“آوت دور” التصوير في الهواء الطلق.. مشاكل ما بعد الفرح
المتصفح لألبومات الصور في هذه الأيام يجدها مختلفة عن سابقاتها لسنوات خلت، فقد كان لالتقاط صور الزواج شكل محدد ولقطات معروفة يقوم بها محترفون، توثق لتلك الليلة المنتظرة، التي يستعد لها كل من العريس والعروس على حد سواء، وقبل شهر أو نيف يقوم العريس بحجز الأستديو حتى يجد مكاناً له وعروسته، لاكتظاظ الاستديوهات بالزبائن.
لكن مع ظهور نوع جديد من التصوير يسمى بـالـ (آوت دور) وهو تصوير على الهواء الطلق، لم يعد حجز الأستديوهات هاجساً يؤرق مضاجع العروسين، خاصة وأنه يمنحك حرية في التقاط أميز الصور التذكارية الجميلة، لكن هل ستفسد المواقع الأسفيرية ومواقع التواصل الاجتماعي تلك المتعة؟ وما الذي يمكن أن يمنع ذلك.
مميزات تحفيزية
من المعروف أن التصوير الخارجي (الأوت دور) صار رائجاً وسط المجتمع ومحط أنظار الكثيرين، حتى كون متابعين له عبر مواقع التواصل الاجتماعي فاتخذها المصورون منبراً تسويقياً لهم، قال عنها المصور عثمان أزهري إنها ظاهرة جديدة رفضها المجتمع بادئ الأمر لصعوبة الحصول متنزه أو مزرعة مناسبة حتى يتم فيها التصوير بتلك الطريقة خاصة في ظل تصوير الأستديو الذي يعد أمراً تقليدياً اعتاده العرسان في أي مكان وزمان. وأضاف: لكن مع انفتاح المجتمع على المواقع الأسفيرية، لاسيما مواقع التواصل الاجتماعي التي جعلته يتوافق رويداً رويدا مع مسألة التصوير الخارجي، الذي يفرض على العروس الحضور إلى موقع التصوير قبل المغرب، لأنه الوقت المناسب لالتقاط تلك الصور.
ولفت عثمان إلى أن هناك الكثير من العرسان باتوا يفضلون تلك النوعية من التصوير لما فيها ميزات حفزتهم لالتقاط تلك الصور، كالتقاط الصور وسط الطبيعة بالإضافة إلى قلة تدخلات المصور في إعداد الخلفيان وإخراج الصورة، مشيراً إلى أن هناك من يتمسك بالتصوير التقليدي الذي يتم داخل الأستديو وهناك من يجمع بين الإثنين.
وأكد عثمان عدم نشره لأي صورة دون استئذان صاحبها في ذلك، مراعاة للخصوصية واحترام رغبة العريس في عدم نشرها أو استخدامها دعايةً وتسويقاً للاستديو، وقال ليس من الأخلاق استخدام شيء يخص الآخرين دون الرجوع لهم.
توثيق احترافي
يقف المصور أنس رمسيس ضد رفع صور العرسان على صفحات المواقع الإلكترونية باعتبارها صوراً خاصة، وقال بالرغم من إنني ألجأ في بعض الأحيان إلى تلك الطريقة إلا أنني أحرص على أن تكون الصورة المختارة تحمل مواصفات محددة كأن لا تبين ملاح الأشخاص ولا تبرز المفاتن، لأنها كما ذكرت صور خاصة، ومن مشاكل تلك المواقع أنها متاحة للجميع. وأضاف: وأنا رجل شرقي لا أقبل أن تكون صور زوجتي “لافة من تلفون لي تلفون” بدون استثناء.
ويرى أن صور (الأوت دور) جميلة جداً وتحمل في طياتها ذكريات حلوة فضلاً عن أنها صوراً مميزة، تسمى لدى المحترفين (توثيقاً احترافياً). وتابع: بالرغم أنه غالي الثمن ووصل سعره بين (900) جنيه ومليوني، إلا أنه بات من الضروريات، وأرجع أنس انتشار ذلك النوع من التصوير إلى غزو الكاميرات الرقمية البلاد، الأمر الذي جعلها في متناول الجميع. وقال ليس كل من يملك كاميرا رقمية مصور محترف، لأن التصوير – بحسب أنس – له قواعد وفنيات.
ضوابط اجتماعية
أشار الباحث الاجتماعي الدكتور عبد الرحيم بلال إلى ضرورة وضع ضوابط اجتماعية يسير عليها المجتمع، والعمل على تنشئة الناشئة بصورة سليمة سواء في المنزل أو دور العلم. وقال إن غرس احترام الآخرين في نفوسهم أمر غاية في الأهمية، لأنه يشكل وعيهم وإدراكهم، ويتعلمون من خلاله احترام خصوصية الآخرين وعدم التدخل في حياتهم الخاصة، ولفت إلى أن السلوك الشخصي يلعب دوراً مهماً في احترام الآخرين، بالإضافة إلى أن هناك أربعة ضوابط اجتماعية مهمة تدعم الوازع الديني، تتمثل في القيم الاجتماعية والقوانين وضوابط السوق التي تتخذ من الترويج استفادة ربحية، بجانب ضوابط الطبيعية، مشيراً إلى تفشي تلك الظواهر في المجتمع بشكل كبير، لذلك نادى بمحاربتها خاصة تلك التي تمس خصوصيات الآخرين
درية منير: صحيفة اليوم التالي