د. ربـيع عبـد الـعـاطـي عبيد: رسائل الأسبوع 13
إلى الأحزاب المتنافسة فى الانتخابات
لم تعد الجماهير تصدق الوعود الكاذبة، أو الأمانى المزيفة، لكنها تؤمن بالواقعية، ولا تطالب بالمستحيل، ولكن من يتقدم إليها ببرنامج عليه أن يعرف أن زمان القنابير على الرؤوس قد ولىّ إلى غير رجعة، فمن يأنس فى نفسه الكفاءة لينوب عن الجماهير ليس أمامه إلا أن يعرض ما عنده ويعترف بما ليس لديه، وأن فاقد الشىء لا يعطيه.
إلى منظمات المجتمع المدنى
الكثير من المنظمات، التى تعمل وسط المجتمع ليست لديها القدرة على تغيير واقع أو التعامل مع أزمة، ذلك لأن إزالة الأزمات، والتغلب على آثار الكوارث لا يتم بمجموعات لا تملك فى جرابها مالاً، كما أنها لا تستطيع منافسة تلك المنظمات الأجنبية التى تحولت إلى شبكات دولية عمادها ملايين الدولارات وتحرك اتجاهاتها أجندات سياسية وبيوتات مالية لتغيير عقيدة الشعوب التى تعمل تلك المنظمات فى بلدانها، عن طريق الابتزاز والاستقطاب ووسائل خبيثة، وقد يكون المثال المعبر عن ذلك هو ما سمى «إئتلاف انقذوا دارفور» بالولايات المتحدة الأمريكية، إذ لا يعمل ذلك الائتلاف إلا لنشر ثقافة العنف وتمديد أجل الصراع، وتشجيع رفع السلاح بين القبائل، لتصبح الدولة فى نهاية المطاف فى كف عفريت.
إلى الذين يقفون ضد حركة الحوار
إن الحوار هو السبيل الأوحد للتفاهم، وكل الذين يسدون طريقه ويتشاءمون بمخرجاته، لا يفعلون خيراً بوطنهم ولا بمواطنيهم، ذلك لأن الحوار لا يعنى أن نجبر طرفاً للخضوع لشروطنا، لكنه هو المنهج الذى به يكون الأخذ والرد، وعدم الركون إلى السأم والإحباط، أو التخذيل نحو سماع الآخر، لأن الذى يجعل فى آذانه وقراً ويصمهما عن سماع رأى الآخر لا يستطيع استيعاب وفهم كلمات الخير الجائل فى النفوس، وبغياب الخير يحل الشرّ ويفرح عندئذٍ الأشرار، ونعوذ بالله من شر ما خلق.
إلى المتطلعين للمعرفة والطالبين للخبرة
إن الذى يتطلع من الشباب أو الطلاب ليكون مديراً أو وزيراً عليه ألا يستعجل، فالمعرفة ببواطن الأمور وظاهرها لا تتم فى لحظة من ليل أو نهار، والذى يجد نفسه على حين غفلة، بأنه مسؤول عن تطورٍ سياسى، أو تنمية بشرية أو مادية، وهو ليس مؤهلاً لذلك، فإما أن يدوس فى ذلك الموقع فيهدر أمواله ويسعى بجهله نحو خرابه، أو يعترف بأنه ليس فى مستوى ذلك، فيعود مجدداً ليتعلم ويدخل مدرسة المسؤولية التى تحتاج منه إلى زمن ليس قصيراً، ذلك لأن الطفل لا يولد عالماً، والشباب ينبغى أن يتواضع لنيل المعارف، وحتى أولئك الذين نالوا أرفع الدرجات العلمية عليهم ألا يتطاولوا رفضاً للتدريب والتأهيل، ومن تكبر على هذا المنهج ابتعدت عنه المعارف وجثم عليه الجهل بكلكله.
إلى الآباء والأمهات
كان الأبناء فى زمان سابق وهو ليس بعيداً، يحسون بشقاء آبائهم وأمهاتهم، فلا يكلفونهم ما فوق طاقتهم بل يقدمون لهم المساعدات بالعمل فى إجازات المدارس والجامعات، ولم يكن هناك أبٌ أو أمٌ يشعر بالرهق أو متاعب الحياة بعد تخرج الابن أو البنت فى جامعة من الجامعات، وعندئذٍ يرفع الثقل عن أب كافح وأم ساهرت، لكن اليوم انقلبت الآية، فأصبح الأبناء والبن
صحيفة الانتباهة