تحقيقات وتقارير

“طال انتظاري ليلة السبت” أحزاب الوحدة الوطنية في حضرة الرئيس.. هل تؤمن مستقبلها أم تحزم حقائبها للجلوس في الرصيف

[JUSTIFY] لا حس ولا خبر، فقط لافتات معلقة في العمارات الشواهق تعرف بأحزاب تقترن باسمها صفة الوطنية، يظهرون في أوقات بعنيها ويعلو صوتهم حسب مؤشر الأحداث في البلاد ودوما ما يأتي ذلك الصوت متناغما مع موقف ورؤية الحزب الحاكم الذي أفاض عليهم من كرمه وأشركهم في الحكومة بمناصب تنفيذية وتشريعية بحسب المشككين في أحزاب الوحدة الوطنية.

الأمين العام لأحزاب الوحدة الوطنية عبود جابر يشكل حضورا طاغيا في كل الملمات الرسمية وتصريحاته حاضرة وداعمة كالمعتاد، الرجل ظلت سهام النقد تنتاشه في كثير من الأحيان غير أنه ظل منافحا عن موقف الأحزاب الوطنية ويفند الادعاءات والاتهامات الكثيرة التي تحيط بها مؤكد أنها ليست صنيعة للمؤتمر الوطني بحكم القانون والدستور الذي يتيح حرية العمل السياسي والثقافي والاجتماعي لكافة الأفراد والكيانات والأحزاب وفقا لإفادات سابقه له، وفي المقابل يشبه الكاتب الصحفي حسن أبو الحسن في مقال سابق له مبذول في الأسافير أحزاب الوحدة الوطنية بـ(فرقة حسب الله الموسيقية) حيث يقول إن فرقة عبود حابر تعبير عن مشهد سياسي سوداني بحت يتقاطع مع فرقة حسب الله في كونه يلعب دور التطبيل والتزمير للنظام والحزب الحاكم مقابل عطايا النظام وتسهيلاته وحوافزه، ويلعب دور الكمبارس للحزب الحاكم وإن بتواضع لقلة الخبرة في هذا المجال، وهي منظومة أحزاب مصنوعة وممولة من الحزب الحاكم يمكن حشد جميع عضويتها في عشرة بصات من مواصلات العاصمة والحزب الحاكم يعرف ذلك تماما.

وفي أعقاب مبادرة الحوار الوطني نشطت الأحزاب وكانت الداعم الرئيس للعملية وبعدها حين تم التوقيع على نداء السودان وإعلان باريس أطلقت أحزاب الوحدة الوطنية مبادرة النداء الوطني المؤيدة للعملية بغرض جمع كافة السودانيين على صعيد واحد في طاولة الحوار الوطني للتشاور حول قضايا البلاد، الأمر الذي وصفه حسن في ذات مقاله بأنه مشهد ركيك في ما يتعلق بالتصدي لتوقيع نداء السودان بمسرحية نداء الوطن دون أن يجتهد أحد أو يمتلك قدرا من الحرفية في مواجهة النقاط التي حملها نداء السودان والتي تجلت في أهم حدث وهو التقاء وتوحد القوى المعارضة السياسية والتي تحمل السلاح واتفاقها على إيجاد مخرج سلمي بديل للعنف والعمل المسلح. وما إذا كان ذلك إضافة أو نقصانا. أيضا دون التعرض للمطالب الجوهرية التي حملها الإعلان وما إذا كانت مشروعة أم لا. اتجهت فرقة عبود جابر لاستخدام مصطلحات عفا عنها الزمن وتساقطت بسقوط الأنظمة الشمولية العتيقة في المنطقة كالخيانة والعمالة والارتهان للخارج، فرقة عبود جابر بحسب أبوالحسن تشابه عليها البقر واختلط عليها الأمر وهي تردد مقولات وتعريفات الحزب الحاكم. فجلوس الحزب الحاكم مع مسلحي دارفور ليس خيانة أو عمالة إلا أن جلوس القوى المعارضة مع تلك القوى المسلحة هو عين الخيانة والارتهان للخارج.

وبعيد دنو موعد الانتخابات أعلنت الأحزاب الوطنية تمسكها بقيام الانتخابات ودعمها للرئيس البشير مرشحا لرئاسة الجمهورية واتفقت على ميثاق شرف لترشيح البشير، الأمر الذي فتح الباب واسعا للسخرية من تلك الأحزاب وذهب البعض إلى أنها بذلك أثبتت تسبيحها بحمد المؤتمر الوطني وعدم قدرتها على الخروج من عباءته بتقديمها لمرشح منافس للبشير سيما وأنها اكتفت برغبتها في خوض غمار المنافسة في المجلس الوطني والمجالس التشريعية لتقفز التكهنات بإمكانية عقد صفقة مشتركة مع الحكومة لإخلاء بعض الدوائر الجغرفاية لممثلي تلك الأحزاب حتى يضمن الوطني تكوين برلمان يضم مختلف ألوان الطيف السياسي.

وكان عبود جابر الأمين العام لمجلس أحزاب حكومة الوحدة الوطنية أكد عقب اجتماع الأحزاب الأخير أن أحزاب حكومة الوحدة الوطنية أبدت استعدادها الكامل لخوض العملية الانتخابية وتكوين لجان للنزول للمواطنين في المركز والولايات بغرض التوعية بالعملية الانتخابية وأهميتها والعمل من خلال الانتخابات على حلحلة قضايا السودان، مشيراً إلى أن الاجتماع ركز على مسألة قيام الانتخابات في موعدها ودعا الأحزاب المقاطعة إلى ضرورة تعزيز قيام الانتخابات.

إذاً، يأتي لقاء السبت بالرئيس البشير وأحزاب الوحدة الوطنية رغما عن الحملات المستعرة التي تواجهها وتبدو سائرة في طريقها داعمة ومؤيدة للمؤتمر الوطني ولا يبدو أنها تنظر بمنظار آخر لما يمكن أن تسفر عنه تطورات الساحة السياسية في البلاد، سيما وأن المفاوضات والحوار الوطني والانتخابات قد تأتي بجديد يكون فيه اللاعبون الأساسيون بالساحة بالنسبة للمؤتمر الوطني كيانات أخرى بحسب مقتضيات المرحلة، فهل تؤمن أحزاب الوحدة الوطنية مستقبلها في لقاء السبت أم أنها ستحزم حقائبها للجلوس في الرصيف؟

مهند عبادي
صحيفة اليوم التالي[/JUSTIFY]