احلام مستغانمي
يا لرقمهم الغالي ذاك كيف مات ! (3)
الأرقام الحبيبة التي أصبحت غريبة عنا حدّ الأذى . الأرقام التي خانتنا و فتحت قلبها لصوت غير صوتنا ، كلّما وقعنا عليها في دفتر هاتفنا أحزننا التعثر بجثتها .
حدث أن نظّفت قبور من خانوا ، و نقلت أسماءهم على مفكرة أخرى جديدة كما لو كانوا أحياء . ثم مع الوقت ، صرت أشطب أسماءهم على استحياء .
اليوم تعلّمت أن أمزّق الصفحة . كلّما تقدّم بكَ العمر صَغُرَ دفتر هاتفك . أصبحتَ أكثر انفراداً و حريّة ، فأنت لا تريد هاتفاً يدقّ بل هاتفاً يخفق.. و عليك ألّا تشغل الخط بل أن تشغل وقتك في انتظار الحبّ ، ( و لِما لا ، بإعادة غربلة دفترك الهاتفي ) فحين سيدقّ هاتف الحبّ لن يترك لك وقتاً لشيء ! ذلك أنّ مولاك الحبّ حين يحضر سيختصر كلّ الأرقام في رقم واحد ، يزدحم به هاتفك و وقتك ، و ستضحك حينها من استبداد الذاكرة التي كانت تحفظ رقماً هاتفيًّا من أحد عشر رقم و لا تحفظ رقماً من ستة أرقام.. هو رقمك ! [ يتبع …
الكاتب : أحلام مستغانمي
سلمت يداك
اروع ما تكتبين