اسحق احمد فضل الله

أمام المرايا

[JUSTIFY]
أمام المرايا

> و.. (هيل) الإنجليزي الذي يكتب عن السودان (1840م) يزعم أن المرأة بائعة اللبن التي تدخل بيته تسقط مغشياً عليها حين ترى (المرايا) .. وترى صورتها هناك.
> .. والدولة اليوم لا يغمى عليها حين تنظر في المرايا.
> ما يحدث هو أن الدولة التي تنظر في المرايا تحمل العكاز.. غاضبة.. تنتظر خروج (الجهة الأخرى) من المرايا.
> الدولة يدهشها أن الدولة الأخرى في المرايا تزدحم بأحداث غريبة.
> وفي أحداث المرايا.. شركة سكر تبحث عن مخازن لإنتاجها المتدفق.. والتخزين سببه أن الشركة هذه تعرض السكر بسعر (255) جنيهاً بينما جهة أخرى تريد إرغامها على البيع بسعر (285) جنيهاً.
> وفي المرايا بيان إحدى الشركات يبرر عدم خضوعه للمراجعة بسبب غريب.
> بينما أفق المرايا اليوم يكشف وجود (شركة مراجعة عالمية عابرة للحدود وعابرة للقانون) هي ما يدير الشركة هذه.
> وفي زحام المرايا تبدو صورة أجنبي يهرب من السودان وفي حقيبته ملايين الدولارات.
> والحكومة تضرب المائدة من الغضب.
>.. وقالوا إنها حطمت أسنان أحدهم.
(2)
> وشيء آخر سوى الدولة يرى كل شيء.. ومنذ زمان.
> ودكتور فيليب الذي يجوس السودان لخمس سنوات يقدم تقريره لجامعة أكسفورد عن (السودان عام 2013م) كان هذا عام 2005م.. والرجل الذي يحصل على جائزة هناك يحدث في تقريره عن أن
٭ حزباً سودانياً يحول مشكلة دارفور إلى عمل عنصري.
٭ وأن داء العنصرية ينخر الآن الخرطوم والسودان.
> وفيليب يصبح لاسمه معنى حين يهبط الخرطوم (عائداً إليها في عجل) قبل عملية خليل إبراهيم بيومين اثنين.
> والرجل يصبح له معنى وهو يدخل على إسلاميين كبار يسألهم عن مذكرة الألف.
> كان هذا قبل تقديم مذكرة الألف بأيام.
> والرجل يصبح لاسمه معنى حين يطل وجهه خلف أزمة (بنك الاعتماد) الأزمة التي زلزلت دولاً في حجم السعودية.. الأزمة التي في السعودية تجعل أحدهم يدعي الجنون ليفلت من الشبكة.
(3)
و (إيما) زوجة مشار الإنجليزية التي يقتلها قرنق ــ أو هكذا قيل ــ بحادث حركة ــ تفتتح كتابها عن حرب الجنوب وعن غرب السودان بمشهد لها وهي تهبط من عربتها في صحراء غرب السودان وتجلس خلف شجرة وتطلق معدتها.
> مشكلة الغرب ومشكلة السودان كلها تصبح شيئاً مماثلاً.
> و….
(4)
.. والسودان ــ يقول مؤتمر الجامعة العربية أمس ــ يصبح حديقة إفريقيا، وشركات العالم العربي تخصص 20% من أرباحها للاستثمار الزراعي في السودان.
> .. يصبح حديقة ــ إن هو!!
> نجا من شيء يدبر الآن خلف الحدود الشرقية.
> وإثيوبيا تنظر من فوق سورها مع إريتريا وترصد المخابرات المصرية هناك.
> المخابرات المصرية تجعل أفورقي يستخدم أربعين ألف مقاتل (التقراي الذين يقاتلون الحكومة الإثيوبية ــ وأربعين ألفاً من الأرومو).
> ويحشرهم في حلقوم إثيوبيا.
> مصر تريد تطويع إثيوبيا حتى تتخلى عن السد.. ولسبب آخر
> وإيران التي تمدد مشروعها في العالم تجعل مصر تدرك أن إثيوبيا إن هي وضعت يدها في أيدي أسمرا ووصلت إلى (عصب) من هنا ــ وأقامت السد الآن من هنا أصبحت هي الدولة الأولى في إفريقيا.
>.. وحطمت مصر.. وإيران بهذا تجرجر مصر والسعودية وإثيوبيا في حبل واحد.
> وشيء مثل مملكة النحل يفور في المنطقة
> .. و… و….
(5)
> الدولة التي تحمل العصا وتقف أمام المرايا تنظر في دهشة إلى دولة داخل المرايا تتلاعب (مثل لاعب السيرك الصيني) بألف طبق في الهواء دون أن يسقط طبق واحد.
> الدولة أمام المرايا ــ التي تعجب جداً بمهارة الدولة داخل المرايا ــ تجد قصة هارون الرشيد.
> والرشيد يأتيه من يعرض عليه مهارة رائعة في اللعب (بالدبوس).
> والرشيد يأمر بإعطائه مائة دينار ومائة جلدة.
> يجلد لأنه ينفق مهارته في ما لا ينفع.
[/JUSTIFY]

آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة

تعليق واحد

  1. لكن يا شيخنا المرأة السودانية عرفت المرآيا منذ عهد الفراعنة كما موثق في متاحفنا- فكيف لك ان تنقل لنا قاذورات ذلك القوم والتي نبعت عن حقدهم الدفين نتاج الحروب الصليبية – وكأنك تريدنا ان نتناقلها جيل بعد جيل بحجة الثقافة والاطلاع وآ أسفي علي وطن تتناهشه اظفار ابنائيه وتعين عدوه عليه .