مزمل ابوالقاسم : صمت الوزير
* أصرت صحف الخرطوم على إحراج وزير المالية بإيراد أخبار جديدة تتحدث عن إقرار زيادات جمركية مقدرة على السيارات المستوردة (تبلغ نسبتها عشرين في المائة).
* رد الأستاذ بدر الدين محمود على تلك الأخبار بالمزيد من الصمت، بعد أن رفض مجرد التعليق على الأخبار التي تناقلتها الصحف قبل فترة، وتحدثت عن زيادة سعر الدولار الجمركي، وزيادة رسوم ترخيص السيارات والدراجات النارية، وزيادة رسوم الفحص الآلي، وزيادة رسوم استخراج كرت السلامة، وزيادة رسوم استخراج وتجديد رخص القيادة، وزيادة رسوم التقييم الجمركي، وزيادة رسوم الموانئ، وزيادة رسوم المواصفات، بخلاف الزيادات المركبة الناتجة عن زيادة سعر الدولار الجمركي على كل الرسوم المتعلقة بالاستيراد!
* تمت زيادة كل تلك الرسوم بعد أن أعلن وزير المالية على الملأ، وعبر مؤتمر صحافي مشهود، أن موازنته للعام الجديد (2015) ستأتي خالية من أي زيادة في الضرائب والرسوم.
* جديد الموازنة العامرة بالزيادات تعديل نسبة إهلاك السيارات المستعملة (في الجمارك) من (50%) إلى (20-25%)، وذلك يعني ببساطة زيادة القيمة الجمركية عليها.
* تبعاً لقرارٍ يحوي خرقاً فاضحاً لـ(قانون الموازنة) ارتفعت قيمة جمارك السيارة (كليك) من (41) ألف جنيه إلى (61) ألف جنيه، وعلى ذلك قس.
* من حقنا أن نسأل السيد الوزير عن مصير تصريحاته التي (بشّر) بها السودانيين بأن موازنته للعام الجديد لن تحوي أي زيادات في الرسوم والضرائب، بعد أن تسبب انخفاض أسعار البترول والقمح عالمياً في توفير أكثر من سبعمائة مليون دولار، كانت تذهب في ما مضى لاستيراد السلعتين الاستراتيجيتين.
* ومن حقنا أن نسأل نواب الشعب عن موقفهم من (خرق) قانون الموازنة في أول شهور العام الجديد.
* قانون الموازنة (قُد من دبرٍ) قبل أن يجف حبره.
* أما السؤال الأهم فيتعلق بالمدى الزمني الذي سيستغرقه صمت الوزير في مواجهة الأخبار التي تشير إلى أنه لم يكن صادقاً في ما أعلنه عن عدم إقرار أي زيادات في الضرائب والرسوم.
* متى يتحدث بدر الدين محمود ليرد على الأخبار التي تزدري وعوده العرقوبية للسودانيين؟
مصائب قومٍ
* تضرر الملايين من سكان محلية شرق النيل من قرار إغلاق جسر المنشية كلياً وجزئياً لأكثر من أربعين يوماً.
* المستفيدون الوحيدون من القرار هم سائقو الركشات، الذين نشطوا في نقل عشرات الآلاف ممن اضطرهم القرار الكارثي إلى عبور الجسر (كدراوية) يومياً.
* تجمعت الركشات على طرفي الجسر المنكوب، وارتفعت تسعيرة نقل المواطنين من طرفي الكوبري إلى أقرب نقطة للمواصلات العامة.
* يوم أمس الأول تحدث الدكتور عبد الرحمن الخضر، والي ولاية الخرطوم عن قضيةٍ أثارت لغطاً كثيفاً، وقال إن هيكل الجسر سليم، ولم تحدث به أية إشكالات، حاصراً المشكلة في (تآكل) الردميات من الناحية الشرقية.
* محاولة تبسيط الأمر، والسعي إلى تغطية كارثة تداعي الجسر اليافع بالحديث عن سلامته وخلوه من العيوب لن تفلح في إزالة الغبار المتجمع حول القضية، خاصةً بعد أن تم إغلاق الجسر على مراحل، وقذف صديقي المهندس عبد القادر همد (أمين عام وزارة البنى التحتية) بعبارة أشاعت الرعب في قلوب الكثيرين، بقوله: تسبب ارتفاع منسوب النيل الأزرق إلى أكثر من 17 متراً مرتين في تآكل أجزاء من الردميات الترابية، فنزل التراب خلف الخرسانة الطائرة، ولو عبرت شاحنة بحمولة تزيد عن ثلاثين طناً (بسبيبة) فستحدث كارثة!
* الكارثة حدثت فعلياً يا صديقي، والضرر وقع على الملايين.
* مطلوب فتح تحقيق قضائي حول كارثة جسر المنشية، لتحديد هوية المتسببين فيها، وإحالتهم إلى القضاء ليقول كلمته العادلة فيهم.
اليوم التالي