منوعات

“روزنامة” الطعام “المناصيص”.. شواء على اللهب في الهواء الطلق

[JUSTIFY](روزنامة) الأسبوع بالنسبة للجزار (صابر عيسى) تعني العمل بلا انقطاع، يحمل أدوات الذبح والقطع وبعض الأعواد المُختارة بعناية من جريد أشجار الدليب أو السعف، إيذاناً ببدء عمله في (المرين) أشهر أسواق الشواء في دارفور قاطبة.

مع المغيب وقبيل حلول المساء من كل يوم، يستل صابر سكينه (بالغة الحِدة)، ويدلف إلى داخل الغابة لوضع اللمسات الأخيرة لترتيبات الشواء، يسبق ذلك البحث عن صيد ثمين للسوق المقبل (عجل- خروف أو تيس).

(1)
في مساحة محددة بعناية تتوسط السوق أو غالبا تكون بالقرب من (زريبة) المواشي يغرس صابر وبقية زملاؤه (أوتادا) على الأرض وفوقها ترص أخرى.. يأخذ الموقع شكل (الراكوبة) المصغرة.. على الشوايات الطبيعية في الهواء الطلق وعلى لهب النيران المستعرة يجعل الجزارين في دارفور اللحوم (ينضج) فيما يعرف بـ(المناصيص) وهي طعن اللحوم، ثم نصبها على النار.. للشواء بتلك الطريقة نكهة وميزة خاصة عند عموم تلك المناطق، لأن الطهي يتم دون استخدام أي مؤثرات أو توابل أو حتى بهارات، على الطبيعة فقط.

(2)
يقول (عيسى آدم) وهو أحد أشهر الجزارين في منطقة أم لباسة (80 كيلو) تقريباً، شمال غرب نيالا: إن مهنة شواء اللحم لا تستهدف كسب العيش فقط، بل تتجاوزه إلى نوع من الرمزية التي تشي بالحفاظ على التقاليد القديمة وصيانتها من الاندثار.

توفر الشوايات الطبيعية تلك الكثير من فرص العمل بالنسبة لشرائح أخرى غير الجزارين، أبرزها النساء اللاتي يوفرن الأدوات التي يؤكل عليها من (صوان وصحون)، فضلا عن الشطة وبعض الخلطات التي تعرف بـ(المرين)، ثم يأتي دور النساء اللاتي يمتلكن (القهاوي) لإعداد الشاي والقهوة.. (الشيرنغ) هي الطريقة المتعارف عليها في أكل اللحم.. عدد من الرجال يتشاركون قدرا من اللحم، كل حسب نصيبه.

آدم محمد أحمد
صحيفة اليوم التالي[/JUSTIFY]