رأي ومقالات

د. ناهد قرناص: اليوم الذي تفقد فيه مساعد (الياي) ..لن يؤدي (الياي) مهمته

(مساعد الياي ما ببقى ياي) ..مقولة طالما قيلت للسخرية وللتقليل من قيمة مساعد الياي الذي يريد ان يصبح (يايا) ولا يستطيع….المقولة استرعت انتباهي واهتمامي …رغم قلة معرفتي بعلم الميكانيكا و (بالياي ومساعده) ..ولكني اقول ان مساعد الياي مهم جدا لدرجة ان الياي لا يستطيع اداء مهامه بدون مساعدة…فالسؤال هو ايهما اهم (الياي ولا مساعده؟) ..والاجابة تلقائية ان الاثنين مهمان …كل في موقعه…كل الوظائف والمهن تحتاج الى وظائف مساعدة …تستمد اهميتها من مساعدتها للوظيفة الاساسية ..أذكر انني حضرت فيلما اجنبيا للممثل الأمريكي (بن ستيللر) … يتوجب عليه في الفيلم القيام بزيارة لأهل الفتاة التي ينوي خطبتها ..فيخضع لاختبارات من والدها الذي كان يعمل سابقا في الاستخبارات الامريكية ..الفيلم في قالب كوميدي جميل من خلاله ناقش الفيلم قضية هامة هي النظرة المتعالية التي ينظر بها الناس لاصحاب المهن المساعدة ..البطل كان يعمل بمهنة التمريض وقد اختارها عن رغبة وبرع فيها ..ولكنه عندما قدم نفسه كممرض لاسرة الزوجة المستقبلية قوبل بضحكات ومن ثم كان السؤال (هل انت جاد؟؟)..أوضح لهم بانه اختار التمريض عن رغبة وقد كان بامكانه دراسة الطب ..فقوبل تصريحه هذا بنوبة من التشكك ..فكيف تتاح لاحدهم ان يبقى (ياي) فيختار ان يصير مساعد الياي ؟؟؟.

المهن المساعدة او كما يطلق عليهم (الكادر الموازي ) مهن مهمة ومفصلية ولولاها لما دارت الماكينات ولا نشطت الاجهزة ..ولكن رغم ذلك هم مظلومين (ظلم الحسن والحسين) كما يقولون . يتخرج التقني بعد جهد واقتدار ويعمل بكل همة ونشاط ويقوم تقريبا بمعظم العمل ولكنه ياخذ اجرا زهيدا بالمقارنة مع رصيفه من حملة البكالوريوس ..والماساة الكبرى ..ان الذي يمتلك منهم طموحا ويكد ويدرس لنيل درجة عليا ..يتم (اضافة 35 جنيها بالجديد) فقط الى راتبه بعد الدرجة ..وهو ما يدعى في الخدمة المدنية (بدل مؤهل)… في كل بقاع العالم ياخذ التقني اجرا أعلى من ذلك الذي يجلس على الطاولة وتصل أجور بعضهم الى ارقام فلكية لندرة التخصص ..ولذلك يتنافس الشباب لنيل الاحترافية التقنية وبذلك تتقدم الدول . تقدمت الفلبين وتصدرت العالم بتأهيل الممرضين والممرضات الذين ياخذون اجورا عالية وسعرهم من اعلى الاسعار في العالم الأول..والممرض الفلبيني كالجنيه الدهب كما يقولون بالعامية …اما في السودان فمهنة التمريض مهنة ينظر اليها الناس بتعال ويمتهنها البعض على مضض …وتجد الممرض السوداني يعمل باخر طاقة واخر نفس ..فليست هناك بيئة مساعدة ولانظرة تشجيعية من المجتمع …وقس على ذلك كل المهن المساعدة من فنيي مختبر ..ومساعدي البيطرة والصيدلة …وتقنيي المعامل وغيرهم كثر . قبل فترة قصيرة ..قرأت تصريحا للسيدة وزيرة العمل والتنمية البشرية بأنها ستعمل على تحسين ظروف التخصصات النادرة حتى تقلل فرص الهجرة …نقول لها خيرا فعلت …ولكن حملة الدبلومات والفنيين والتقنيين والمهن المساعدة ..فئة تحتاج الى الالتفات ومد يد الاهتمام …ويجب الاسراع بتحسين ظروف هؤلاء وايجاد فرص للتدريب والتاهيل …فاليوم الذي تفقد فيه مساعد (الياي) ..لن يؤدي (الياي) مهمته ولو كان بدرجة بروفسور. ختاما … اقول (مساعد الياي ما بيبقى ياي) .. ..ليس لانه لا يستطيع ..ولكن… لانه لايريد …وصباحكم خير

د. ناهد قرناص

‫2 تعليقات

  1. احسنت يا دكتوره بالرغم من خروجك عن المألوف الا ان الموضوع جميل وذو فائدة ولا حظت انك تكبين في مواضيع لا يتناولها اهل الصحافة انفسهم فلماذا لا يتناول الصحفيين الامور الجادة هذه ويكتبون عن الفنانين والراقصين وهلمجزا ….

  2. انت ما جربت الياي يا دكتورة ما بحتاج لى مساعد اصلا لو ما عندك اعملى ليك يااااي