رأي ومقالات

عنترية أولاد الذوات!…بدر الدين عبد المعروف الماحي

العنترية الجوفاء وصف لازم السفهاء والمفلسين وهي حماسة البالون الفارغ والانتصار الزائف وهي من الجهل والجبن والغباء المفرط، صديقي ظافر الراضي من الشباب الجادين الملتزمين العقلاء دخل عليّ هذا الصباح واستحلفني بالله أن استمع لما يدور في عالم أبناء الذوات، مستشهداً بحادث عرضي عايشه ليلة لقاءنا. استمعت له باهتمام فقد كان بين مجموعة من الشباب في جلسة سمر ليلي فيها تلاقٍ وتواصل وترابط له قيمه وقد وجدوا ابن ذلك الرجل الملياردير قد جاورهم الجلوس في فناء ذلك النادي العريق، نقاش بين ابن الذوات وصديق له وكلاهما معتز بنفسه ومتكبر ومتسلِّط ويا (دنيا ما فيك إلا أنا) !!
احتد النقاش بينهما وتعالت الأصوات في أمر كله سخافات وجهل. استحي أن أذكره في مقالي هذا حسب رواية الشاهد وفجأة أخرج ابن الملياردير مسدساً وكأننا نشاهد أحد مناظر هوليود السينمائية!! تدخل الأجاويد والحضور لتهدئة الأمور، إلا أن الكلمات البذيئة التي خرجت من كلٍ منهما يقشعر لها بدن المسلم الحق. خرج ابن الذوات وتتبعه مجموعة من البودي قارد، وسبقه أحدهم وفتح له باب السيارة الفخيمة لينطلق بجنون ويجعل الحيرة في وجوه الجميع!! وبنفس الطريقة سمعنا عن تلك الحادثة المأسوية التي كان أحد أبطالها أحد أبناء ذلك الملياردير وشقيق الذي تحدثت عنه وراح ضحيتها شاب في مقتبل العمر!! حدثني ظافر عن كثير من تلك الظواهر. فأمثال هؤلاء يمارسون الكثير من أنواع التعدي على أصحاب صوالين الحلاقة، والمغاسل، وأصحاب النوادي الليلية، والمحلات التجارية. فقد قص عليّ أن أحد هؤلاء جاء في معرض (الفاخر) بشارع عبيد ختم يوم عيد الأم ووجد (الأعمى شايل المكسر)، الكل يريد أن يُفرح ست الكل وأظن أن ابن صاحبنا لم يعجبه الحال والانتظار فتقدم الصفوف لا للجهاد ولكن لقهر العباد واستفزازهم وأصر على أن يبايعه صاحب المحل الأجنبي المسكين رغماً عن النظام وأنف الحاضرين!! وساعتها دارت معركة انتهت بأحد أقسام الشرطة فأحد الموجودين ابن وزير نافد وشاف الحكاية فيها ظلم وما فيش حد أحسن من حد وأصر على أن ينتهى الأمر بالقانون !!!
في طلمبة شارع 15 بالعمارات ونحن نقف مصطفين لنتزوَّد بالوقود شاب وسيم (ونضيف) دخل في الاتجاه المعاكس لعامل الطلمبة حاول إقناعه أن الخرطوش ما بحصل نزل من (الهمر السوداء) وقال له (انت داير توريني أقيف بوين؟؟ انت حيوان؟ انت ما بتفهم؟؟ انا اشتريك واشتري طلمبتك بالفيها !! يازول والله تكب لي بهناء) !! تحريت ومن معي وحسبنا أن الوليد ده (واااااصل). ومن بيت حكومة تقدمت إليه وسألته بهدوء ليه كده يا ابني ما تسء للناس وعينك ما تشوف إلا النور انقلب عليّ انت منو ذاتك والحكاية جاطت وما أن تدخل القانون حتى فوجئت انه ابن (فلان) رجل الأعمال المشهور، فما يصنعه أولئك المترهلون من أبناء وبنات الذوات بالأموال التي يجدوها في أيديهم والسيارات التي يستخدمونها بلا حساب وبلا كد وبلا تفكير ولا تدبير، يجعلهم يمارسون تلك العنتريات الجوفاء. فهم في نعم لا يحسون بها ولا بالحرمان عند الآخرين فهم يصنعون بصفائح الذهب المتجمع من جباه وعرق الملايين من الشعب الكادح الذين لا يجدون كسرة الخبز الجافة بعد الكد والتعب..وإن تحدثنا عن كثير من الظواهر السالبة والانحلال الأخلاقي والنتن الاجتماعي، نجد أن كثير منها مصدره عدم ترشيد هؤلاء وترك الأموال عندهم بلا حسيب يستقوون بتلك الأموال، يفتكرون أن القوة عندهم وأنهم أحق من كل الشعب في إيجاد كل ضالتهم فهم أصحاب الأولوية في الصفوف، وأصحاب الحق في ممارسة كل الفواحش ما ظهر منها وما بطن، لا خلاص لنا في الأرض ولعنة السماء إلا بأن تسترد الدولة هيبتها بتوقيع أقصى العقوبات على كل من تطاول لإيذاء الآخرين، لا نتركهم يستقوون بالجنرالات أو القيادات في الأجهزة الأمنية والشرطية. فالجميع سواء فلا ندع للمستغلين وأبناء المستغلين سوى الضروري الذي لا يدعوهم للترف والسرف، فذلك هو العلاج الوحيد والعميق لتهدئة النفوس. فالظواهر المذكورة أصبحت مكررة وأبناء الذوات يعيثون في الأرض الفساد!! ويتفاخرون بأنهم فوق القانون وأن بالمال يمكنهم تفادي كل القيود والقوانين، ونحن نثق في كثير من الجهات ذات الصلة في هذا الشأن ولكن نتحوط في علاج وقائي وردع بأن نوقف كل من يتخطى النظام المروري ونزيل تظليل سياراتهم بلا استثناء، نشدد عليهم المراقبة خاصة في تلك المجمعات الشبابية البرستيج، لا نهتم بأنهم في برج الفاتح او الفندق الكبير حول حوض السباحة ولا ننخدع في اصطفاف سياراتهم الفارهة امام ذلك المقهى الليلي الذي نحتار في أنه محروس ومؤمَّن والشيشة فيه مدورة زي الورد!! نعم.. في الداخل ابن فلان والخالو فلتكان والاخوة علان فكل تلك المناظر والمسميات شان خاص لا ينبغي أن يؤثر على تحقيق الأمن والنظام، وعليكم ايها الآباء الشرفاء المليارديرات أن تراجعوا ابناءكم بقليل من الارشاد والتوجية. نعم الجنا حار ونعلم انكم يومياً تستعينون بالواسطات والقيادت في حل ابنكم من بتاع المرور ومن كشة النظام العام وتسهرون الليالي في الاقسام متخفين حتى تصدق لهم الضمانات ويؤذن لهم بالذهاب ولكن هذا لا يزيدهم إلا فجوراً وعناداً وتقوٍ بالباطل وعليكم أن تعلمون أن ما بين الضعفاء والمساكين المتظلمين المغبونين بما تفعله أمولكم لهم في ظلم الغير لذلك نخشى عليكم أن يكون الثمن أكبر مما تحبون، أجعلوهم فقهاء لا سفهاء فكله زائل ولن تبقى إلا القيم والأخلاق ففقد سئل أحد الصحابة عن الفقيه فأجاب الفقية الورع التقي الزاهد المتواضع الذي لا يسخر ممن هو أسفل منه ولا يهمز من فوقة ولا يأخذ على علم علمه الله حطام وسفهاء هذا الزمان هو جيل الفضائيات أصبح الواحد منهم يقتات بلحم أبيه ومالة ليأكل به الهامبرجر ويشرب به الكوكتيل ويركب به أفخم العربات وما خُفي أعظم وهذا حال المفسلين.

الانتباهة