلال إلى (6) انتصارات متوالية على نده المريخ، وحينما كان رئيساً للقطاع الرياضي فاز الأزرق بالدوري بفارق (18) نقطة عن المريخ، وواصل عمله في الهلال وبلغ منصب أمين المال لأكثر من دورة مع أكثر من رئيس، بدءاً بالراحل الطيب عبدالله، وطه علي البشير، وصلاح إدريس، وعبد الرحمن سر الختم، والفترة القصيرة لحسن هلال، ومن هذا التاريخ الطويل استمد البرير الخبرة التي أهلته وتوجته رئيساً للهلال.
معارك قانونية
أدار الأمين البرير معارك قانونية ناجحة خارج الحدود، وعاد منها منتصراً في وقت كانت تشير فيه كل التوقعات إلى أنه خاسر لا محالة لتلك القضايا، ولعل أهمها وأكثرها تعقيداً اتهامه بالاعتداء على الحكم الجزائري جمال الحمودي حيث صدرت بحقه عقوبات رادعة من الكاف وعندما ذهب مستئنفاً له تعرض لعقوبة أخرى أكثر قسوة لكنه ذهب بعيداً إلى لوزان حيث محكمة التحكيم الرياضية وعاد منتصراً بعد أن أسقط كل التهم ونسف كل العقوبات التي صدرت بحقه، المعركة الثانية التي كسبها البرير قانونياً خارج الحدود تمثلت في ملحمة قيد المالي سيدي بيه في الكشوفات الزرقاء، حيث فاجأ نادي الملعب المالي الهلال بعد التعاقد مع اللاعب بأن لديه عقد مع النجم المالي فاندلعت معركة شرسة بين الأزرق والنادي المالي، ونصح الاتحاد العام البرير أن يستجيب لابتزاز الملعب المالي وأن يدفع له ما يريد حتى يكسب سيدي بيه لأن تصعيد القضية إلى الفيفا قد يعرض الهلال لخسائر كبيرة، لكن البرير اختار أن يركب الصعاب وأدار معركة قانونية ناجحة، وكسبها بقرار تاريخي من الفيفا أتاح لسيدي بيه التوقيع في كشوفات الفرقة الزرقاء، وبجانب ذلك كسب معركة محلية مع الوزير الطيب بدوي الذي حاول حل المجلس الشرعي.
الوجه الآخر
شخصية الأمين البرير الإدارية تختلف عن طبيعة حياته الخاصة، وفي الوجه الآخر لحياة البرير أجمع الكثير من الناس عن الشخصية الإنسانية له، ويرى البعض أنه من الشخصيات المشهودة لها بالإنسانية في الكثير من المواقف من مساعدة المحتاجين وسباق لفعل الخير، ويشارك الجيران في (الأفراح والأتراح)، وأجمع العديد من جيران الأمين البرير بضاحية قاردن ستي بالخرطوم على أنه شخصية مرحة ويتعامل بلطف وبشاشة في الكثير من المواقف ويقدم التحية لمن يعرفه ومن لا يعرفه في الشارع العام ولا يفرق بين الناس صغيرهم وكبيرهم وقويهم وضعيفهم بل يتعامل بأريحية مع الجميع ويقف على مشاكل الناس.
تعامل لطيف
هناك من يرى أن البرير شخصية مرحة ويتعامل بلطف وبشاشة في الكثير من الواقف التي تتطلب ذلك فيما يكون أكثر صرامة في الأوقات الصعبة والتي تتعلق بالعمل. يرى منصور أن الرجل متسامح ويتعامل بإنسانية مع جيرانه وأصدقائه، ويقف معهم في الكثير من المواقف في (الفرح والكره) ولن يتوانى في سبيل التواصل الاجتماعي مع الأسر والجيران رغم مشغولياته الكثيرة بسبب أعماله الخاصة ويضيف يساعد المحتاجين ويسابق لفعل الخير مع الناس البسطاء. من جانبه يؤكد الشيخ الطيب أن البرير رجل طيب القلب متصالح مع نفسه والآخرين، يتعامل برقة ولطف مع الناس يشاركهم همومهم ويقف إلى جانبهم في الأفراح والأتراح ولم يسبق أن تغيب عن محنة أو فرحة للجيران.
طبيعة ضاحية قاردن ستي
من جهته، كشف أحد الجيران – فضل حجب اسمه – أن طبيعة الحي وساكنيه يحتمون على الكثيرين عدم التواصل بشكل مميز، مؤكداً أن مشغوليات الناس وطبيعة عملهم واختلاف اهتماماتهم هي ما تؤدي إلى ذلك، لن الحي منغلق على ذاته باعتبار أن الاسر التي تسكنه ارستقراطية والعلاقات الاجتماعية في قاردن ستي تكاد تكون معدومة إلا في الحالات الخاصة (الأفراح والأتراح) وهي في إطار ضيق (الجيران)، وهي طبيعة عموم الأحياء التي يكون قاطنوها من الأثرياء، وهذه الناحية تتمثل في جميع أحياء الخرطوم.
اليوم التالي