مزمل ابو القاسم : بعد الفراغ من صيانة جسر الإنقاذ لا نستبعد أن يتم تحويل أعمال الصيانة إلى جسر الحلفايا، ليتم إغلاقه بادعاء أن مياه خور شمبات أثرت على قواعده
* يحمل ملف صيانة جسور العاصمة في جوفه العديد من علامات الاستفهام.
* ظللنا نسمع كل حين عن (اضطرار) السلطات إلى إغلاق أحد الجسور بغرض إخضاعه للصيانة، ونقرأ تقارير مخيفة تتحدث عن تضعضع هذا الجسر وتحرك ذاك عن محاوره، مثلما تردد عن جسر القوات المسلحة، الذي زعموا أن محاوره تحركت عدة مليمترات، فتم إغلاقه لفترةٍ قياسيةٍ، فاقت التي استغرقها الصينيون في إنشائه من العدم، وكانت المحصلة إعادة رصف مسار الكوبري، بعد إغلاق الفتحات التي كانت مغطاة بالحديد، وتشييد فاصل أسمنتي في المنتصف، ضيق المساحة المخصصة لحركة السيارات.
* ذات المعالجة الفطيرة تمت في جسر شمبات، بزعم صيانته وتمتين سياجه منعاً لسقوط بعض السيارات في النيل، وعندما تم افتتاحه فوجئنا بأطنان من الحديد والقواعد الخرسانية في منتصف المسار، وضيقاً وعنتاً في الحركة.
* لم تمض شهور قليلة على انتهاء أمد الصيانة حتى بدأ الحديد الموضوع على جسر شمبات في التفكك، وتمت سرقة كميات كبيرة منه، وضاعت ملايين الدولارات سدى.
* فرغوا من صيانة جسور النيل الأبيض والقوات المسلحة وشمبات فتحولت الأنظار إلى جسر المنشية اليافع الشافع، بعد أن تداعت ردمياته بسبب اقتصار هيكله الخرساني على مسافة قصيرة، في مناطق تشهد تمدداً كبيراً، لنهرٍ قوي الاندفاع خلال فترة الخريف!
* اكتفوا بالردميات الترابية في (ميعة)، تحمل مسمى (الجريف)!
* يعلم عامة أهل السودان ماهية (الجروف)، ويدركون أنها تمتلئ بالمياه خلال فترات الفيضان، فما بالك بشركاتٍ كبيرة، ومسؤولين تفترض فيهم الحصافة والخبرة والحرص على الاستعانة بأهل العلم والتخصص؟
* مساء أمس الأول أصدرت وزارة البنى التحتية بولاية الخرطوم بياناً أعلنت فيه انتهاء عملية الإغلاق الكامل لجسر المنشية، بعد تنفيذ المرحلة الأولى للصيانة (خلال 72 ساعة).
* توقعنا من مسؤولي الوزارة أن يوضحوا للناس ماذا فعل (السحرة) الذين أكملوا أهم مراحل الصيانة في ظرف ثلاثة أيام، ويعلنوا مسببات إغلاق الجسر بكل شفافية، بدلاً من ادعاء أن النيل الأزرق (غير مساره 13 متراً)، لأن ذلك الحديث الفج لا يقبله عقل.
* شيد الإنجليز جسر الحديد العتيق على ذات النهر في العام 1907، فكم مرة غيّر النيل الأزرق مساره خلال أكثر من مائة وثمانية أعوام؟ ولماذا لم يجر عليه ما جرى على الجسر المتراقص، الذي نغص إغلاقه حياة أهالي مناطق شرق النيل، وكلفهم وقتاً ثميناً وعنتاً شديداً ومالاً كثيراً، بعد أن أقدم سائقو حافلات وبصات المواصلات على مضاعفة أسعار التذاكر من تلقاء أنفسهم.
* بحسب المعلن ستستغرق فترة الصيانة الكاملة للجسر (الجديد) زهاء أربعين يوماً، نتوقع أن نسمع بعدها حديثاً عن (تداعي) جسر الإنقاذ، ليتم إغلاقه لأغراض الصيانة، وتكسب الشركات المنفذة للعمل ملايين الدولارات، وتتحول حياة أهالي المناطق المطلة على الجسر إلى جحيم!
* بعد الفراغ من صيانة جسر الإنقاذ لا نستبعد أن يتم تحويل أعمال الصيانة إلى جسر الحلفايا، ليتم إغلاقه بادعاء أن مياه خور شمبات أثرت على قواعده، وحركت محاوره، وتحويل الصيانة بعده إلى جسر الملك نمر، وكوبري توتي!!
* لا يقولن أحد إن الجسور المذكورة جديدة، لأن الحداثة لا تمنع تضعضع كباري العاصمة، ولا تحول دون صيانتها بعقود تكسب منها الشركات المنفذة للعمل ملايين الدولارات، ودونكم ما حدث لجسر المنشية (الجديد)!
* الخوف كل الخوف أن يشرعوا في صيانة جسر سوبا قبل افتتاحه!!
* نتوقع يبدو أن القائمين على أمر صيانة جسور العاصمة مغرمون بأغنية: (بنمسكها من الكوبري)!!
اليوم التالي